شاهدت ذلك المنظر البشع ...لإمراءة سبعينية في احدى ارياف تعز وتحديدا ريف جبل حبشي ..امراءة بهذا العمر تراها معصوبة الايدي والارجل والعيون .. بلباسها القروي وشعرها الابيض وهي تقف مشدوهة مما يجري لها ويطالها من المهانة والتعسف والضرب دون رحمة او وازع من ضمير واخلاق ناهيكم عن الوازع الديني.

ذنبها ان ابنها قتل احدهم ..في وقت لاعلاقة لها بما حدث .. فمن الناحية الاخلاقية لايجوز ارتكاب مثل هذا الجرم .. ومن الناحية الدينية " ولا تازروا وازرة وزر اخرى " فم بالكم حين يتعلق الامر بإمراة وفي هذا العمر .

يوم عن يوم تفقد تعز بريقها وما رسخ في اذهان الناس عنها وعن ثقافة ومدنية ابناءها.

ساعة عن ساعة تفقد تعز هويتها الثقافية والعلمية وكل ماكان ينظر له كحلة من التميز المعرفي اذا ماقورنت ببقية المحافظات.

تعز تفشل في اول تجربة واول امتحان لهويتها .. فلم تعد تلك المحافظة المدنية الباحثة والمناضلة من اجل بناء الدولة الحديثة ..دولة النظام والقانون والمواطنة واحترام مخرجات صناديق الاقتراع .. ولا هي بالمحافظة القبلية التي تحتكم لاعراف وتقاليد تجرم مثل هذه السلوكيات والجرائم المشينة بحق الانسانية... ومايمكن له ان يشكل بديلا لغياب الدولة.  

اذا كان دسوت ومطايب مايطلق عليه الجيش الوطني التابع لجماعة الحيض والنفاس .. غير قادرين على ضبط الاوضاع وتحرير المحافظة فما عليهم سوى المغادرة .. وترك الناس ليقرروا مصيرهم بعيدا عن حسابات اللحى الآثمة ..التي لانرى لها اي هوية وطنية قادرة على تحصينها والسير بها نحو الافاق الوطنية المرجوة.

نعلم مسبقا وجيدا كم هي دول التحالف خائفة وتخشى من انتصار المشروع الوطني للمحافظة وإمكانية تأثيره على مجتمعاتهم وانظمتهم الاسرية ..ولذا فضلت رهن المحافظة ومستقبلها في ايدي هؤلاء الدشر اللذين لايتعاطوا مع الدين اكثر من وسيلة للتسلق المالي والهيمنة على مقدرات الغير.

لأبناء تعز نؤكد : 

لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد هناك قدرة على الاحتمال ونحن نعيش ونشاهد مآلات المحافظة وناسها الطيبيين .. وبالتالي لاخيار امامكم سوى المواجهة والانتفاضة على من قادنا ويقودنا الى هذه الاوضاع المخزية والمهينة بحقنا وثقافتنا وتاريخنا الوطني.