القصة الكاملة للواء 35 مدرع وقائده الحمادي .. من الطلقة الأولى ضد الحوثي بتعز الى الطلقة الأخيرة ضد المافيا

السبت 08 ديسمبر 2018 - الساعة 12:57 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


قبل أكثر من 3 سنوات وتحديدا منتصف شهر إبريل من عام 2015م دكت قذيفة دبابة احد تجمعات مليشيات الحوثي  ، إيذانا ببدء معركة الكفاح المسلح لتعز ضد الانقلاب.

 

كانت الطلقة الأولى لمقاومة تعز ضد الانقلاب ، وكانت ايضا اول سلاح ثقيل للشرعية يدك مليشيات الحوثي في اليمن بأكملها ما بعد عاصفة الحزم.

 

اطلقت القذيفة من دبابة تابعة للواء 35 مدرع وبأمر من قائده عدنان الحمادي ، اللواء الوحيد الذي اعلن ولاءه للشرعية من بين أكثر من 80 لواء عسكري كانت تعج بهم كشوفات الدولة تخبرت جميعها ليلة الـ 25 من مارس 2015م.

 

وحدة اللواء 35 مدرع وبالتحديد ما تبقى من عناصره الوطنية في مقره بغرب مدينة تعز لا يتجاوز عددهم 600 فرد ، وحدهم من شذ عن قطيع الذل والخيانة لجحافل الجيش ، واتخذ قرار الوقوف في وجه إعصار الموت الحوثي.

 

شكلت هذه المجموعة وقائدها الحمادي النواة الأولى للمقاومة في تعز وللجيش الوطني في تعز وفي اليمن بشكل عام ، وباتت اليوم تتعرض لمحاولة اجتثات من تعز تجعل من الضرورة ان نعيد استذكار وتوثيق ما قام به هذا اللواء بلسان قائده الذي روى للـ"الرصيف برس" القصة الكاملة لمعركة في تعز بمقابلة مطولة نشرها الموقع في 5 حلقات .

 

قبل ان تنطلق القذيفة من فوهة دبابة اللواء 35 نحو تجمع لمليشيات الحوثي في مدينة النور بتعز ، كان قائد اللواء عدنان الحمادي قد اتخذ قرار تاريخي ببصيرة العسكري المحترف باستحالة الصمود في وجه الاعصار داخل مقر اللواء.

 

يشير العميد عدنان الى دخوله مقر اللواء صبيحة اليوم التالي لتعيينه في هذا المنصب، و في طابور الصباح طرح مسألة اتخاذ قرار بدء المواجهة مع المليشيات للجنود، الذين أبدوا حماسهم لذلك وتبدأ بعدها عملية حفر الخنادق داخل المعسكر فقد باتت المليشيات تحيط بالمعسكر من كل اتجاه ومخندقة في المرتفعات والجبال المحيطة بالمعسكر .

 

هذا التطويق جعل العميد عدنان يدرك استحالة الصمود الطويل امام جحافل الغزو ، ليتخذ قراره الحاسم بإخراج الأسلحة والدبابات من مقر اللواء ونشرها في مدينة.

 

ايقن قائد اللواء 35 بأن الحفاظ على المدينة أهم وأقدس من مقر اللواء ، وان قوته اللواء تستمد من روح ابناء المدينة.

 

يقول عدنان الحمادي: اصدرت قرارا بالانتشار وإخراج الأسلحة المهمة من مقر اللواء والانتشار والاستيلاء على جبل جرة ، الزنقل ، وادي القاضي ، الستين ، المرور ، الدحي .

 

 ويشرح العميد عدنان خارطة الانتشار التي مثلت ثلث مساحة المدينة تقريبا ، يقول: انتشرنا في نادي الصقر واخرجنا الدبابات الى بعض المواقع مثل جبل جرة ارسلت دبابتين وعربة مدرعة وطقم فورد بقيادة أحد الضباط ، الزنقل دبابة ولاحقا عززنا بدبابة الى جانب طقم ، جولة المرور عربة مدرعة وطقم ، نادي الصقر دبابة وعربة مدرعة وطقم ، الستين ايضا ، عززنا كل النقاط والمواقع بالذخائر.

 

رغم ان مقر اللواء في المطار القديم لم يكن يحتوي على أسلحة كثيرة ، حيث كانت أسلحة اللواء تتواجد في لبوزة وفي المخا وفي خالد ، نشر اللواء 8 دبابات في المدينة وأبقى على 4  أخرى للدفاع عن المعسكر.

 

 

هذا الانتشار دفع بالقوى السياسية الى الرغبة في المشاركة في عملية الدفاع عن المدينة ، دفع الاصلاح والاشتراكي والناصري والمؤتمري بعناصرهم الى الحمادي لتسليحهم ،نحو 400 فرد تم تسليحهم من مقر اللواء.

 

لاحقا ومع مرور الزمن غاب ذلك عن ذاكرة الناس ، بفعل الماكينة الاعلامية التي صنعت ابطالا نسب اليهم فضل تحرير هذه المواقع التي لم تحرر بالأصل بل سمح لهم اللواء بالمساهمة في الدفاع عنها.

 

ولاستعادة الذاكرة ، يشرح العميد عدنان تفاصيل الانتشار في احد أهم هذه المواقع ، يقول العميد عدنان: عندما انتشر اللواء في جبل جرة ، تواصل معي قيادات من الاصلاح وسألوني هل احتاج تعزيز بأفراد مقاتلين ، لأنه لم يكن لدينا قوة بشرية كافية لنشرها خارج اللواء ، قلت لهم عززوا بأفراد وأرسلوهم الى جبل جرة وانا سأرسل لهم بالميري والذخيرة حتى يظهروا بأنهم عسكريين من اللواء ، وارسلوا ايضا مجموعة الى الزنقل .

 

نسيان هذه الأحداث والتنكر لجهود اللواء 35 كان يدركه الحمادي ، فخلال حدثيه ركز بشدة على هذه النقطة، حيث يقول: اللواء هو من صنع المقاومة في تعز ، مهما تنكر البعض وحاول التقليل من دور اللواء ، لولا اللواء 35 لما كانت هناك مقاومة في تعز ولا نشأت مقاومة ، لولا أسلحة اللواء الدبابات والعربات والأطقم في حبل جرة وفي المواقع التي انتشر فيها اللواء ، لولا هذه الأسلحة بعد الله لما تكونت مقاومة في تعز وصمدت .

 

هذا الانتشار كان يتم بالتوازي مع معركة اللواء في الدفاع عن مقره ، معركة استمرت 18 يوما منها 48 ساعة أخيرة لم يتوقف فيها القتال للحظة واحدة ، خاضها 200 فرد ضد الالاف من مليشيات الحوثي وألوية الجيش الموالي له، قتل واصيب النصف منهم ، كانت معركة كأنها من الأساطير والحكاية ، من نسج الخيال.

 

ولشدة هذه المعركة كانت تتوالى على العميد عدنان الاتصالات من العدو ، لعقد صفقة بأي ثمنه يطلبه لتسليم مقر اللواء والخروج بسلام ، شملت الاغراءات مناصب وأموال بالملايين .

 

" ما فيش داعي للمقاومة قد سقطت الجمهورية كلها بأيدينا "، هكذا خاطب أحد قيادات الحوثي العميد عدنان الحمادي  ، محاولة لبث روح اليأس بحقيقة خنوع الجميع وجنون العميد ورفاقه في قالتهم.

 

صبيحة الـ21 من أبريل كان العميد عدنان برفقه نصف من كانوا معه بالمقر وعلى رأسهم الشهيد محمد العوني اركان اللواء ورفيق دربه ، اما النصف الأخر فقد كان قد سقط بين قتيل وجريح ( نحو 38 شهيد 18 منهم في اليوم الأخير والجرحى كانوا حوالي الـ70 جريح).

 

 أرغم العميد عدنان من قبل من تبقى على المغادرة بالقوة ظهر ذاك اليوم فالمعركة هنا انتهت لكن الحرب ما تزال مشتعلة في قلب المدينة ، تعرض خلالها لأصابة في القدم لا يزال يعاني منها الى اليوم.

