تصويب عن صراع الإخوان بين سالم وسرحان
الثلاثاء 22 يونيو 2021 - الساعة 12:36 صباحاً
عبدالستار الشميري
مقالات للكاتب
يلتبس الأمر على المتابعين والمشاهدين في تعز عندما يرى مجموعة من أدوات الإخوان تتعارك مع أخرى، ويظن أن هناك كرتاً يتم إحراقه لصالح آخر. وهذا ليس صحيحاً.
باختصار شديد، تتكون جماعة إخوان تعز من ستة مكونات كلها في النهاية تركع لمكتب المرشد وبطانته المسيطرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، كل هؤلاء المكونات الستة هي أدوات الإخوان، وأحيانا تحدث صراعات بين هذه المكونات، وحدثت في أكثر من محطة منذ العام 85، لكن المهم هنا أن هذا الصراع ليس بين قيادة الجماعة وأحد المكونات، كما قد يظن البعض، ولكن بين بعض المكونات نفسها والتي تحتكم في النهاية للقرار الأخير الذي يصدره ويتبناه مركز الجماعة، وأحيانا يأتي متأخرا عمدا، ومعظم هذه الخلافات بسبب قبلي كما هو بين بني صالح وماتع.. وغيرهم من مخلاف، واحيانا من شرعب واحيانا غير مخلاف ولا شرعب، وليست الخلافات القبلية بين فروع الأسر هي الوحيدة، بل إن هناك خلافات مصالح أخرى ليست ذات طابع قبلي إنما مصالح نفوذ داخل حزب الإصلاح وليس جماعة الإخوان، لأن الفرق كبير، وأحيانا على مصالح داخل المديريات والمؤسسات.
هذه المكونات الستة ليست كلها مسلحة، بعضها فقط كان يملك سلاحا منذ الثمانينات، وبعضها تسلح منذ عام 94، وبعضها حصل على ذلك مؤخرا في هذه الحرب الأخيرة، وبعض هذه المكونات لا يملك سلاحا انما نفوذا وقدرات أخرى ليس مكانها هذا المقال.
حصلت محطات خلاف في العقود الماضية أهمها عام 94
أسفرت عن خروج بعض القيادات من الجماعة، وقبل ذلك حدثت صراعات عام 88 فقدت الجماعة أعضاء من خليتها المؤسسة الأولى وبعض قيادات كبيرة أصبحت الآن في عداء للجماعة.
كما كانت آخر موجات الصراع بين المكونات في أواخر عام 2000 حسمها المرشد ومكتب الإرشاد بتغيير رئيس فرع إصلاح تعز حينها وتحويله إلى صنعاء، كونه كان ممسكاً بأحد مكونات الصراع. باختصار شديد مكتب الإرشاد لا يستغني أبدا عن أي مكون من هذه المكونات فقط يديرها ويستثمرها، ويدير صراعها ويؤدب بعضها ببعض أحيانا حسب مقتضى الظرف وأحيانا يتدخل لإنقاذها أو تقويتها في حالة ضعف، ولمكتب الإرشاد تقديرات في ذلك ليست خفية على من يتتبع سقطات الجماعة وطموحها الاستحواذي.
ليس بين المكونات الستة أي عضو لمكتب الإرشاد فهو يحسم خلافاتها وله منها جميعا مصالح وفقدانه لاي مكون منها يعني في نظر مكتب الإرشاد ضعف الجماعة وفقدان فيلق حربي متكامل الأركان.
يمسك المرشد وخمسة مساعدين له وأحد عشر أعضاء المكتب العام بالجميع وأحيانا يتم تأديب مكون بمكون آخر فترة ثم يصعد مكون آخر مجرد تأديب لكنه لا يستغني ولا بحرق كرتا كما يظن البعض أن هذه الأدوات عمرها ثلاثين عاما وتزيد لم يستغن عنها يوما ولن يتم ذلك كما يتوهم البعض ولكنه يدير صراعها على مصالحها المسروقة أحيانا، ومن هنا يلتبس الأمر على البعض.
باختصار وبالمثال يتضح المقال (اب لديه أبناء أحدهم سارق أراض والثاني سارق بيوت والثالث سارق اسواق والرابع قاتل وتأهل والخامس سارق موارد دولة وجيش وفيه واحد أو اثنين بلاطجة عاديين يحاولون وفيه أحدهم تاجر ومهرب وصراف ومتطور قليلا يدير غسل الأموال) هذا حال تنظيم الإخوان في تعز التي هي معقل الجماعة في اليمن، وهناك اشباه لها ونظائر في بعض المحافظات لكن ليس طبق الأصل، ذلك أن سبعين في المئة من قيادة التنظيم هم من تعز هذا أولا، ثانيا نصف عدد الإخوان أو أكثر هم من تعز أيضا، والجمهورية كاملة هم النصف الآخر وانا أتحدث هنا عن الإخوان وليس الإصلاح فالموضوع يختلف، الإخوان كيان القيادة والمعبد السري لا يتعدى عدده في اليمن خمسين ألفا وربما أقل بكثير، أما الإصلاح فقد يصل عددهم إلى مليون أو أقل بعد الانحسار الشعبي جنوبا وشمالا، أعضاء جماعة الإخوان وليس حزب الإصلاح هم من يديرون الإصلاح وكل مكوناته القبلية والعسكرية وغيرها من شخصيات تجارية. إنهم قيادات العمل الذين اجتازوا مخابر الامان كي يعطوا عهد البيعة الثاني وشرط الولاء الرابع، ويصبحوا بحسب مصطلحات الإخوان "أخ عامل" أو نقيبا متقدما أو عضو إرشاد محليا أو غير ذلك مما هو في قاموس ترتيبات الإخوان.
وفي تعز تحديدا هناك ستة مكونات داخل إخوان تعز منها مسلح ومنها غير مسلح لكنها مكونات نفوذ في النهاية تركع لمجلس ارشاد الجماعة الذي ليس فيه عضو واحد اطلاقا من هذه المكونات بل هو المستثمر لكل هذه المكونات، ومن هنا ينبغي فهم الصراع في تعز بين أبناء صادق سرحان وآخرين
في هذا الفهم والسياق.
هذه عصابة لها مرجعية ونظام خاص ومصالح مشتركة عمرها تقريبا أربعون عاما، وهي الآن تورث بنفس ما صنعه عبده محمد المخلافي مؤسس جماعة الإخوان في اليمن وما طوره ياسين عبدالعزيز المرشد الحالي.
ومن أوكل إليهم إدارة تعز واب والجنوب من مكتب تعز لأهميته وهو الآن يدير بعض شأن مأرب بعد ذهاب اثنين من مكتب تعز للإشراف سريا على كل تفاصيل الشأن في مأرب، وهذا موضوع آخر قد نعود إليه مع شرح تفصيلي لمكونات الإخوان الستة التي بعضها لها سلاح وبعض ليس لها غير أدوات نفوذ أخرى.. وغداً لناظره قريب