قيس سعيد شكراً لوفائك
الاحد 11 ابريل 2021 - الساعة 10:55 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
كما كانت ثور تونس في 17 ديسمبر 2010 معجزة وملهمة لكل العرب ، كانت الانتخابات التونسية ايضا معجزة ، انتخابات جائت بالمواطن التونسي الدكتور قيس سعيد رئيسا سابعا لتونس متجاوزة كل الاحزاب ، ففي شهر اكتوبر من العام 2019 انتخب الشعب التونسي قيس سعيد رئيسا للجمهورية ومثلما تجاوز الشعب التونسي الخلاق والمبدع الاحزاب في ربيعه تجاوزها مرة في انتخاب رئيس مستقل بملامح جديدة تختلف عن الملامح المعتادة ،حقيقة هي ثورة اخري لهذا الشعب العظيم..
فاز قيس سعيد بنسبة 73% متقدما على مرشح الدولة العميقة نبيل القروي ومتقدما على مرشح حركة النهضة الاخوانية عبد الفتاح مورو ، وخلال عامين من انتخابه عمل الدكتور سعيد جاهدا في النهوض بتونس من خلال عملية المُواءمة مع احزاب الساحة التونسية وخاصة حزب النهضة الإخواني وهو صاحب الاغلبية في البرلمان ، اراد سعيد ان يكون رئيسا لتونس واردت النهضة ان يكون تابعا لها..
ولان قيس سعيد مواطن تونسي حر وأتى من الشعب ففضّل ان يكون وفيا لكل التونسيين وليس لفصيل بعينه ، اراد ان يكون ملء كرسي الرئاسة لا تابعا ، وحركة النهضة الإخوانية مثلها مثل كل تيارات التأسلم عبر التاريخ ، جميعها غارقة في ذات المنبع ومحنطة ومتجمدة عند النقطة 1400 ، تريد كل شيء ، وترى انها وكيل الله في هذه الارض وناطقة باسمه وهي تعتقد ان هذا المفهوم يمنحها الحق في السيطرة على كل شيء ، تقول الكاتبة التونسية كوثر البشراوي بحرقة ودموع نازلة (قضيت عمري ادافع عن مظلومية التيارات الاسلاموية فاكتشفت في الاخير كم انا مغفلة ) واضافت (هذة الجماعات تظهر على حقيقتها تماما عندما تحكم) .
اليوم رغم الصورة الرائعة التي يظهر فيها الرئيس سعيد امام المواطن العربي فهو الرئيس العروبي المنسجم مع قيم الاسلام المعتدل ، الا ان كل هذا لم يجد له صدى لدى حركة النهضة الاخوانية وانصارها ومن شابههم.
اجزم واقول من الصعب لاي تيار او فصيل ان يجد امكانية في التعايش او المواءمة مع التيارات المتأسلمة من اي مذهب كانت فهي لاترى الا نفسها.
اليوم مثلت زيارة قيس سعيد لضريح جمال عبد الناصر نوع من الوفاء والامتنان لرجل احبه كل العرب الا الاخوان ، وكتب قيس سعيد ( كنا في تونس نتابع خطبه، ولا زالت العديد من مواقفه إلى حد اليوم حاضرة في أذهان الكثيرين).
هذه الزيارة رفعت سعيد قدرا اعلى لدى المواطن العربي الحالم بالكرامة والحرية ، لكن زيارة سعيد كانت صدمة ولطمة لحركة النهضة الاخوانية ورئيسها الغنوشي ، وبدأ ذبابها ينشر البذاءات عبر مواقع التواصل .
انا كمواطن عربي وغيري كثير يقولون للرئيس قيس سعيد شكرا لوفائك.
اختم واقول للبعوض والذباب موتوا بغيطكم، مكانكم البيارات وعلينا نحن الدفن ، وسنقول لابنائنا واحفادنا من هنا مرّ القتلة والسفلة .