 

سقط مقر اللواء وبقيت المواقع التي انتشر فيها اللواء بأفراده وأسلحته تشتعل بالمواجهات ضد الكهنوت ، يقول العميد عدنان :المناطق التي انتشر فيها اللواء داخل المدينة بقت قوات اللواء فيها ثابتة حتى بعد سقوط مقر اللواء بأشهر ، الستين مثلا ظلت قوات اللواء مسيطرة عليه الى بعد سقوط مقر اللواء بأربعة أشهر.

 

" كل المواقع التي انتشر فيها اللواء صمدت واسست منها نواة المقاومة في تعز بعد سقوط مقر اللواء ، مثل عصيفرة ، الستين ، وادي القاضي ، المرور " ، حقيقة ستبقى خالدة في تاريخ المدينة رغم عوامل الزمن والنسيان.

 

لم يخلد العميد عدنان رغم اصابته الى الراحة ، بل كان هاجس المقاومة وتنظيمها يشغل باله ، ويدرك لعواقب ان يترك هذا المجال ليقوده من ليسو بعسكريين.

 

لذا قاد العميد عدنان الحمادي جهودا شاقة لجمع القادة العسكريين من أبناء تعز لتشكيل مجلس عسكري يقود القتال ضد المليشيات ، وقد تم ذلك في اليوم السابع لسقوط اللواء بأول اجتماع حضره الحمادي ويوسف الشراجي وصادق سرحان وعبدالرحمن الشمساني وتم تشكيل المجلس العسكري.

 

 كان هناك تسابق بين مشروع المقاومة والمقاولة ، حيث سبق هذا الاجتماع بيوم الاعلان عن المجلس التنسيقي للمقاومة بقيادة حمود سعيد خطط له حزب الاصلاح لسيطرة على الدعم المالي والعسكري من التحالف.

 

وهو ما نجح لاحقا فيه حزب الاصلاح ، فبسبب غياب الامكانيات المادية لدى المجلس العسكري برز دور مجلس تنسيق المقاومة وبات متصدرا للمشهد وتمت السيطرة والاستحواذ على الأموال والاسلحة المقدمة من التحالف لصالح مجلس تنسيق المقاومة ، وهنا تلقى مشروع الدولة في تعز ضربة قاتلة وبدأت شرعنة المليشيات والمجاميع المسلحة في تعز.

 

يقول العميد عدنان في هذه النقطة :بقي التواصل والتعامل من قبل الشرعية والتحالف مع المقاومة الموجودة وبقيت الكتائب والمسميات موجودة ، وأصبح كل من يقدر يوفر سلاح يكون له مجموعة ، حتى السلاح الذي نشرناه في المدينة واخرجناه من مقر اللواء في المطار القديم تحول الى المقاومة مع الأفراد لم نستطيع ان نجمعهم لأنه معنى ذلك احتمال ان تختل جبهة او يسقط موقع ، واضطرينا من أجل مصلحة تعز ان يبقى كل شيء على ما هو عليه.

 

هذا الخلل استفحل في جبهات المدينة وحتى مع فتح جبهة خارج المدينة وهي جبهة الضباب التي بقيت لأشهر معارك كر فر لم تحسم فيها القتال نظرا للعشوائية وغياب العمل المؤسسي في القتال.

 

لتعود فكرة إعادة تنظيم قوة اللواء 35 مدرع لتكون نواة لقوات جيش وطني في تعز ، وهو ما تم على يد العميد عدنان الحمادي في شهر اغسطس من 2015 .

 

حيث اعلن الحمادي في هذا التاريخ فتح معسكر تدريب في مدرسة 13 يونيو بالنشمة لإعادة تنظيم اللواء 35 ، وتم استدعاء من تبقى من أفراد اللواء واستقبال افراد جدد ليتم تدريبهم وتأهليهم وبإمكانيات ذاتية وجهد ذاتي من قبل الحمادي ومحبي اللواء من القوى السياسية والاجتماعية.

