السلام المسار الذي لا يريده الحوثيين..!

السبت 05 يونيو 2021 - الساعة 02:22 صباحاً

 

الحوثيون لديهم معتقد لا يؤمن بالمواطنة او العدل الإجتماعي والديمقراطية، فهم يجاهدون من إجل استمرار الحرب، لأنهم يعلموا انها السبيل الأمثل لبسط نفوذهم وتصفية حساباتهم واستمرار فسادهم ونهبهم لحقوق المواطنين وجبايتها. 

 

اما في حال توقفت الحرب فأنهم يدركوا انه لن يكون بمقدورهم الحشد والتعبئة وتدشين المراكز الصيفية و مشروع ادلجة النشئ الذي يراهنوا عليه في المستقبل لحكم اليمن وجزيرة العرب ككل. 

 

ان طموحاتهم لا تتوقف عند الحدود اليمنية فهي تتجاوزها الى ابعد مما قد يخيل للبعض،  فهم جماعة دينية اصولية ترتكز على الاصطفاء واختزال الحكم في سلالة بشرية معينة وليس طبقة ولكن عرق معين يُعرف بنسل البطنين من آل البيت هكذا هم. 

 

و مسار السلام الذي يفترض ان يتم فرضه بقرار اممي هو اول الطرق المؤدية لتحجيم الحركة الحوثية وهو ما يجب العمل عليه ووفقه بغض النظر عن الحسابات السياسية و عدم تقبل فكرة العودة لعملية سياسية توافقيه، ولكن عملية سياسية جديدة تقوم على مجلس وطني منتخب يحل محل البرلمان وتكون مقاعدة مناصفة بين الشمال والجنوب وهذا من شأن تحقيق توازن طبيعي وحقيقي يزيح تسلط فئة معينه دون مصوغات قانونية او شرعية. 

 

لكن الحوثيين لن يقبلوا بأي خط سلام حتى لو ضمن لهم المجتمع الدولي نصف مقاعد حكومة وحدة وطنية،  فهم يدركوا ان حجمهم الطبيعي في السلم لا يعادل 5٪ من الدور الذي يمثلوه في ظل الحرب واستمرارها. 

 

لأنهم يدركوا ان مشروع ادلجة الفتيان والشباب اليُفع سيتوقف،  وهم لا يريدوا الحرب تتوقف لكي تستمر الادلجة وغسيل مخ الصبيان الذين يراهنوا عليهم لسيطرة التامة في المستقبل،  وهم حالياً يجاروا الناس في المناطق التي يسيطروا عليها ويمنحوا المراكز المؤثرة امتيازات مؤقته ريثما يحكموهم بأولادهم عندما تتم عملية غسيل الدماغ والتعبئه.. 

 

و هذا ما لا يدركه المجتمع الدولي ولم تستطيع الشرعية و كل من يجابه الحركة توضيحه للعالم و نقله بشكل مبسط يسهل استيعابه وفهمه مرفق مع خطاب عقلاني ذكي يظهر الحماسة لسلام والقبول بشراكة سياسية مبنيه على عملية سياسية انتخابية وليس تحاصص او توافق لأن هذا لا يخدم الا القوى الإنتهازية والاصولية وفي مقدمتها حركة الحوثيين. 

 

و غبي من يظن ان الحركة الحوثية تريد انهاء التدخلات لأنها تستمد تأثيرها من التدخلات واستمرارها يجعلها تسوق نفسها كجماعة وطنية تمارس الفساد و الظلم والتجييش وفرض خيارات تحت يافطة مقاومة التدخلات ومحاربتها. 

 

لا بد لليمن من قيادة شابه متحررة من الضغائن وتؤمن بالمواطنة و الهوية و الديمقراطية والعدل الإجتماعي والمساواة والتوزيع العادل للفرص وتحترم القانون الدولي وحق الجوار و الأمن الاقليمي والدولي و لا تحشر اليمن في مواقف لا تعود بالنفع على اليمن وتجلب الضرر مهما كان بل تنطلق في كل مواقفها بما يحقق لليمن الخير ويجعلها دولة محكومة بمؤسسات وطنية تعي ماهي مهامها وواجباتها. 

 

لكن طالما و الوضع كما هو عليه فأن الحرب سوف تستمر و الحركة الحوثية سوف تزيد من منسوب الادلجة والتعبئه وغسيل المخ وهو ما يجعل خيارات السلام بعيدة حتى لو تم تسويق النفط الإيراني و التوصل لإتفاق جديد بشأن البرنامج النووي فأن الحركة الحوثية ستذهب بعيداً بعكس ما يلتزم به الايرانيين في حال تسوية قضاياهم..!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس