تصريحات متضاربة وأرقام متصاعدة .. شكوك حول مزاعم أمن تعز بالقبض على قتلة الموظف الأممي
الاثنين 24 يوليو 2023 - الساعة 11:16 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
لليوم الرابع على التوالي ، لا يزال الغموض يكتنف صحة حديث السلطات الأمنية عن القبض على المتهمين بحادثة اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي، الجمعة، في مدينة التربة جنوبي تعز.
غموض ناتج عن التصريحات المتضاربة الصادرة عن السلطات الأمنية والمدنية في محافظة تعز حول عدد وهوية المتهمين المقبوض عليهم في هذه الجريمة ، وسط معلومات تشكك بصحة مزاعم القبض عليهم.
فعقب الحادثة بيوم واحد ، وتحديداً السبت الماضي سارعت إدارة الأمن في تعز الى الإعلان عن القبض على المنفذين المباشرين لجريمة الاغتيال وأكثر من 10 آخرين قالت بأنهم مشاركين في الجريمة.
الا ان التصريح المصور الذي بثه الإعلام الأمني لمدير أمن تعز العميد منصور الاكحلي امس الأحد تضمن عبارة لافتة حول القبض على المنفذين المباشرين للجريمة واللذان كانا على متن الدراجة النارية، حيث قال بأنه " تم القبض عليهما بنسبة 80% " ، في تصريح غريب يشكك في الإعلان السابق عن القبض عليهما.
وفي ذات اليوم ، اعلن المحافظ نبيل شمسان ارتفاع عدد المقبوض عليهم في الجريمة الى 20 شخصاً ، وذلك خلال لقاء مع الممثل المقيم للشؤون الإنسانية ديفيد جريسلي، وأعضاء فريق خلية الأزمة في مكتب الأمم المتحدة، عبر الاتصال المرئي، بحضور الاكحلي.
وما يعزز هذه الشكوك ، هو عدم قيام إدارة الأمن بتعز حتى اللحظة بنشر أي فيديوهات أو صور تؤكد ضبطها للمتهمين الرئيسيين ، رغم مرور 3 أيام على إعلانها القبض عليهم.
مصادر "الرصيف برس" ، أكدت عدم القبض على أي من المتهمين الرئيسين بالجريمة ، واحدهم يدعى "زكريا الشرجبي" ، والذي قامت الحملة الأمنية التي وجهتها السلطات الأمنية لملاحقة المتهمين بالحادثة باعتقال اثنين من اخوانه بدلاً عنه.
المصادر شككت ايضاً في محاولة السلطات الأمنية نسب الحادثة الى المدعو " أحمد يوسف الصرة" واتهامه بتنفيذ الجريمة ، من خلال تسريب وثيقة بالقبض عليه من قبل وزارة الداخلية.
وقالت المصادر بان هذه المحاولة كان هدفها ربط الجريمة بكتائب أبي العباس من خلال الزعم بان المتهم الصرة كان احد أعضاءها ، وهو سارعت الكتائب الى نفيه من خلال بيان أصدرته وهاجمت فيه قيام قناة "يمن شباب" الإخوانية بالزعم بان المتهمين بالجريمة هم من عناصر الكتائب.
كتائب أبي العباس اعادت التذكير في بيانها الى حقيقة ان المذكور كان محتجزاً في السجن المركزي على ذمة قضايا جنائية وأفرج عنه كفدية لأبن القيادي في حزب الإصلاح نبيل جامل الذي اختطف في الصبيحة ، مطالبة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي سرعة إقالة المتورطين في الإفراج عن المتهم المذكور.
في ذات السياق ، نشرت وسائل إعلام جنوبية بياناً منسوباً الى قبيلة المصافرة بالصبيحة والتي ينتمي لها "الصرة" كذبت فيه اتهامات أمن تعز له حول الجريمة ، متحدياً إدارة الأمن بإثبات هذه الاتهامات.
وأوضحت القبيلة في بيانها بأنها تملك الأدلة على تواجد "الصرة" يوم وقوع الحادثة في منزل احد أبناء مشائخ الصبيحة بمنطقة الفيوش – لحج ، مضيفة : "ومن حسن الحظ أن المنزل المتواجد فيه أحمد الصرة مدعم بكاميرات مراقبة تابعة للمنزل وموثق كل شيء".
اللافت في سياق تطورات الحادثة ، كان الهجوم الذي شنه رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح بمحافظة تعز أحمد عثمان، ضد وسائل الاعلام التي شككت في صحة حديث الأمن في تعز حول القبض على المتهمين..
حيث استهجن عثمان ما اسماها بـ "حملة من التلفيقات واختراع القصص التحريضية وكيل التهم، التي أعقبت نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على قتلة رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، مؤيد حميدي".
هجوم وانفعال حزب الإصلاح بهذا الشكل الواضح ضد التشكيك والانتقادات حول صحة القبض على المتهمين بجريمة اغتيال الموظف الأممي ، يراه مراقبون امرا يعزز من صحة هذا الشكوك ، بانتظار اثبات صحة ما يقوله الأمن في تعز عبر بث اعترافات للمتهمين بالحادثة وكشف كافة ملابساتها.
في وقت تعج مدينة التربة بعناصر الإرهابي أمجد خالد قائد مايسمى بلواء النقل الذي يتخذ من المدينة مقر لعناصرة في معسكر العفا أصابح وبعض المواقع المحيطة، ويتلقى المئات من عناصره تدريباتهم تحت حماية جماعة الإخوان ومحورهم العسكري منذ فراره من أحداث عدن رغم الشواهد لرتباطه في العديد من العمليات الإرهابية التي نفذت ضد قيادات مدنية وعسكرية ومنشأت في عدن.