جولة حاسمة بين "الرئاسي" والحوثي لإنضاج خارطة السلام السعودية
الخميس 16 نوفمبر 2023 - الساعة 11:45 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
وسط تضارب للتسريبات حول تفاصيلها ، تتنظر خارطة الطريق المطروحة من قبل السعودية حول السلام في اليمن ، جولة حاسمة من المشاورات بين الرياض وكل من مجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي.
وتتطابق التسريبات التي نشرت خلال الساعات الماضية حول تفاصيل الخارطة ، عن أهم مضامين الاتفاق الذي سيتمخض عنه وسيجرى الإعلان عنه والتوقيع عليه من قبل الطرفين ( الرئاسي والحوثيين) ، باتفاق محدد حول الجوانب الأمنية والاقتصادية والإنسانية مع خطوط عامة للقضايا السياسية او ما تعرف بقضايا الحل النهائي.
وهو ما يؤكده التصريح الرسمي الوحيد حول هذه الخارطة ، لعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج البحسني في حوار موسع مع «الشرق الأوسط»، قال فيه بأن أبرز ملامح خريطة الطريق وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين، وفتح المطارات والموانئ ، مؤكداً بانها تحظى بدعم دولي كبير.
البحسني أشار في حديثه للصحيفة السعودية بشكل ضمني عن ابرز العوائق امام الاتفاق حول خارطة الطريق ، حيث قال بأن جماعة الحوثي "تضع طروحات غير معقولة أو مقبولة " فيما يتعلق ببند صرف المرتبات بمناطق سيطرتها ، لكنه استدرك بالقول بأن "الجهود مستمرة للوصول إلى حلول لهذه المسألة".
وما يعزز من ان ملف الرواتب لا يزال يشكل معضلة امام الاتفاق ، هو حجم التضارب في التسريبات حول خارطة الطريق ، بين مصادر تتحدث عن دفعها من عائدات النفط وبين مصادر تتحدث عن التزام السعودية بصرفها لمدة 6 أشهر حتى يتم الاتفاق حولها بين الحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي.
كما يبرز بوضوح وجود خلاف كبير حول الجانب السياسي وقضايا الحل النهائي وبخاصة ما يتعلق بالقضية الجنوبية ، وفق ما نشره الإعلامي الجنوبي صلاح بن لغبر الذي كشف بان المجلس الانتقالي يرفض بشدة أي اتفاق لا يعطي الجنوبيين ضمانات تتعلق بحق الاستقلال واستعادة دولتهم وأرضهم، مع الإشارة الواضحة لذلك في كل مراحل أي عملية سياسية، وهو ما يرفضه الحوثيون جملة وتفصيلا".
وقال بن لغبر في تغريدة له على منصة "أكس" بأن الانتقالي رفض ايضاً طروحات تقترح مقاربة ترحل القضية الجنوبية الى مرحلة لاحقة أو مرحلة الحل النهائي وشكل الدولة، مضيفاً : يرفض المجلس الانتقالي حتى مناقشة هذا الطرح، الذي يتبناه اثنان من أعضاء مجلس القيادة عن الشمال" ، حسب قوله.
وهو ما يؤكد بشكل غير مباشر اللواء فرج البحسني في حديثه للصحيفة السعودية ، حيث قال بأن " مجلس القيادة الرئاسي اتخذ قراراً بأن يدخل عملية السلام بموقف قوي وموحد إزاء العديد من القضايا الجوهرية، ومنها القضية الجنوبية".
وهو ما يعني عدم وجود اتفاق موحد حتى اللحظة داخل مجلس القيادة حول هذه القضايا وعلى رأسها القضية الجنوبية ، وفق ما يقوله البحسني الذي أضاف قائلاً : "نبحث وحدة رأي ومخرجاً لحل القضية الجنوبية، كل ذلك من أجل أن نسير متماسكين، ولئلا يأتي يوم ونختلف، ونتجنب هذا المنزلق".
مصادر سياسية قالت بان الرياض تنتظر حالياً الرد الأخير بالتعديلات النهائية لخارطة الطريق السعودية من قبل مجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي ، وسط تفاؤل بتجاوز الخلافات نتيجة الضغوط المكثفة التي تمارسها السعودية ودول الإقليم والمجتمع الدولي على الطرفين لإنجاز اختراق في ملف اليمن يخفف من التوتر الذي تشهده المنطقة على خلفية الأحداث في غزة.