حركة النهضة التونسية من الانتفاخ الى التلاشي  

السبت 17 ابريل 2021 - الساعة 01:03 صباحاً

 

مثلها مثل كل الحركات الغارقة في الخرافة والتي لا يحكمها منطق ولاعقل ، ومهما بدأ وظهر الشكل منسجم مع الواقع الا ان مافي القلب وتحت شعر الرأس متجمد عند النقطة 1400 ولاعلاقة لها بواقع اليوم وتحدياته ، حركة النهضة التونسية تمر اليوم بازمة حقيقية فهي غير قادرة على فرض تصورها ورؤيتها لمنظومة الحكم وفي ذات الوقت هي غير قادرة على التعايش مع منظومة حكم عمرها اكثر من قرن..

 

فحالة التأرجح التي تعيشها ، ثم الفساد والمحسوبية الضارب عميقا في جسد هذه الحركة الاسلاموية ، كل هذا يعني ان الحركة في طريقها للتإكل ثم التلاشي ، يضاف الى كل ذلك الرفض الشعبي العام لخطاب الحركة الاسلاموي البليد ، ويضاف لذلك ايضا ضربات الانظمة لحلفاء الحركة في اكثر من جغرافية..

 

هذه الحركات الحليفة والشبيهة لها هي حركات لديها هوس وجنون سلطوي ولا ترى الا مصحلتها قبل اي شيء مهما كان هذا الشيء نبيل وفيه مصلحة الامة ، وحركة النهضة مثلها مثل كل الحركات المتأسلمة تريد ان يكون الاخرين توابع وهوامش لها.

 

انا على يقين وثقة ان الدولة الدينية بخطابها الاسلاموي المؤدلج لن يكتب له النجاح وسيفشل في تونس لاسباب متعددة لعل اهمها التالي: أولاً:  غياب المركزية الديمقراطية في مفاهيم الإسلام السياسي لدى حركة النهضة مثلها مثل باقي حركات الاسلام السياسي ثم ديكتاتورية الغنوشي وسيطرته المفرطة على الجانب المالي والسياسي للحركة .

 

 ثانياً:  انّ المجتمع التونسي حسم مسألة ارتباط الدين بالدولة منذ حوالي قرنٍ ونصف وهي مسألة مبدئية متأصلةٌ في لا وعي التونسيين.

 ثالثاً : إنّ الحركة التي أعلنت مدنيتها تقية ظلّت وفيةً لمرجعياتها الإخوانية

 

رابعاً : فشل الحركة في إيجاد حليف اوشريك حقيقي ٍيثق بها تتقاسم معه الحكم نظرا لعدم الوضوح في رؤية الحركة فهي تريد شريك تمرر عبره مشاريع قوانينها ، تحالفت مع المرزوقي ثم طعنته بخبث شديد ، دعمت قيس سعيد ثم تمردت عليه بانتهازية قذرة وهي تخوض اليوم معه صراع ليس حول مشروع وطني جامع ولكن حول مشروع خاص بها كحركة اسلاموية انتهازية.  

 

خامساً : الانسحابات والاستقالات داخل الحركة كانت قاصمة لها، وكانت استقالة القيادي رياض الشعيبي الأولى من النهضة في (نوفمبر) 2013، ثم قيامه في تأسيس حزب جديد، وفي آذار (مارس) 2014 استقال أمين عام الحركة حمادي الجبالي وهو رئيس وزراء سابق عن الحركة ، ثم استقال هشام العريض ابن علي العريض وزير الداخلية السابق وأحد أهم رجال الحركة، ثم استقال زياد بومخلة في (يناير) 2020 الذي يتزامن مع الذكرى التاسعة للثورة وهذه تحمل دلالات ورمزية مهمة..

 

كما اعلن القيادي والوزير السابق ونائب بمجلس النواب حالياً زياد العذاري استقالته من كلّ مسؤولياته في الحركة في (نوفمبر) 2019 من الأمانة العامة ومن المكتب التنفيذي، كما ان ّكلاً من الحبيب اللوز، والصادق شورو، وعبد الفتاح مرو من جيل التأسيس قد غابوا عن الساحة لسبب او لغيره، كما أنّ المستشار السياسي لرئيس الحركة، لطفي زيتون قد انسحب من مهمته وهذا يعني ان الكتلة الصلبة في هرم الحركة في طريقها للتصدع والانقسام اكثر من اي مرحلة بسبب تضارب المصالح المادية والسياسية وتباين الرؤى والقبضة الحديدية للمرشد الغنوشي .

 

إنّ حركة النهضة التونسية ليس بمعزل عن كلّ حركات الإسلام السياسي في العالم، التي بدأت تفقد بريقها ، بمجرّد خوضها تجارب حكم، على غرار ما حدث في الجزائر والسودان وأفغانستان وايران ايضا. 

 

ويتوقع الكثير من المهتمين بتيار الاسلام السياسي أن تنتهي كلّ هذه الحركات، وأن تختفي تماماً في غضون الأعوام القليلة القادمة، إما عن تجربة، أو استئناساً بتجارب بعض البلدان .

 

بثقة لا يساورها شك اقول كما كانت تونس عبقرية ورائدة في ثورة الياسمين ستكون ايضا رائدة في تعزيز شكل الدولة التي ألفها التونسيون لاكثر من قرن ونصف وعليه ، وكما قلت سلفا ان الدولة الدينية ذات الخطاب الاسلاموي المؤدلج ستفشل وهي الى زوال..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس