معركة الإستنزاف الطويل..!!
الخميس 01 ابريل 2021 - الساعة 12:27 صباحاً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
اطلق الحوثيون وهم جماعة ثيوقراطية متمردة شمال اليمن على معركتهم مسمى معركة النفس الطويل.. وفي المقابل تتم مواجهة النفس الطويل من قبل الشرعية في مأرب، والتي تؤكد مراكز دراسات امريكية و غربية ان القوة التي تتصدى لنفس الطويل هم عناصر قبلية من ابناء مأرب اضافة الى مجاميع مؤطرة في حزب الاصلاح الإسلامي و كتائب الجيش الوطني الذي يسيطر عليه حزب الاصلاح... هكذا هي الصورة لدى الخارج..
وبالتالي فأن معركة مأرب التي قُدمت للحوثيين معلومات دقيقة مخابراتيه رصدت قائد قوات الأمن الخاصة و عملياته و قائد كتيبة المهام الخاصة وبناءً عليها نفذ الحوثيين عملية دقيقة استهدفت القائد و اذرعة القوات الأمنية الخاصة..
تلاها ايضاً استهداف قائد المنطقة السادسة اللواء أمين الوائلي ومعه ثلاثة من اهم القيادات الميدانية..
تأتي العملية هذه اثناء تجاوز الحوثيين موقعين في منطقة الكسارة غربي محافظة مأرب و هي ايضاً عملية نُفذت بناءً على تقديم نفس المنظومة المعلومات للحوثيين..!
وبما ان جماعة الحوثي تجاوزت الخطوط المرسومة و أظهرت رغبتها الجامحة في أقتحام المدينة مهما كلف الثمن و شجعها ايضاً التوتر الذي طراء في العلاقات الروسية والإمريكية بسبب تصريحات بايدن إزاء نظيرة الروسي..!
وهو ما دفع الامريكان لتغيير موقفهم إزاء الحوثيون ايضاً خصوصاً عندما اعلن الحوثين رفضهم لمقترحات المبعوث الأمريكي في مسقط و ما تلاه كما اشرنا من توتر في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة..!
عندها ادركت إدارة بايدن انها اخطأت حينما اقدمت على الغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية دون اي شروط او ضمان من قبل الحوثين..!
ومن هنا تبداء عملية الإستنزاف لطرفين في جغرافية ما بعد الكسارة ومخيم النزوح الذي سيتحول الى ميدان اشتباك ومعارك قد تتجاوز الشهر ربما سيتم خلالها رصد بعض القيادات الحوثية و استهدافها و قد تطال خلال هذه الفترة الزمنية بعض قيادات الصف الأول من جماعة الحوثي التي يتم رصدها لكي تتسع دائرة الإستنزاف دون ان يمنح اي طرف اهلية الحسم و الإنتصار..!
وهذا من شأنه دفع الحوثيين لتراجع نوعاً ما الى ما بعد منطقة الكسارة اذا تدخل سلاح المدفعية المتحرك و المسير التابع لتحالف..
اذا لم يتم تزويد الجيش الذي يدافع عن مأرب بمدفعية متحركة و رشاشة امريكية فأن الحوثيين سيتوقفوا عند الوصول الى حالة الانكشاف ولن يتقدموا في اي منطقة مفتوحة و سيعملوا على التخندق والتموضع وتحريك ميمنة الجبهة بتجاة البلق مع تسرب مجاميع ليلية مشياً على الاقدام بتجاه الطلعة الحمراء كرغبة في التسلل الى وادي الجفينة..
اما اذا تدخل التحالف من خلال وحدة مدفعية و رشاشة حديثة فهذا قد يجبر الحوثيين لتواري الى ما بعد منطقة الكسارة و التخندق في السلسة الجبلية لمعاودة الهجمات على هيئة حرب العصابات...!
وكما سلفنا تبدو المعركة استنزاف طويل لتهيئة الطرفين لجولة تفاوض يكونا طرفين منهكين فيما الاطراف القوية هي تلك التي تؤكد مراكز الدرسات انها صديقة محاربي التطرف والتشدد في العالم..