الملاحة الدولية ومليشيات الحوثي المدعومة "إخوانياً" .. يدٌ تَستهدف ويدٌ تُصفق
الاربعاء 13 ديسمبر 2023 - الساعة 10:58 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
على عكس الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي وقواه السياسية ، برز الاحتفاء الواضح من قبل جماعة الإخوان بالهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
حيث أفسح إعلام جماعة الإخوان المساحة الواسعة خلال الأيام الماضية لاستضافة قيادات بارزة في جماعة الحوثي المصنفة من قبل مجلس القيادة الرئاسي كمنظمة إرهابية ، للحديث حول هجماتها ضد الملاحة الدولية ، تحت ستار استهداف السفن الإسرائيلية.
وبات ظهور قيادات الحوثي على شاشات القنوات التابعة لجماعة الإخوان ، أمراً مألوفاً خلال الأسابيع الماضية ، تحولت معها هذه القنوات الى نافذة دعائية تعيد من خلال هذه القيادات الحوثي اطلاق تهديداتها المستمرة ضد الملاحة الدولية.
ووصل الأمر بقنوات الإخوان الى شرعنة سلطة الحوثي الانقلابية ، كما حصل مساء اليوم مع قناة "المهرية" التي استضافت القيادي الحوثي ضيف الله الشامي وقدمته بصفته وزير الاعلام "بحكومة صنعاء" ، في إشارة الى الحكومة المشكلة من قبل الجماعة الانقلابية والغير المعترف بها دولياً.
ويعكس هذا المصطلح مدى الانتهازية والنفاق الذي مارسته جماعة الإخوان طيلة السنوات الماضية باسم "الوحدة" ومهاجمة دول التحالف الداعم للشرعية وبالأخص الدور الاماراتي وحلفاءه مثل المقاومة الوطنية بالساحل الغربي. والمجلس الانتقالي، واتهامه بتقسيم اليمن ، في حين انها اليوم تظهر بمظهر "انفصالي" بتقديم الحوثي كسلطة شرعية للشمال من خلال وصف حكومته بأنها "حكومة صنعاء".
اعلام الإخوان اظهر احتفاءاً مبطناً بالهجمات الحوثية ضد الملاحة الدولية عبر سرعة تداول البيانات التي تصدرها جماعة الحوثي مع كل عملية استهداف للسفن المارة من البحر الأحمر ، بل ومحاولة التضخيم من تداعياتها على إسرائيل بتقارير صادرة عن وسائل اعلام غير معروفة تزعم ذلك.
ولم يقتصر الأمر عند ذلك ، بل تحول إعلامهم الى أداة "حوثية" لاستهداف القوى السياسية التي أبدت رفضها واستنكارها لهجمات الحوثي ضد الملاحة الدولية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعلن استعداده للمشاركة في الجهود الدولية للتصدي لها.
حيث نسبت قناة "بلقيس" معلومات عن موقع إسرائيلي مغمور يزعم فيها بأن "المجلس الانتقالي أظهر استعدادا مفاجئا للتعاون مع إسرائيل في مجال الملاحة البحرية" ، وأن رئيسه عيدروس الزبيدي أبدى استعداده للعب دور مركزي في تأمين طريق الشحن في البحر الأحمر اذا اعترفت إسرائيل بتقرير المصير لجنوب اليمن.
مزاعم القناة الإخوانية التي تناقلها اعلام الجماعة بشكل واسع ، اثارت غضب قيادات وناشطي الانتقالي على مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا هذه المزاعم بأنها فتوى إخوانية جديدة لاستباحة دماء الجنوبيين كما حصل في صيف عام 94م ، من خلال اتهامهم بالعمالة لإسرائيل.
وفي المجمل يقدم هذا التناول الإعلامي للإخوان للهجمات الحوثية ضد الملاحة الدولية دليلاً إضافياً على التنسيق والتحالف العميق بين جماعتي الإخوان والحوثي والذي يفسر السبب الحقيقي لفشل الخيار العسكري في مواجهة الحوثي بالحرب شمالاً ، واستعادة الدولة ومؤسساتها من الجماعة الانقلابية وهي الحرب التي امتلك الإخوان إدارتها واثمرت هزائم عسكرية مريبة أبقت الشمال تحت قبضة ذراع إيران.