انجازات في مواقع التواصل وفشل في الواقع
الأمن في تعز
الخميس 29 نوفمبر 2018 - الساعة 04:35 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - خاص
تعيش تعز انهيارا أمنيا غير مسبوقا حيث تزايدت جرائم القتل في ظل انتشار عصابات القتل والاجرام والتي في معظمها تنتمي للمؤسسة العسكرية، وفي ظل قيادات أمنية هشة لم تقم بواجبها واكتفت بمتابعة وملاحقة ”السوس” بحسب تصريح لمدير أمن تعز العميد منصور الأكحلي لقناة تلفزيونية أثار موجة من السخرية لدى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
حالة الفشل تجلت أكثر خلال تصريح لمدير الأمن نفسه بأن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على غزوان المخلافي اثر ارتكاب جريمة اصابة الطفلة فاطمة، وانه محتجز لدى المحور، ولم يمر يوم واحد على هذا التصريح حتى ارتكب غزوان جريمة أخرى عبر اعتدائه على احدى الباصات أمام مستشفى الثورة وليكتشف الشارع التعزي أن مدير أمن المحافظة يكذب في تصريحاته، ومن يكذب لا يؤتمن على أمن الناس وأرواحهم.
كذبة ”مدير الأمن” أثبتت أنه يسعى لتثبيت الأمن والاستقرار وصناعة الانجازات في مواقع التواصل الاجتماعي بعد فشله في بسط الأمن في الواقع، وهو ما جعل الأجهزة الامنية المختلفة تتسابق إلى اصدار البيانات والتصريحات التي تتحدث عن النجاحات الوهمية، والتي لا تلبث أن تموت مع انكشاف عدم مصداقيتها.
مؤخرا أعلن قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق العقيد محمد مهيوب تمكن حملة أمنية من ضبط غزوان المخلافي والتحفظ عليه في مقر شرطة الدوريات وأمن الطرق وانه سيتم التحقيق معه وتسليمه للجهات المختصة.
اللواء 22 ميكا قال إنه بعد أيام من المتابعة والرصد تمكن من تسليم غزوان المخلافي إلى شرطة الدوريات وأمن الطرق، غير أن غزوان نفسه نفى أن يكون تم القاء القبض عليه مؤكدا أنه قام بتسليم نفسه امتثالا واحتراما منه للقانون والدولة ولتفويت الفرصة على من يسعى لافتعال المشاكل في تعز.
الأجهزة الأمنية نفسها لم تخجل وهي تعلن للشارع نجاح وساطة قام بها وكيل أول عبدالقوي المخلافي في تسليم المتهمين بقضية محاولة اغتيال رئيس جامعة تعز لأنفسهم، مع العلم ان المتهمين هم عسكريون في اللواء 170 دفاع جوي، وهذا الاعلان أثار سخرية لدى الشارع الذي تساءل كيف يتم التوسط مع متهم لتسليم نفسه، فما بالكم لو أن الوسيط هو وكيل أول محافظة تعز.
وفي سياق النجاحات المصطنعة أعلنت أدارة العلاقات العامة في إدارة الأمن على صفحتها مؤخرا نجاح حملة أمنية بإلقاء القبض على همام الصنعاني المتهم بقتل موظف الصليب الأحمر الدولي حنا لحود وفقا لبيان إدارة الأمن، غير أن أحد أقارب الصنعاني أكد أن الحملة الأمنية وجدت همام وطلبت منه الحضور معها فذهب معها غير انها لم توجه له أي تهمة حتى الآن وأنها تحاول الصاق أي تهمة ضده دون أن تدينه حتى الآن.
مصدر أمني أكد أن همام يعيش حياة طبيعية في منزله الذي يعرفه الجميع وأنه لا يوجد ما يدينه،والا لكان قبض عليه في حينه واوضح ان عملية الاحتجاز جاءت من أجل اصطناع نصر اعلامي للأكحلي لا أكثر.
كما أعلن في العام المنصر عن القاء القبض على أحمد المطلوبين أمنياً المدعو هاشم الصنعاني من قبل اللواء 22 ميكا، لكن مصادر أمنية أكدت انه لم تستكمل اجراءات التحقيق معه أو محاكمته في التهمة المنسوبة اليه، مع اختفاءه عن المشهد.
ويرى مراقبون أن جماعة الاخوان المسلمين وعبر ترسانتها الاعلامية تحاول تغطية فشلها في ادارة الجانب الأمني والعسكري الذي تسيطر عليه في تعز بخلق انتصارات وهمية يتم ترويجها عبر وسائل الاعلام، لكنها تنتهي لأن الشارع يعيش الواقع الأمني المتردي بنفسه والذي تقف وراءه عصابات مدعومة من قيادات عسكرية وأمنية عليا بتعز.