لهذه الأسماء جل احترامنا

الاحد 30 مايو 2021 - الساعة 11:58 مساءً

 

لا يمكن الحديث او ايراد او تذكر بعض الأسماء في عزلة بني شيبة احدى عزل مديرية الشمايتين , واقصد بها تلك الاسماء والشخصيات التي كان لها دور لاينسى في تبني وإعداد الكثير من شباب المنطقة, وخاصة اؤلئك التي كادت الظروف المعيشية الصعبة لاسرهم ان تخون احلامهم في بلوغ الدراسات العلياء , ونيلهم للتخصصات الجامعية الطبية والهندسية وغيرها من النخصصات العلمية والادبية وأنا احدهم. 

 

من مننا يمكن له ان ينسى او يتجاهل ادوار ومواقف عظماء المنطقة في هذا الاتجاه ... هل يستطيع احدنا ان يتجاهل عظمة وإنسانية الأباء " أحمد محمد عمر " و " محمد شمسان الحيدري " في الحديدة .. ومثلهم الوالد " احمد علي معمر " في صنعاء!! .

 

لم يكن اي من آباءنا بحاجة لأكثر من إقتيادنا الى منزل احدهم ومغادرة المدينة دون اي تنسيق مسق مع اي منهم .. كنا نسكن في منازلهم بعد ان غادرت عوائلهم الى القرية وإخلاءها لنا نحن أبناء الفقراء ونأكل في مطاعمهم ـ  الى جانب توفير المصروف اليومي ومتطلبات العام الدراسي من دفاتر واقلام وغيرها من المستلزمات المدرسية ... ليس هذا فحسب, بل وضمان ايصالنا الى القرية على نفقتهم في العطل الدراسية والعودة في بداية العام الدراسي الجديد. 

 

مثل مطعم الوالد / احمد علي معمر" الملاصق لشركة النقل البري في باب اليمن بصنعاء  والمعروف بمطعم القناعة والذي افتتح العام 65م , مثل  ملاذا لجميع ابناء الفقراء من طلاب وعمال ومحتاجين ..فيه تمكن الكثير من اكمال سنواتهم الدراسية بعد ان ضمنوا المأكل والمسكن والمصروف اليومي ..وفيه تمكن الكثير من العمل ومساعدة اسرهم في توفير حاجياتها من العيش الكريم.. وفي هذا المطعم المفتوح كان جميع المحتاجين يجدون فيه الصدر الرحب دون الشعور بالحرج او مشاعر التطفل .

 

لم يكن يقتصر دور مطعم الوالد / احمد علي معمر " على تبني الفقراء من الطلاب ومساعدة المحتاجين وتوفير فرص العمل , بل كان له دورا وطنيا إبان حصار السبعين وما بعده من المراحل .

 

حدثني العميد/ محمد عبد الله بهل " عن ادواره في تلك المراحل ..كيف كان مناضلوا الصاعقة والمظلات والمقاومة الشعبية وافراد الوحدات العسكرية الاخرى , يتناولون وجباتهم في مطعمه دون الشعور بأي حرج ..فكان هناك من يسجل في دفتر ابو 16 حتى نهاية الشهر وقد لايعود .. وآخرين يعتذرون عن عدم قدرتهم على دفع ماعليهم ولايسمعون منه غير المسامحة , والدفع بهم الى مزيد من العطاء في الجبهات وعن ضرورة الانتصار في المعركة وفك الحصار عن صنعاء. 

 

اتذكر شخصيا في العام 70 سنة استقراري في صنعاء .. اتذكر رجال المظلات والصاعقة وهم يتقافزون من بابور الزل الروسي المار امام المطعم وهو في اقصى سرعته وبطريقة كانت تلفت انظارنا , والى درجة كنا نتمنى ان نصبح مثلهم .. كان هذا المنظر يتكرر بشكل شبه يومي الساعة الخامسة عصرا لتناول الشاهي ..اتذكر منهم تحديدا المرحوم " علي الحزيمي " وآخرين كثر... في تإكيد على قوة ارتباطهم بهذا المكان .

 

العام 70 م تمكن الوالد احمد علي معمر " من فتح محله الجديد في الجهة المقابلة لمحله الاول .. وتحديدا في المبنى المجاور لعمارة الغنامي ... وكان لمحله الجديد ذات الدور الانسان الذي لاينسى. 

 

يوم امس إنتقل العم " احمد علي معمر " وبهدؤ الى مثواه الاخير عن عمر ناهز ال 82 عام , بعد حياة حافلة بكل ماهو عظيم وانساني... وبما يخلده كإنسان استثنائي في كل ماقدمه في حياته من مواقف .

 

للعم احمد علي وشمسان الحيدري الرحمة والمغفرة وللوالد احمد محمد عمرو الصحة والعافية وطول العمر.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس