رحل أجمل وانقى ما في اليمن ، مائة عام هو عمره لم يجامل حاكم او سلطة، لم يخلط بين الدين والسياسة او  بين الدين والمنفعة الذاتية ، جعل الدين في أعلى مرتبة وأكبر قيمة وانزه مكان ومكانة.

نزه الدين من عربدة السياسة والسلطة، وتلك هي عظمة هذا الشيخ الجليل فقد كان قامة وقيمة واستقامة، لم يفتي باستباحة دم يمني ، فقد  كان عنوان للأُخوة والتسامح، كان مضادا لكل فيروسات الكراهية والفرقة..

كان كبير بحجم اليمن بل بحجم العالم الإسلامي والذي يعرف قيمة الشيخ العمراني  ، احبه كل اليمنيين شمالاً وجنوبا ،شرقاً وغربا ووسطا  لانه الشيخ العمراني ، ان نطق نطق عطرا، وان ابتسم توهج نورا وتقوى ، فقد فاح عطره في كل ارجاء العالم الاسلامي..

مائة عام من الخير والتقوى والورع ، سوف نتوارث سيرته العطرة الان وغدا وبعد غدا لأجيال متتالية كما توارثنا سيرة الشوكاني وابن الأمير الصنعاني والبيحاني واحمد ابن علوان..

أما عندما يرحل لصوص السياسة وادعياء التدين ينعون زوراً بجملة "قضى عمره في خدمة الوطن"،  وانا اقول أن  لا احد في هذه البلد قضى عمره في خدمة الوطن بصدق واخلاص وتسامح الا الشيخ العمراني وقلة قليلة من اوفيائه.

رحل الشيخ محمد بن اسماعيل العمراني لكنه باقي في ضمير ووجدان كل يمني ومسلم كعنوان للأخوة والنبل والخير والزهد ، نسأل الله له  الرحمة والمغفرة والجنة