الحوثيون يسرقون فرحة رمضان

الثلاثاء 13 ابريل 2021 - الساعة 02:13 صباحاً

 

ساعات قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك ، وما بين دقات طبول الحرب وحلم التحرير .. يستقبل اليمنيون شهر رمضان تحت حصار الحوثيين الذين سرقوا فرحة اليمن بهذا الشهر.. وقضت الحرب على كل مظاهر الاحتفاء التى تعود عليها اليمنيون كل عام .. من عادات وصلة أرحام وشراء بعض المستلزمات الغذائية.

 

يأتي شهر رمضان هذا العام، بالتزامن مع تصاعد عمليات القتال في مأرب ، حيث يكثف الحوثيون هجماتهم في محاولة للسيطرة على المدينة الغنية بالنفط، ووسط محاولات أممية ومبادرات لإيقاف الحرب.

 

يدخل شهر رمضان على اليمنيين والمستشفيات تعج بمصابي فيروس كورونا، حيث تواجه البلاد منذ أسابيع موجة ثانية من الجائحة التي ضربت جميع المحافظات، ما خلق تداعيات إنسانية وصحية كبيرة .. ويصارع اليمن كورونا، في وقت يصعب فيه على ثلثي السكان الوصول إلى الخدمات الصحية، جراء تلك الحرب البغيضة.

 

لقد وضعت الحرب، المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات، ملايين اليمنيين على حافة المجاعة والأزمات الصحية، وبات 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.

 

هو "اليمن الحزين" الذى يعانى ويلات الحروب والدمار والمرض والفقر .. بعد أن ألقت الحرب بظلالها على المدن المحاصرة من قبل جماعة الحوثى الإرهابية.. واختفت كل مظاهر البهجة.. ونحن لا نعتقد أن الحوثيين سوف يوقفون القتال فى هذا الشهر الفضيل.. فهم يعتقدون أنهم بقتل إخوانهم فى اليمن أنهم يتقربون إلى الله.. وإليكم دليل رفض تلك الجماعة الارهابية لكل مبادرات السلام.. وآخرها المبادرة السعودية.. ومنذ إعلانها والمعارك في مأرب تتصاعد بشكل كبير.

 

ما زالت ذكريات رمضان في اليمن عالقة في ذهنى .. فقبيل الإفطار كان الأطفال يرصدون آذان المغرب كل يوم، وبمجرد سماعهم الأذان ينشدون أنشودة تقول: (أذن أذن.. شاهي ملبن).. يقف الناس في الشوارع لتوزيع التمر والطعام عند الإفطار.. تصطحب العائلات أطفالها لتأدية صلاة التراويح.. تتجمع العائلات فى أحد المنازل حتى موعد السحور.

 

كان اليمنيون يحرصون على تجهيز أكلات "الشافوت"، و"بنت الصحن"، و"العصيد والشابور"، و"السهتا"، و"المعصوبة"، وغيرها من المأكولات المختلفة على مائدة شهر رمضان، سواء في البيوت أو الجوامع لإطعام الفقراء والمساكين.

 

ورغم قتامة الصورة .. ومحاولة جماعة الحوثى إفساد فرحة اليمنيين بالشهر الفضيل.. إلا أنهم لن يستطيعوا كسر إرادتنا .. وسنحتفل بهذا الشهر الكريم .. وكلنا أمل أن يتحقق حلمنا بتحرير أرضنا من تلك الجماعة الإرهابية.

 

حفظ الله بلادنا .. وحفظ أمتنا العربية من كل شر..وأعاد الله علينا هذا الشهر بالخير واليمن والبركات.

كل عام وأنت يا "يايمننا " بخير.

 

* أكاديمية ودبلوماسية يمنية

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس