اللواء العواضي يكتب عن رفقة اللواء الشهيد أمين الوائلي
الاحد 28 مارس 2021 - الساعة 07:56 مساءً
اللواء/ حسين العجي العواضي
مقالات للكاتب
يشكل استشهاد اللواء أمين الوائلي، خسارة كبيرة ليس فقط كقائد للجناح الأيمن في معركة الجوف، وإنما كقائد محترف يستطيع أن يدير معركته وجنوده بالإمكانيات المتاحة، وكرجل عمليات يستطيع أن يديره تموينه وأن ينسج خيوط تواصل مع متعاونين خلف خطوط العدو يأتون له بالمعلومات.
أول لقاء في الميدان بيني وبينه زرته في الرويك وهو يؤسس المنطقة السادسة، لأنه هو القائد المؤسس للمنطقة السادسة، عندما شاهدت الحشد من الجنود وأغلبهم من وصابين وريمة وعتمة والذين استطاع أن يجلبهم إلى ذلك المعسكر، وحين رأيت الكتائب وهي تصطف بشكل نظامي أيقنت أن تحرير الجوف قاب قوسين أو أدنى. بل أدركت أننا بمثل هذا القائد، قادرون على الوصول إلى صنعاء في أقرب وقت، وكنت أرى أن الجوف هي الطريق إلى صنعاء.
وجدت لديه ذلك الحشد من الجنود لا يملكون من الإمكانيات إلا ما يتدربون عليه، لكنه صنع معهم انتصارات فارقة.
بعد ذلك، نقلت الأمر إلى الجهات المعنية في القيادة السياسية والتحالف في عدة لقاءات، وكان أهمها لقاء في شرورة لمناقشة تحرير الجوف، وعندما عدت كان الفقيد في استقبالي في مدينة الحزم مركز المحافظة وسكنت معه وتقاسمت معه السكن في الشقة المتواضعة.
وبعد أيام من حصولي على شقة خاصة أعلن الحوثيون أنهم خاضوا معركة وسيطروا على مدينة الحزم، ويومها بلغت المنطقة أن لا تعلق على ذلك الخبر العاري من الصحة، وأنه يجب أن ننفي ذلك بطريقتنا، وذهبت إليه في اليوم التالي، وقمنا بالنزول إلى الميدان لتكذيبهم، ليس من خلال البيانات بل النزول، حيث نزلت مع الشهيد الوائلي وكانت لنا صورة مشتركة أثناء قيادته الطقم، وكانت أول ضربة نوجهها لمصداقية الحوثيين.
تقاسمت معه الحلو والمر وعشت معه عيشة الأخوة وشركاء السلاح وكان قائداً للمنطقة السادسة ومقاتلاً في نفس الوقت، لا تجد جبهة إلا والرجل حاضر فيها.
كان رجلاً لديه قدرة هائلة على رسم الخطط، وأتذكر ذلك عندما كنا في شرورة، عندما تطلب خطة لا يحتاج إلى خرائط أو اجتماعات، بل يمتشق قلمه ويبدأ بكتابة الخطة وما هو إلا وقت قصير وقد أصبحت جاهزة لا تحتاج التعديل عليها كثيرا.
من الضباط القلائل المحترفين في الجيش اليمني، وهو ابن المؤسسة العسكرية وجامع لخبراتها وأخلاقها، وهو أيضا ورغم كونه ابن وصاب العالي المنطقة الجبلية الخضراء في محافظة ذمار إلا أنه عاش في الصحراء بالجوف ومارب وكأنه يحفظها عن ظهر قلب.
حزني كبير على شهيد اليمن الكبير، وخالص التعازي لأولاده وجنوده والمؤسسة العسكرية، وعزاؤنا فيه أن هذا الرحيل سيولد منه قادة يحذون حذوه ويواصلون نضاله العظيم ضد مخلفات الكهانة وأوهام التسلط السلالي التي عفا عنها الزمن.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
▪من صفحة الكاتب على الفيسبوك