يعتقد الحوثيون وهم جماعة رجعية متوشحة بإرث متخلف، انهم اقوياء، وقادرين على كسب الرهان بقوتهم الوهمية المزعومة.. 

هؤلاء ليسوا اقوياء ولا يمتلكوا اي مؤهلات تجعل منهم رقم بسيط في معادلات القوة الماثلة.. 

و يزعموا ان الغلبة ستجعلهم يحكموا اليمن بأسم الله و احقية ولاية البطنين.. 

هذا جنون يقود اليمن الى حرب مستمرة و عنف دائم.. 

اذا كان العالم بداء يفكر في الضغط على الانظمة الملكية والديكتاتورية بضرورة الانفتاح على شرائح المجتمع وتوفير الحد الادنى من الشراكة والمواطنة و الالتزام بحقوق الانسان..!! 

فهل يعني ان العالم سوف يتيح لهذه الجماعة ان تحول اليمن الى غابة و سجن مؤبد و تجعل منه مصدر للفوضى وتصدير الإرهاب للجوار و التعدي على الممرات المائية وتهديد الملاحة والأمن الإقليمي والدولي..! 

الحوثيون يروا ان التنازلات التي يقدمها الآخرين مؤشر هزيمة ولا يعلموا ان هناك قوانين دولية و منظمات اممية و قانون حقوق إنسان لا يسمح لأي دولة بخوض حرب شاملة.. 

ايضا السعودية ليست كما يعتقد الحوثيين انها غير قادرة على هزيمتهم والحاق الضرر الشامل بهم. 

السعودية تدرك ان الحرب لا تورث الا الضغائن والضعف والهزائم لذلك فهي تتعامل من منظور شامل وتدرك ان شمولية الحرب وبال.. انا هنا لا ادافع عن السعودية لكني اريد ان يفهم الحوثيين انها دولة لديها قدرات عسكرية كبيرة من شانها الحاق الهزيمة بالحوثيين لو انها دخلت الحرب في اطار مباشر بعيداً عن التدخل لدعم الشرعية بأسم التحالف العربي.. 

فهل يدرك الحوثيين ذلك؟! 

ام انهم يعتقدوا مجازاً انهم سوف يذهبوا لجولة تفاوض قد تفضي لتسوية هشة يرى الحوثيين فيها انهم اصحاب الغلبة وبحكمها سوف يباشروا التنقيب النفطي في الجوف و افتعال ازمة حدود و خوض حرب مباشرة مع السعودية من جديد لأن الحوثيين يعتقدوا ان قدرات السعودية من خلال التجربة ستمكنهم من التوغل في جنوبها و استعادة جيزان ونجران وعسير و ربما مكه بحكم ان بني هاشم اصحاب سقايتها وابي طالب كان كبيرها وشيخها عندما هزم الرب جيش ابرهه بطيور ابابيل...! 

ربما يتوهموا ذلك و سوف يمضوا وفق هذا التكتيك لأنهم لا يعلموا ان حرب شامله ومباشرة تحتلف عن تدخل كطرف داعم فقط..!! 

لذلك يظل السلام مشروع الاقوياء وهو السلام الذي يحيد السلاح وينزعه لتتسلمه سلطة دستورية وفقاً للمسار السياسي الذي تم تعطيلة بإنقلاب 21 ايلول 2014..