 

سرعان ما بدأت نتائج هذا العمل المؤسسي تؤتي ثمارها بإعداد أول كتيبة ، بالتزامن مع افتتاح معسكر في منطقة العين بعدها بأسبوع واحد ، ومعسكر آخر في التربة في الأسبوع التالي وتم فيها تدريب أول كتيبة من 300 فرد.

 

 

مخرجات هذه المعسكرات غيرت من سير المعارك تماما في جبهات تعز ، فأولى مخرجاتها تم الدفع بها الى جبهة الضباب استطاعت تحرير 15 موقع في وقت قياسي ، ولاقت هذه الخطوات دعما من قبل التحالف ببعض الأسلحة وسع من عملية التدريب والاستيعاب.

 

وفي هذه الفترة حصلت الانتكاسة الكبيرة للمعارك في تعز بسقوط منطقة نجد قسيم بيد الحوثي وبذلك قطع طريق عدن – تعز من المسراخ ، جعل من معارك الضباب عديمة الجدوى في ظل قطع شريان الامداد.

 

ليبدا اللواء بتجميع مخرجات هذه المعسكرات والدفع بها الى نجد قسيم والمسراخ ، وكذا الدفع بمجاميع منها الى جبهة راسن التي كان الحوثي يحاول الاختراق منها.

 

خلال هذه الفترة ( اواخر 2015م) نجحت قوات اللواء في صد الحوثي في جبهات راسن وبن عمر وتحصين مناطق الشمايتين ، كما صدت قوات اللواء مليشيات الحوثي في منطقة الكلائبة في المعافر ومنعتها من التقدم باتجاه النشمة ، لتخوض بعدها قوات اللواء معارك تحرير المسراخ الذي تم في مارس 2016م بالتزامن مع تحرير الجبهة الغربية في تعز وفتح معبر الدحي وفتح خط الضباب تعز وتحرير مقر اللواء 35.

 

ولم تتوقف جهود اللواء عند ذلك ، بل توسعت وتمددت لتشمل أغلب ريف تعز التي باتت تحت تهديد اختراقها من قبل مليشيات الحوثي ، فمع اشتداد معارك المسراخ كانت مليشيات الحوثي قد فتح جبهة قتال في حيفان وبدا بالتطلع لاختراق الصلو.

 

لم يرحل عام 2016م الا وقد باتت قوات اللواء 35 مدرع تقاتل في اغلب مديريات ريف تعز او ما تعرف بالـ " الحجرية " 8-9 مديريات يقاتل فيها اللواء ويأمنها ، في مساحة جغرافية واسعة ومرهقة عسكريا للواء لا يزال محدود التسليح والامكانيات.

 

هذا التمدد بدأ يثير المخاوف ليس لدى مليشيات الحوثي بل من قبل خصوم اللواء في الداخل وعلى رأسهم حزب الاصلاح ، فقد رأوا ان قوة اللواء زادت عن الحد المسموح به وان قيادته غير قابلة للتطويع.

 

فبدأت تحاك الخطط والمؤمرات ضد اللواء بهدف تحجميه وتقليص مساحة انتشاره لتطويع قيادته واخضاعه لاملاءاتهم المافيا في تعز وعلى رأسهم الاصلاح.

 

 

استخدم الاصلاح او مايطلق عليه في  تعز " المافيا " وهي خليط من تجار الحرب من قيادات عسكرية وسياسية يجمعها هدف استمرار الحرب ويربط بينها الولاء والتبيعة لحزب الاصلاح ورموز الهضبة، وجدت في قيادة محور تعز رأس حربة لهذه الحرب.

 

نجحت هذه المافيا في العبث في قطاع الجيش في تعز من خلال زرع قيادات عسكرية وفاسدة ولاءها لحزب الاصلاح ورموز الهضبة، وملئت كشوف الجيش بالأسماء الوهمية وقتلت روح العسكرية والانضباط.

 

لم لها من حجرة عثرة في طريق إكمال السيطرة غير اللواء 35 مدرع وقيادته ، وتكون تعز تحت الوصاية والتبعية لها.

