خبر زلج : اليمنيون يدفعون ثمن المشاريع الصغيرة !!
الجمعه 30 ابريل 2021 - الساعة 08:25 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
سمعت وقرأت كثيرا عن توزيع السلل الغذائية من قبل المنظمات الدولية والاسلامية, ومايرافق هذا العمل الانساني المفترض من صور الامتهان للمستفيدين منها.
دفعني فضولي لمعرفة مدى صحة هذه الاخبار وخوض تجربتها , بعد ان شجعني وجود اسمي ضمن 900 موظف نتبع وزارة الزراعة حظيوا بسلة غذائية من قبل منظمة المساعدات الاسلامية, جرى توزيعها في المدرسة الصينية بحده , وقد شكل المكان دافعا اضافيا لي للتمكن من زيارة هذا الصرح " اللي كان تعليمي عظيم " لتذكر تفاصيل ماارتبط في ذهني من تفاصيل الذكريات كوني احد مخرجاته للفترة من 78 - 81م في مجال الهندسة المعمارية, وقد آلمني حقيقة الحال العام للمدرسة بعد ان كانت تمثل احد الصور المميزة لتلك الفترة من الزمن.
بحسب التعليمات حدد زمن التوزيع الساعة الحادية عشر من هذا اليوم الخميس.
وصلت وزميلي في العمل والحي السكني الساعة العاشرة صباحا لنأخذ اماكننا في طابور كان يتعاظم في كل دقيقة تقريبا.
هناك التقيت بزملاء لم التقيهم منذ فترات طويلة بحكم انتدابي الى جهة عمل رقابية.
مهندسون وفنيين وشخصيات ادارية عكس وجودهم حقيقة الحالة المعيشية التي يكتوي بنيرانها الجميع , وقدم صورة فوتوغرافية للوضع العام الذي آل اليه الشعب اليمني بتحوله الى ملايبن من الشحاذين على ابواب المنظمات الدولية.
طابور طويل يمتد على طول سور المدرسة من الخارج للرجال وآخر للنساء. بوابير محملة بالمواد الغذاية تصل الى ساحة
المدرسة .
اصوات مرتفعة وكثير من المتطفلين على نظامية الطابور المفترض , مع ابداء كثير من التذاكي وخفة الدم في محاولات اختراقه , كواحدة من مظاهر مجتمع لم يسوق من مظاهر الدنيا سوى ماهو متخلف منها, بل وتحول ذلك شيء من ثقافة المزقاوة والبرم وحمرة العين والقبيلة العسرة.
برغم انه لم يكن امامنا في الطابور سوى خمسون فرد الا اننا استغرقنا اربع ساعات لاستلام سللنا الغذائية, فما بالكم بالوقت المستغرق لعدد 900 مستفيد واكثر.
سمح بالدخول لكل خمسة افراد لينظموا لطابور اخر بهدف استلام كروت تسليم المواد, ومن ثم طابور ثالث للبصمة على إستلامها , وكل طابور يستغرق وقت طويل للانتهاء من الاجراءت المرتبطة به.
خلال وقوفنا في ساحة المدرسة كان الى جانبنا السلل الغذائية الموزعة في صفوف منتظمة, واذا بنا نشاهد طائرة مسيرة تقوم بتصوير الطوابير الرجالية والنسائية والمواد الاغاثية, الامر الذي فسر لنا اختيارهم هذا الوقت للتوزيع وحصره في يوم واحد برغم العدد الكبير.
كان بالامكان تخصيص اربعة ايام ووقت مبكر للتوزيع, كما كان بالامكان الاكتفاء بطابور واحد لاستكمال احراءات التسليم وبما يقود الى اختصار الوقت ومراعاة تعب الناس وصومهم.
كم كان مؤسفا ان نشاهد تلك الطوابير من الرجال والنساء من اجل 5 كيلو سكر ومثلها رز ونصف كيس بر .
كم هو مؤسف ان يشاهد تلك الكوادر وهي تصطف في طوابير الجوع والحاجة , بوجوههم البائسة وحالهم المزري وهم يدفعون الثمن من اجل " رفع يد علي " والانتصار لتاريخ مضى عليه اكثر من 1400 عام من الصراع على كرسي الحكم بإسم الدين , في عصر الايفون وعابرة القارات وكل مانشاهده من مخرجات العقل البشري المنتمي للقرن الواحد والعشرين وثورة الاتصالات, في مقابل ماننعم به نحن العرب من الجهل والتخلف والهمجية والتفنن في القتل وقطع الطريق, ومشاريع القبيلة والطائفة والمذهب والسلالة وغيرها من مشاريع ماقبل الدولة ... وخبر زلج.