عندما خرجنا من جونية عفاش في 2011  ، ملأنا الساحات صخبا وضجيجا ، قلنا هاي هاي ارحل يا علي ،  الشعب يريد اسقاط النظام ، قلنا ياحمادة قل لابوك اليمن مش حق ابوك ، قلنا يا علي ارحل ارحل الكرسي تحتك ذحل ، كان يومها يجتمع كهنة الإخوان ويخترعوا لنا كل يوم شعار وهتاف ، وفي كل جمعة خطبة وخطاب ، وفي ذات الوقت كانوا يجهزوا لنا ( جونية) كبيرة لكي يضعونا داخلها مثل ( العكابر )  وقد فعلوا. 

وانا اتابع ما يحدث في مدينة تعز من تظاهرات مسرحية هزيلة وهزلية رغم سمو المطلب الشعبي من عامة الناس برفع الظلم عنهم وانهاء الفساد في مؤسسات الدولة، ووضوح الركوب والتسلق عليها منذ الوهله الأولى، فلم يحدث ان يتظاهر فاسد مفسد ضد نفسه  بدعوى محاربة الفساد ، لكنه حدث في مدينة الغرائب والعجائب تعز ، مدينة المضحكات المبكيات . 

بليغ التميمي الاخواني الكبير ورئيس احدي جمعيات ( هات ) التابعة للجماعة،خرق بالامس (جونية) الاخوان وصدح بالحقيقة لحظة انفعال لا لحظة ايمان واقتناع وعرّى وفضخ فساد جماعته  ، وهي سلطة الامر الواقع في تعز الحاكمة والمتحكمة بكل شيئ صغُر او كبُر في تعز ، لكن التميمي المنفغل ومن معه من الخارجين من (جُونية) الجماعة  تم جرهم  مثل (العكابر ) واعادتهم الى (جُونية) الجماعة الواسعة  والمتسعة..

لقد ظل عفاش وبدعم لاحد له ولا مدى من قبل جماعة الإخوان يتعامل مع الشعب اليمني على مدى اكثر من ثلاثة عقود بنظرية ( جونية العكابر ) وهي تلك الطريقة  التي تعامل بها فلاح مصري مع (العكابر )حين وضعها في شوالة كبيرة وظل يرجها رّج ويقلبها ويخلطها كل ربع ساعة طول رحلته من قريته حتى الوصول الى المركز القومي للبحوث في القاهرة ، ويعلل الفلاح طريقته تلك بان تلك العملية تجعل الفئران يدّوخوا فيغفلوا عن خرق( الجونية) الشوال ، فيصل المركز بسلام.

  الشعب اليمني لا تختلف حالته عن حالة (عكابر)   الفلاح المصري فهو في حالة دوخان وتوهان دائم ، وفي اليمن بدل ما كان لدينا (جُونية ) او شوالة عفاش ،  صار لدينا جواني متعددة فالاخوان في تعز ومارب وشبوة لديهم جُونية والحوثي في صنعاء وما حولها لديه جونية ، والانتقالي في عدن وما حولها لديه جُونية، لكن رج وهزّ الإخوان والحوثيون للجواني حاجة ثانية فيها ابداع في عملية الرج والهز  ، تجعلنا نترحم على عفاش وجُونيته ، لكن دهاء عفاش عمل (جُونية) خاصة بعبده ربه رّجه رّج لدرجة انه ما خرج من الدوخة حتى اللحظة ، وقد قالها عفاش هذا خبز يدي والعجين، عجنه وخبزه وجعل وجهه مثل المَلحة وسلّمه جاهز مُجهّز مُدوخ راقد معجون مخبوز  للاخوان. 

( نظرية شِوال الفئران)، او نظرية (جونية عفاش)  ، هي نظرية تحاكي واقع الحال في اليمن وتعدد الجواني فيه ، وهي سياسة وفلسفة السلطات الحاكمة في بلاد العرب والاسوأ والاكثر قبحا منها هي السلطات الاسلاموية ، فكلما بدأت الشعوب بالنهوض والخروج من حالة الركود والتغلب على  المصائب والدسائس والفتن تقوم السلطات العاهرة الحاكمة المتحكمة  بتحريك ( الجونية ) الشوالة  ورجّها وهزّها  ، ثم تطلق الشعارات الكاذبة والزائفة كي تبقى متحكمة ومسيطرة  على الساحة السياسية والاقتصادية، بلا خجل او حياء او وخزة ضمير .