 

بدأت هذه الحرب مع بداية عام 2017م حين قامت قيادة محور تعز بضم جبهات غرب تعز بالكامل واسقاط افرادها مع أسلحتهم من قوة اللواء 35 مدرع الى قوة اللواء 17 مشاة واهمها جبهات راسن والمعافر.

 

تنوعت وسائل هذه الحرب بإشكال عدة بهدف تفكيك قوة اللواء وإضعاف تماسكه وتقليص قوته البشرية ، لقد بات المافيا تفرض ما يشبه بالحصار عبر قيادة المحور ، لمنع أي إضافة بعدد القوة البشرية للواء .

 

وهو عبر عنه بألم قائد اللواء في لقاء عام جمعه مع عدد من الشخصيات مؤخرا، حيث قال العميد عدنان الحمادي بأنه لم " يصرف استمارة تجنيد منذ عامين"، فهو يعاني في سبيل الحفاظ على قوة اللواء الحالية من حرب المحور .

 

سبق لنا في " الرصيف برس " الكشف وبالتفصيل عن مراحل استهداف اللواء من قبل المحور  ، وكيف تم العبث بقوته البشرية ، كان الهدف من كل ذلك انتزاع تواجد اللواء من اهم الجبهات العسكرية لكن ذلك صعب عمليا.

 

فكان الاسلوب الأسهل هو محاولة تفريغ هذه المواقع واسقاط اسماء أفرادها من قوة اللواء الى قوة وحدات عسكرية أخرى ، فبحسب المصادر فقد تم خلال العامين الماضين تنزيل أسماء اكثر من الف فرد وضابط من قوة اللواء 35 مدرع وتوزيعها على الوحدات العسكرية الآخرى بدون علم قيادة اللواء وبشكل عبثي.

 

ولم تكن هذه العملية تتم بشكل فردي ومتقطع بل أنها كانت تتم بشكل جماعي باسقاط القوة البشرية لجبهات ومواقع بالكامل تابعة للواء، كما حصل مطلع العام الماضي.

 

حيث قامت قيادة محور تعز بتنزيل قوة جبهات راسن –بني عمر جرداد ، والقوة المتواجدة في مقر اللواء ( المطار القديم ) مع جميع قواتها ومعداتها العسكرية وجبهة الكدحة وجبهة الشقب من قوة اللواء وتوزيعها على وحدات المحور بمجموع 548 فرد وضابط .

 

تبع ذلك مباشرة تنزيل افراد جبهة الاحكوم من قوة اللواء وتوزيعه على الوحدات الأخرى ، ولم تكتفي قيادة المحور بذلك بل أنها قامت ايضا تنزيل نحو 200 فرد من اللواء الى المحلق بدون أي سبب ، وكذا ترفض معالجة الارقام المسحوبة لافراد اللواء 164 فرد.

 

هذا الاسلوب دفع بقيادة اللواء بحسب المصادر الى الطلب من قيادة الدولة والجيش بفصل

هذه الممارسات لم تكن حالات فردية او نتاج مشاكل آنية ، بل أنها تحولت الى سياسية ونهج مستمر في التعامل مع اللواء 35 من قبل قيادة المحور.

 

حيث أكدت المصادر الخاصة بأن قيادة المحور عملت على منع وعرقلة امددات اللواء من التغذية والنفقات التشغيلية والذخائر لجبهات اللواء.

 

واستدلت المصادر بالمبلغ الذي خصص قبل أشهر لتحرير تعز من قبل قيادة الشرعية لمحور تعز وهو ملبغ 3 مليار ريال يمني ، لم تمنح منها قيادة المحور للواء 35 ريالا واحد ، رغم تمكن اللواء من تحرير كامل مديرية الصلو في حين ذهب الملبغ هباء منثورا دون تحقيق تقدم في أي جبهة أخرى ولو شبرا واحدا.

 

هذه الحرب المالية والادارية ورغم ما سببته من عراقيل وصعوبات للواء ، لكنها لم تنجح في هدفها بإضعاف اللواء وتفكيك وتمكنت قيادته من الصمود والحفاظ على تماسكه.

 

لتنتقل حرب المافيا الى أشكال وإساليب متنوعة وصلت حد التفكير والتنفيذ للتصفية الجسدية لقيادة اللواء ولأهم القيادات فيه.

 

 قائد اللواء تعرض لعدد من محاولات الاغتيال لم يتم الافصاح عنها بحسب المصادر ، ولم يكشف سوى عن محاولة واحدة مطلع العام الماضي  ، حيث انفجرت عبوة ناسفة اثناء مرور موكب الحمادي في منطقة ” المشجب بني يوسف ” بمديرية المواسط ليعثر لاحقا على ثلاث عبوات آخرى لم تنفجر.

 

كما تعرض الحمادي الى محاولة اخرى منتصف الشهر الماضي ، حين تم اطلاق النار على موكبه بـ"سوق الأحد" بمديرية المعافر، وجاء هذا الحادث بعد ساعات من تمكن الاستخبارات العسكرية التابعة للواء من القبض على 8 عناصر أرهابية بحوزتها عبوات ناسفة، وأدوات متفجرة.

 

فشل هذه الوسائل ، دفع بالاصلاح عبر قيادة المحور الى البدء بالخيار الاخير وهو التطويق العسكري والصدام المباشر لازاحة اللواء وقيادته من المشهد في تعز.

 

وقد بدأت ذلك قبل نحو عام من خلال ابتكار تشكيل عسكري جديد حمل اسم " اللواء الرابع مشاه جبلي " باوامر مباشرة من نائب الرئيس علي محسن لانشاء هذا اللواء بشكل مستعجل لزرعه في مناطق محيطة بسيطرة اللواء 35 مدرع.

 

على استيحاء وبشكل متدرج بدات عملية التجميع والانتشار لهذا اللواء الوليد من خلال تجمعات في مقرات محدود في سائلة المقاطرة على الطريق الواصل الى عدن.

 

ليتم بعدها التصعيد والانتقال بقوة الى عمق مناطق سيطرة اللواء 35 مدرع ، وهو ما تم بالاعلان عن معسكر تدريب للواء الوليد في منطقة الاصابح التابعة لمديرية الشمايتين ، عقبه  الاعلان عن حفل تخرج لكتيبتين من هذا اللواء بشكل مفاجئ.

 

هذه الخطوة اثارت الريبة من حجم الامكانيات التي تم توفيرها لصناعة هذه اللواء حد انشاء معسكرات تدريب واقامة عروض عسكرية وحفلات تخرج ، في حين تعاني جبهات تعز العسكرية موتا سريايا منذ عامين بذريعة عدم توفر الامكانيات.

 

كما تزامن هذا التحرك مع استحداث مواقع عسكرية تضم أفرادا وعتادا عسكريا متوسطا في مديرية المسراخ التي تم تحريرها من قبل اللواء 35 مدرع وتعد أحد مناطق انتشاره العسكري.

 

ايضا كان هناك تحرك في منقطة يفرس بجبل حبشي بانشاء مواقع عسكرية مواجهة لانتشار اللواء 35 في جبهة الكدحة بالمعافر.

 

كان التحرك واضحا لتطويق اللواء عسكريا من كل الاتجاهات ونزع اي تواجد له على شريان تعز وهو الطريق الى عدن ، وتطويق عمقه المجتمعي وهي منطقة الحجرية وعاصمتها التربة التي تمثل حاليا قلب الصراع ضد اللواء.

 

وقد بدأ ذلك واضحا من خلال تقسيم مسرح العمليات الذي أقره محور تعز مؤخرا ، والذي انتزع جبهة الاحكوم ونقطة هيجة العبد ومدينة التربة وجعلها مسرح عمليات للواء الوليد ( الرابع مشاه).

 

وهو الأمر الذي نقضته قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعودة هذه المناطق الى سيطرة اللواء ، بناء على اتفاق تم بين قيادة اللواء 35 مدرع واللواء الرابع المشاة.

 

ليأتي الاسناد والدعم لحرب المافيا على اللواء 35 من قبل هيئة اركان الجيش في مأرب الخاضعة لسيطرة الاصلاح ، والتي الغت توجيه المنقطة الرابعة وابقت على مخططات المحور ، وقد مثلت هيئة اركان الجيش جبهة اسناد لتمرير أجندات مافيا تعز.

