"أحزن أم أفرح كونى لم أحاكمك وأخذ حقى منك .. أم أفرح على مقتلك"، "إن عدالة السماء لآت .. وبين أيدي الله تلتقي الخصوم".

بهذه الكلمات بثت الشاعرة اليمنية "برديس السياغى" مقطع فيديو لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، تزف إلى الملايين من السناء اليمنيات الحرائر، مقتل المجرم الإرهابي، القيادي الحوثي، "سلطان صالح زابن"، مدير البحث الجنائي بصنعاء، صاحب السجل الأسود في جرائم النساء، مهندس اعتقال النساء، المتخصص في اقتحام المنازل وهتك الأعراض وانتهاك الحرمات.

الشاعرة "برديس السياغى" كانت من النساء الأسوأ حظا حين اختطفوها من منزلها فجرا في أغسطس من عام 2019 حينما اقتحموا عليها المنزل وهى نائمة بين أطفالها وأودعوها السجن ممارسين معها شتى صنوف العذاب على يد هذا المجرم الآثم.

اختطفوها فجرا...وفجرا صباح اليوم جاء النبأ السعيد. مقتل "زابن"، الاسم الملطخ بالعار.

كانت ليلة أمس الاثنين، الليلة التى رقص فيها القمر، ويغدو بدرا منيرا فى سماء اليمن، بعد أن اقتصت عدالة السماء من هذا الرجل الذي لم يترك عمل مشين إلا وارتكبه ولا جريمة ومارسها بحق نساء اليمن. 

فلتزيدنا يا عدالة السماء فرحاً.

وتستجيب السماء لنداءات الحرائر اليمنيات..

وتعلن جماعة الحوثى الإرهابية عن موت الملازم أول "أفراح الحرازي" مديرة سجون النساء التابعة للحوثيين في صنعاء، بالتزامن مع إعلانها رسميا مقتل "زابن" صاحب سجل الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب للنساء اليمنيات.

"أفراح" الحرازى .. يا ليتك كان لك من اسمك نصيب، فـ"الفرح" كان من نصيب "برديس" .. حيث لآت عدالة السماء كما قالت.

برديس.. تذكرى يا أختاه أنها ليست النهاية، تذكرى ما قاله شيخ المجاهدين عمر المختار للمستعمر ومن نفذ فيه حكم الإعدام: "سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي".

لقد بزغ فجر جديد عليكن نساء اليمن الحرائر.. وعليكن أن ترفعن رؤوسكن.

فشتان بين من يملك الشرف ويتزين به تاج على رأسه .. وبين من باع شرفه .. وعرضه.. وضميره.. فلحقه الخزى والعار أينما حل.. حياً أو ميتاً.

أتدرون من هو "سلطان زابن"؟ من ارتكب جرائم وخطف النساء ومارس الاغتصاب والتعذيب اقترن اسم الإرهابي سلطان زابن، دربه الحرس الثوري الإيراني لتفكيك النظام اليمني، فكان العقل المدبر لجناح التجسس الناعم، وهمزة الوصل بين عبد الملك الحوثي ومجموعات نسائية، تقرب قيادات الجماعات الإرهابية.

تصدر ملفات الجريمة المنظمة ضد اليمنيات، فمنحته مليشيا الحوثي رتبة عميد، وعينته رئيسا للمباحث الجنائية في مناطق سيطرتها، منذ أواخر عام 2014، واعتبره مجلس الأمن، "وحشا جنسيا"، ينتهك أعراض اليمنيات وحرماتهن، وتحمل دفاتره جملة من الجرائم والانتهاكات الجنسية والقسرية.

مهمات إرهابية كثيرة أنجزها زابن في مناطق سيطرة الانقلابيين،دفعت بعبد الملك الحوثي إلى مكافأته وتعيينه عام 2017 مديرا لجهاز البحث الجنائي في صنعاء.

وثقت منظمات دولية ومحلية، في تقرير صدر حديثا جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي بحق نساء اليمن.

وأورد التقرير، شهادات صادمة لعدد الفتيات والنسوة اللاتي تعرضنّ للاعتقال التعسفي والتعذيب والاغتصاب، ووثق التقرير المعنون بـ"معزولات عن العالم.. سجون الحوثي مقابر لنساء اليمن"، 71 حالة اغتصاب تعرضت لهن معتقلات ومختطفات، حيث عمل المشرف الحوثي الأمني على توزيع السجينات على قيادات المليشيات بينهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

وأشار التقرير إلى ممارسة مليشيات الحوثي "جهاد التطهير" وهو اغتصاب مبطن على نهج داعش، إذ يقوم الحوثي المنتسب للسلالة الهاشمية الذي يرون فيه تفوقا ونقاء عرقيا باغتصاب الضحية وفق نظرتهم أنه في هذه الحالة يمنحها سمة إيجابية أشبه بالتطهير.

ووثق التقرير 1181 حالة انتهاك من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية بحق النساء المعتقلات، خلال الفترة من ديسمبر 2017 وحتى ديسمبر 2020.

وأوضح التقرير ، أنه وثق 274 حالة إخفاء قسري، و292 معتقلة من الناشطات والحقوقيات ومن قطاع التربية والتعليم، و246 حالة من العاملات في المجال الإغاثي والإنساني، و71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار، وعشرات الحالات لأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم المعتقلات، مشيراً الى أن 8 حالات من المعتقلات ينتمين للطائفة البهائية وحتى الآن تم الافراج عن 321 معتقلة، وأن عدد المعتقلات تحت سن 18 بلغ أكثر من 293 حالة.

وتنوعت الانتهاكات الحوثية بحق النساء المعتقلات بين القتل، والتشويه، والاحتجاز، والاعتقال والاختطاف والتعذيب، والعنف الجنسي، وسجلت حالات انتحار للفتيات المعتقلات في السجن المركزي بصنعاء ولم يسمح الحوثيين ‏بالكشف الطبي على المعتقلات والتحقيق في أسباب الوفيات داخل مراكز الاحتجاز".

قائمة طويلة عريضة لا تنتهى من جرائم الإثم والفجور والعصيان.

إلى برديس وكل أخواتي اليمنيات الحرائر.. ارفعن رؤوسكن.

أما أنت يا "زابن".. فإلى الجحيم .. والنصر والعزة والكرامة لكل اليمنيين.

* أكاديمية ودبلوماسية يمنية