حـزب الإصـلاح وتُـهم الإرهاب
الجمعه 30 ابريل 2021 - الساعة 01:44 صباحاً
صلاح السقلدي
مقالات للكاتب
حزب الإصلاح يسعى هذه الأيام بشكلٍ محموم أمام مجلس الأمن للتنصل من تهمة الإرهاب -على خلفية الاتهامات المتبادلة بينه وبين الحوثيين في مأرب- فقد ينجح مؤقتا في العمل على بث التشكيك لدى بعض الدول بخصوص الاتهامات التي تطاله، مستفيدا من نفوذه بالدبلوماسية اليمنية التي يهمين عليها ومن الدعم السياسي السعودي داخل المحافل الدولية.
لكن علاقته الأيديولوجية التاريخية العميقة بالجماعات الإرهابية، فضلا عما يضم في صفوفه من رموز وشيوخ متهمة داخليا وخارجيا بالإرهاب وبقاء صوت التطرف حاضرا ستحـوُل دون أن يفلح بذلك ولا في أن يدفع عنه هذه التهمة نهائيا.
فقائمة الشيوخ والدعاة المتهمين بالإرهاب وقائمة الفتاوى الطويلة المؤكِـدة لذلك وتجذر الفكر المتطرف لدى شريحة واسعة فيه لا يمكن أن تمكنه من التنصل من هكذا تهم خطيرة وثابتة ثبات الوشم في ظاهر الجسد أو حتى اخفائها، فهي أكبر من أن تُحجب، وأكثر من أن تُخفى.
فتركة التطرف تثقل كاهل هذا الحزب الإسلامي إلى درجة الإعياء والإدانة، فهو بحاجة إلى عقود من الزمن للتخلص من هذا الفكر وما علق به من تهم وعاهات، شريطة أن تتوفر لديه الرغبة بذلك، مع أنها لا تبدو حاضرة عنده الآن أو على الأقل عند قطاع واسع فيه، في ظروف يرى فيها جناحه المتطرف بأنه ما يزال بحاجة لسلاحه الأيديولوجي الفتاك ليطلق منه نيرانه الفكرية والطائفية الكثيفة لمواجهة الخصوم في مأرب والبيضاء وتعز والجنوب، في خضم حرب لا يعرف كيف ومتى ستتوقف؟، ويقمع فيها بالمقابل كل الأصوات المدنية المعتدلة داخله والتي تحاول جاهدة أن تخلصه من أدران وأسقام عقود من التشدد والتطرف.
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيسبوك