من ينتصر فائض القوة ام فائض الإرادة ؟
الجمعه 14 مايو 2021 - الساعة 08:51 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
الفرق بين الصهيوني والفلسطيني ان الأول يمتلك فائض قوة والثاني يمتلك فائض ارادة ، الأول كثيف التسليح والثاني عميق التاريخ ، الأول لقيط والثاني أصيل ، الأول سارق الأرض والثاني صاحبها.
( 'اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء) جمال عبد الناصر
( البندقية هي الخط الوحيد والقريب للقدس ) غسان كنفاني
استمر الصليبيون لأكثر من 200 سنة محتلين لفلسطين وظل المسجد الاقصى لاكثر من 88 عام اسطبل لخيولهم ، ومع ذلك اتى الناصر صلاح الدين وحرر فلسطين، حياة الأمم والشعوب هي لحظات انكسار وانتصار ، هبوط وعلو ، خفوت وسطوع ، حياة الأمم والشعوب لاتقاس ببضع سنين ، التاريخ هو الحكم و اسطره هي من ترصد احداثه ، وتبقى الإرادة الكامنة في الضمير والوجدان هي من تصنع الفارق والنصر ، لا تبتئسوا فمن وسط الظلام يقينا سينبعث شعاع الأمل.
يقول البعض مالك ومال فلسطين خلينا في حالنا، يكفي مانحن فيه ،هي دعوة للاحباط ، هي ثقافة التتفيه والتسليم والخنوع، ثقافة التفاهة هذه تختصر المعركة القائمة الان هي بين حماس ودويلة الكيان ، خلق المبررات تلك تتشابه مع مبررات العاهرة التي تبرر عهرها لأجل اطعام ابنائها.
علينا ان نُعلم ابنائنا ونحن نعيش المحنة ان هناك ايضا إخوة لنا هم شركاء لنا في المحنة، بل محنتهم اشد وأكثر مرارة، عمرها أكثر من سبعين عام ومع ذلك نجدهم صامدين صابرين مرابطين لا يعرفون الإنحناء ولا الإنكسار رغم هول وضخامة المؤامرة عليهم من اخوة لهم ، انهم انقياء في صمودهم ونضالهم وصبرهم كنبي الله يوسف ، اما المرجفين المتأمرين هم كإخوة يوسف في الخبث والنذالة ، وفي الاخير قال الله مخاطبا نبيه يوسف، (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 56 يوسف.
مهما بلغ العدو من فائض القوة وفائض الداعمين ، ومهما بلغت خيانة الاخوة وخبثهم ، ستبقى ارادة البقاء الكامنة في الضمير والروح الفلسطينية هي من تملك الكلمة الفصل في حسم المعركة وان طالت ، تدرك اسرائيل المحدودة السكان المحدودة المساحة والتي لاتزيد عن 20 الف كيلومتر مربع انها دويلة واقعة في محيط عربي واسع المساحة كثيف السكان، عميق التاريخ..
هو محيط رافض لها مهما انبطحت الأنظمة الحاكمة، اسرائيل دويلة لحظة عابرة لقيطة ، وهي تتشابه كثيرا مع دويلات اللحظة والصدفة الحليفة لها، دويلات بلا عمق تاريخي ، فقيرة الجغرافيا والسكان والتاريخ انها عابرة وانية وعمرها قصير وهي الى زوال بحكم التاريخ وتجاربه ، عندما رفع الكفيل الامريكي يد الوصاية والحماية عن هذه الأنظمة هرولت سريعا تجاه الراعي والكفيل الصهيوني.
اليوم الراعي والكفيل الصهيوني لا يمتلك حماية نفسه ، يعيش حالة رعب حقيقية مهما كان متضخم القوة ، والقوة وحدها لا تكفي لصناعة النصر وهذا هو الفرق في معركة اليوم لقد صدق الله بقوله وهو يوصف حال اليهود عبر التاريخ بقوله قال تعالى:( لَا يُقَٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) 14 الحشر.
ووصف الله تعالي اصحاب الارض وهم الفلسطينيين بقوله (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) (22) المائدة