 

ليعود التوتر الى ما كان عليه وخاصة حول مدينة التربة ، ومطلع هذا الشهر وبجهود مدنية وسياسية تم التوصل الى اتفاق لنزع فتيل الأزمة سمي باتفاق " الخيامي " رعته السلطة المحلية وحضرته قيادتي اللواء 35 والرابع مشاة واركان المحور وقيادة الشرطة العسكرية والقوات الخاصة.

 

ونص الاتفاق على سحب الاستحداثات العسكرية والنقاط من قبل اللوائين مع بقاء النقاط الـ17 التي اقرها محافظ تعز ومن بينها تبيعة نقطة هيجة العبد للواء 35 ، مع تسليم مدينة التربة للقوات الخاصة والأمن.

 

هذا الاتفاق الذي لم يمد لساعات حيث نقضته قيادة المحور عبر ناطقها الرسمي الذي اعتبره غير ملزم لها رغم حضور وموافقة اركان المحور عليه ، ترافق هذا ما ارتفاع وتيرة الحرب ضد اللواء.

 

واثمر ذلك كمين مسلح الشهر الماضي أستهدف أطقم تابعة للواء في منطقة طور الباحة بلحج ، اسفر عن اصابة افراد من اللواء ومقتل احد مشائخ الصبيحة.

 

هذه الحادثة كان مبررا قويا لاستخدامها ضد اللواء 35 مدرع ، حيث تم تحوير القضية وربطها بنهب مشتقات نفطية تابعة لأبناء الصبيحة وهي القضية التي تورط فيها امن تعز والشرطة العسكرية.

 

وبشكل مفاجئ تم الاعلان عن لجنة عسكرية برئاسة احد ابرز رجالات علي محسن وهو رئيس دائرة القضاء العسكرية عبدالله الحاضري للتحقيق في مقتل الشيخ الصبيحي في سابقة خطيرة ومهينة ، حيث يختص القضاء العسكري في القضايا بين العكسرين وليس في قضية طرفها مدني ومتهم بالاعتداء على الجيش.

 

وفور وصول اللجنة ورئيسها الحاضري ظهر جليا هدفها باستهداف اللوء 35 بطلب استدعاء للقيادي في اللواء / فؤاد الشدادي واتهاما بتهم جاهزة بتهريب مشتقات نفطية لمناطق الحوثي ، كما قام الاصلاح بمسرحية استهداف للجنة خلال نزولها الى منطقة المسراخ وتم الترويج عن محاولة اغتيال رئيس اللجنة من قبل اللواء 35 دون نفي او تاكيد من رئيس اللجنة.

كل هذا السجل الطويل من الاستهداف و صمود اللواء عسكريا و مجتمعيا وخروج مسيرات مؤيدة له في ريف تعز دفع بالاصلاح الى احياء اتفاق الخيامي من جديد.

 

حيث تم مؤخرا البدء بتنفيذ هذا الاتفاق من قبل اللواء 35 مدرع بتسليم نقاطه على خط التربة – عدن الى القوات الخاصة في انتظار تطبيق باقي البنود من قبل الطرف الأخر.

 

وبانتظار تطبيق هذا الاتفاق من عدمه ، الا ان المؤكد ان هذه الحرب التي تشن على اللواء لن تنتهي به ، فبالنظر الى كل ما جرى فان من المؤكد انها حرب لا تقبل التعادل كنتيجة نهائية ، فطرف المهاجم في هذه الحرب لن يقبل بغير اخضاع اللواء وقيادته لشروطه واستكمال سيطرته.

 

كما أن هذه الحرب هي نسخة مماثلة من الحرب التي يشنها الحوثي على اليمن منذ 4 سنوات ، ووجه الشبة انها حرب الجماعات الدينية ضد فكرة الدولة ومؤسساتها ، والفرق فقط في أن حرب الحوثي  على الدولة من الخارج وحرب الاصلاح على الدولة من الداخل.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس