قليل من الجنون

الاحد 23 مايو 2021 - الساعة 07:52 مساءً

 

بداية أقول قليل من الجنون لا قليل من المنطق ، فالمنطق والعقل والحكمة قد غادروا  حياتنا، واقعنا شاهد علينا كاشف لنا.

 

يذكرني الاسلامويون والوحدويون وهم يحتفلون اليوم وعبر مواقع التواصل بالذكرى ال31 لقيام الوحدة والتي وئدت يوم ولدت، يذكرني هؤلاء بواحد فقير معتر حالته حاله لا يجد قيمة قرص روتي ويحلم ان يأكل لحمة حنيد، او ذاك التلميذ الفاشل والذي يحلم ان يكون طبيبا، هذا ليس فائض في التفاؤل ، هذا فائض جنون..

 

قبل 27 سنة كان لديّ مثل هذا الفائض في الجنون فقررت ان يكون عرسي في يوم  22 مايو 1993 ، وارتفع  الجنون عندي بطريقة اسية وقلت ان رزقني الله ببنت سوف اسميها وحدة ، لكن حدثت نكسة 1994 قبل ان تاتي وحدة، كانت نكسة  1994 مضاد حيوي لفائض الجنون لدىّ وليس لفائض التفاؤل..

 

واليوم وانا اشاهد وارى هذا الوطن الخردة المرقع المبرقع المشتت، الوطن المريض بالدنبوع وشلته والحوثي وجماعته وعيدروس ورفاقه واليدومي واخوانه ، الوطن المريض بالكورونا والضنك والملاريا والفقر والجوع ، الوطن المريض بكل هؤلاء،  اجد بعض الناس لديهم فائض جنون ( وحدوي ) او (اسلاموي)  بطريقة اسية لمتوالية هندسية وخاصة الأكثر يسار والأكثر تأسلم..

 

فنحن شعب لا منطق في احلامنا ، ولا بُعد اخلاقي اوديني يفرمل  سلوكنا نخب وناس عاديين تجد الواحد يكذب عليك بين كل كلمة واخرى ويقول صلي على النبي، كنت دائما اقول الاخلاق تسبق الأديان، ولكي تكون شخص مستقيم وسوي ليس بالضرورة ان تكثر الصلوات ونوافلها وتصوم الأيام البيض والصفر والغبر، والخميس والاثنين ، فقط يكفي ان تكون انسان..

 

المشاهد والمراقب يجد ان جماعات  التأسلم الكذوب والزائف هي الأكثر بلادة وجنون ، الناس يموتون جوعا ومرضا في الشوارع وامام المساجد وهم يفرشون المشدات امام ابواب الجوامع دعما لغزة والنفير والمجهود الحربي، "تيس وقالوا احلبوه" ..

 

تذكرت واحد من اصحاب المشدات وهو يقسم اليمين ان كل قرشا يتم التبرع  به سيذهب لغزة ثم اكتشف لاحقا ان اسم ابنته غزة ، واخر يقول تبرعوا للقدس لنكتشف لاحقا ان ابنته اسمها قُدس، يذكرني جماعة المشدات بحالتي عندما كنت صغير، كنت اصوم من الصباح حتى الظهر واصدق نفسي انني صائم ، نتدرب على الكذب من الطفولة وباسم الدين لذلك لاغرابة ان يكون واقع حالنا بهذا السؤ،  المتأسلمون  يسرقون المال باسم غزة والقدس والنفير والمجهود الحربي والمال يصل لغزة وقدس في البيت وللعاملين عليها، لديهم قدرة عجيبة لتصديق افعالهم وتبريرها دينيا. 

 

قبل ان اختم اقول انا المواطن الوحدوي سابقا وقليل الجنون الان ابسط احلامي هي ان  يفتحوا طريق تعز لكي اصل الى قريتي بسبع ساعات بدل العشرين ساعة من العذاب والتفتيش المقرف لنقاط هات ( البتاقة)..

 

اخيراً أقول اذا لم يكن هذا الشطح الوحدوي والاسلاموي جنون ماذا يمكن ان نسميه ليعذرني اخوتي الوحدويون والاسلامويون  فهذا فائض غباء، اسأل الله لكم الشفاء. 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس