عبد الرحيم محسن الغشمي ... مواقف مهترئة وقلم منفلت!
الخميس 06 مايو 2021 - الساعة 11:19 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
لايشدني او حتى يلفت نظري مايكتبه الفندم " عبد الرحيم محسن " بشكل عام , بما فيها تلك الحلقات تحت عنوان " منطقة تعز من الاحتلال الى الاستقلال " والتي بلغ عددها حتى الان " 115 " حلقه .
لم يسبق لي ان قرأت له غير عدد محدود من مواضيعه المنشورة في صحيفة التجمع حينها , والتي شكلت بمضمونا وطريقة صياغتها وجهة نظري عن الكاتب وطريقة تفكيره غير الممنهجة والتي لاتخلو في مجملها من الشطحات وردود الافعال , وخلوها من الاحساس بالمسؤلية الوطنية والدور المفترض الذي يجب ان يضطلع به الكاتب فيما يخص المساهمة بتشكيل وعي الشارع وتصويب نظرته تجاه مجمل القضايا العامة في البلد, بغض النظر عن وظيفته الامنية وما يرتبط بها من الجرم وارتكاب الموبقات.
يوم امس , ارسل لي احد الاخوة بواحدة من حلقاته تحت العنوان سالف الذكر وبرقم 115, والتي لم اجد في لغتها ومضمونها وسياقها سوى ماعلق بذهني عن الرجل وقلمه المنفلت , الى جانب ماأملته معرفتي الشخصية المتواضعة به بشكل عام , وعلى هذا الصعيد بشكل خاص .
لمن لايعرف المذكور من ناحية, واستيعاب دوافع ماتضمنته الحلقة المشار لها من اسفاف من ناحية اخرى , اجد من المهم الاشارة الى ان المذكور كان يعمل ضابط في جهاز امن الدولة في الجنوب قبل تحقيق الوحدة , ومن ثم الحق بجهاز الامن السياسي لدولة الوحدة.
من هذا المنطلق وبالنظر لطبيعة عملة الامني , فإنه بذلك يفقد منطقية الشروع في تدوين والكتابة عن المراحل الوطنية وشخوصها ودور الاحزاب السياسية, بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا معها وما افضت اليه من نتائج.
فرجل بهذا القدر وبمضمون عمله الامني , يمكنه الكتابة إن اراد عن دور جهاز امن الدولة إبان حكم الحزب الاشتراكي في الجنوب .. عن عدد المخفيين واساليب التعذيب التي مورست ضد المعتقلين وتصفية المخالفين لنظامه وهم كثر , وجميعنا يدرك ماقام به امن الدولة من جرائم بما في ذلك بين الرفاق انفسهم, وتجاوزات اخرى كثيرة منها مايتعلق بالجانب الاخلاقي.
وبالعودة الى ماسطره المذكور في حلقته رقم 115 , كم يؤسفني ان يظهر بكل ذلك القبح والمواقف المسبقة ودنائة الطرح فيما يتعلق بتناوله للشهيد ابراهيم الحمدي , بتوجيه عدد من التهم له ولفترة حكمه والتي يمكن تلخيصها بالاتي :
1- وصفه له بأنه كان رئيسا لتحالف الغدر الجمهوري.
2- تحميله مسؤلية اغتيال اللواء سلطان امين ااقرشي والذي كان ينتمي للحزب الديموقراطي الثوري.
3- التنكيل بأعضاء الحزب الاشتراكي.
4 - نيل تعز نصيبا وافرا من جحيم سلطته وحلفاءه من جماعة الاخوان المسلمين وتجمع الناصريين والامنيين والعسكريين كعبد الله عبد العالم واحمد عبد الرحبم ومنصور النخلاني وصلاح هزاع العبسي وغيرهم من عبيد تعز كما اسماهم.
5- انسلاخه من الحزب الديموقراطي ولجؤه للعمل السري مع اجهزة المخابرات السعودية.
6-حقده الموغل على تعز وابناءها.
- وصفه للشهيد الحمدي بهذه الطريقة ونسبه له عدد من الجرائم, لانرى فيه اكثر من صدام وتعارض مع الالتفاف والمناصرة الجماهيرية التي حظي بها الشهيد وفترة حكمه التي لم تمتد لاكثر من ثلاث سنوات وستة اشهر , استطاع خلالها اعادة الاعتبار للدولة اليمنية من خلال بناء اركانها وتثبيت النظام والقانون والقضاء علئ الفساد وادوار مراكز النفوذ القبلي والعسكري في اعاقة بناء الدولة , ولا اظننا بحاجة للاسهاب في ايراد مناقبه فالجميع يعرف ذلك.
- واذا كان من خطيئة له فتتمثل بسلوكه المدني المفرط , حين لم يأخذ الحيطة والحذر ويولي نفسه الاهتمام الامني الكافي , حين كان يسير لوحده في سيارته الشخصية المتواضعة دون مرافقين , في بلد تعج بمراكز النفوذ وتشملهم كشوفات اللجنة الخاصة السعودية, وبما قاد الئ اغتياله بتلك الطريقة الحقيرة وتوظيفهم فيها للجانب الاخلاقي .
- فيما يخص اغتيال سلطان امين القرشي فإن اسرته تؤكد اغتياله في شهر فبراير 1978 اي بعد اغتيال الشهيد في 11 اكتوبر 1977م , بمعنئ في فترة حكم الغشمي .
- اما بالنسبة لمحاولته توظيف الجانب المناطقي بالقول ان الشهيد الحمدي كان موغلا في حقده على تعز , فلا اظنني بحاجة للقول ان تعز مثلت اكبر القواعد الجماهيرية للشهيد, واكثر المحافظات فقدا لدولته ونطام مواطنتها وقانونها المعروف.
عموما يطول الحديث عن الشهيد الحمدي وفترة حكمه, لكنني كأي يمني وبقدر القهر على الاساءة له من قبل المذكور , اجد نفسي مشفق عليه في محاولته البائسة لتأكيد انتماءه الاشتراكي بهذا القدر من الاسفاف وقلمه المنفلت , في وقت يسعى الجميع الى تجاوز الماضي والاستفادة من اخطاءه , للتمكن من التأسيس لعمل سياسي ووطني يقود الى تحقيق احلام الناس بقيام دولة وطنية ديموقراطية.