إقرار إخواني متأخر بصوابية الدور الاماراتي .. مفاوضات الرياض كحصاد مُر للعبث بالمعركة مع الحوثي
الاحد 17 سبتمبر 2023 - الساعة 12:41 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
على مشهد المشاورات الجارية بين السعودية ووفد من جماعة الحوثي في الرياض، ظهرت أراء إخوانية تُقر "على استيحاء" بصوابية الدور الاماراتي في اليمن من خلال الاعتراف بالإنجازات العسكرية على الأرض التي تحققت لعاصفة الحزم بفضل قيادة الامارات للمعارك بوجه مليشيات الحوثي.
حيث غرد الصحفي الإخواني سمير الصلاحي على منصة "أكس" معترفاً بان "كل الانتصارات التي تحققت في حرب اليمن هي تلك التي كانت تشرف عليها الامارات بينما كل الجبهات الاخرى محلك سر منذ 8 سنوات" ، في إشارة الى الجبهات التي أوكلت السعودية قيادتها الى الإخوان والجنرال علي محسن الأحمر.
يسرد الصلاحي سلسلة هذه الانتصارات من تحرير مأرب شرقاً والوصول الى مشارف صنعاء عبر جبهة نهم ، وتحرير الجنوب بالكامل وتحرير ريف تعز والمدينة ومحيطها الغربي وصولاً الى مشارف ميناء الحديدة غرباً ، متسائلاً السؤال : ماسر التفوق الاماراتي في إدارة المعارك مقابل عجز نظراءها وفشلهم؟.
سؤال يجيب عنه المحلل الإخواني ياسين التميمي بتغريدة له ، بالحديث عن الكفاءة العسكرية للجيش الإماراتي كـ "جيش احترافي ويخضع لتسلسل قيادي كفؤ وكل موقع له قيمة في كفاءة التصرف وتنفيذ الأمر الأعلى"، ويؤكد بأن ذلك "انعكس في اداء هذا الجيش في عدن و العند ومارب وفي الساحل الغربي".
حقيقة الإنجازات العسكرية للإمارات على أرض اليمن ، يقر بها ايضاً القيادي السابق بجماعة الحوثي على البخيتي ، الذي يقول بان السعودية "لو تركت إدارة الملف اليمني للإمارات منذ البداية .. لكان رشاد العليمي اليوم في صنعاء و عبدالملك الحوثي في قبر أو هارب في كهف".
في حين يؤكد البخيتي بان الامارات كانت وراء تحرير كل المناطق المحررة حالياً، يفسر ذلك بأنه عائد على "تنظيمهم وعزيمتهم وحسمهم وانعدام فساد مسؤليهم"، متحدثاً عن خطأ المملكة بإيكال الأمر الى قيادات فاسدة سواء من الجانب اليمني او السعودي ، محذراً من خطورة وكارثية مشاوراتها الجارية في الرياض والتي يصفها بأنها خضوع للحوثيين ومن ورائهم إيران.
تحذير البخيتي من خطورة التنازلات التي قد يحصل عليها الحوثيين في الرياض ، ربما تمثل الدافع الأول وراء هذه الإقرار الإخواني بشكل خجول بصوابية الدور الاماراتي في اليمن ، كاعتراف غير مباشر بان الحماقة التي أقدمت عليها جماعة الإخوان وحلفائه بمعاداة هذا الدور خدمة لأجندة التنظيم الدولة وللنظام القطري ، الذي كانت محصلته مشهد المشاورات الجارية في الرياض ، بين السعودية ووفد الحوثي الذي وصل عاصمتها الجمعة الماضية.
مشهد قالت الرياض بأنه "امتداد لمبادرتها للسلام التي أعلنت عنها عام 2021م " ، وهي اللحظة التي مثلت اول إقرار ضمني من جانبها بفشل الخيار العسكري مع جماعة الحوثي ، وهو ما أعلن عنه بشكل رسمي ضمن مسودة مخرجات مشاورات الرياض التي عقدت في العام التالي وأنهت عهد الرئيس السابق عبدربه منصور ونائبه علي محسن.
لم يكن إعلان الرياض عن مبادرة السلام حينها الا نتيجة طبيعة للفشل عسكرياً في جبهات "الشرعية" التي تديرها عبر الإخوان شمالاً بعد تكليف علي محسن بالملف العسكري منتصف عام 2016م ، على عكس الأمر جنوباً في معسكر الامارات وحلفائها الذين وصلوا الى مشارف الحديدة أواخر عام 2018م وتتوقف المعركة باتفاق السويد ، التي مثلت أخر المعارك الكبرى في اليمن.
وبموازاة ذلك ، كانت جبهات الشرعية قد دخلت في موت سريري مع حلول عام 2019م ، تجمد فيه المشهد عسكرياً بشكل كامل مع خروج الامارات منه جراء المعركة العبثية التي خاضتها "الشرعية" المسيطر عليها من قبل الإخوان ضد الامارات وحلفاءها في الجنوب.
جمود كسره مشاهد الانهيارات المريبة لجبهات الشرعية شمالاً خلال عامي 2020 و2021، ووصول مليشيات الحوثي الى مشارف مدينة مأرب واقترابها من حقول النفط والغاز، وكان سقوطها بيد المليشيات بمثابة " هزيمة عسكرية للرياض في اليمن" بحسب تصريح شهير لمسئول سعودي لوكالة دولية ، لتعود الامارات وتنقذ الموقف عبر قوات العمالقة الجنوبية التي تمكنت من طرد مليشيات من مديريات غرب شبوة ومديرية حريب جنوب مأرب.
هذه الهزيمة العسكرية التي أجبرت مليشيات الحوثي على قبول الهدنة الأممية ، أوصلت الرياض الى قناعة تامة بالتخلي عن الخيار العسكري واغلاق ملف الحرب في اليمن والخروج بأقل الخسائر عبر محاولة اغواء الجماعة الحوثي بفوائد السلام عبر مفاوضات سرية يديرها الوسيط العُماني في مسقط، والتي انتقلت اليوم الى الرياض.
مشهد لم نكن لنصل اليه لولا العبث الذي مارسته جماعة الإخوان وحلفائها من مافيا الحرب والفساد داخل الشرعية بمعركة اليمنيين ضد مليشيا الحوثي ، عبر افتعال معارك خاصة بها وبالتنظيم الدولي ضد الامارات وخصوم الحوثي وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية بالساحل الغربي ، واليوم يأتي زعيم الإخوان محمد اليدومي في خطابه بذكرى تأسيس حزب الإصلاح ، ليطالب بتحالف وطني واسع معهما ، كدعوة متأخرة ربما لم يعد لها قيمة اليوم بعد "خراب مالطا".