اشعلت التهنئة التي وجهها رئيس التجمع اليمني للإصلاح "الفرع المحلي لجماعة الإخوان في اليمن"محمد اليدومي الى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي غضباً واسعاً في صفوف أنصاره ومثلت إحراجاً لهم.

ونشر اليدومي تغريدة على منصة (x) هنأ فيها السيسي فوزه بولاية رئاسية جديدة لمصر، واعتبرها "تحقيقا لتطلعات الشعب المصري الشقيق وحماية لمكتسباته".

وأشار اليدومي في تهنئته الى ان فوز السيسي يأتي "في ظل الظروف الصعبة والتحولات الجارية التي تمر بها أمتنا العربية ودولنا وشعوبنا، حيث تضطلع مصر بدور محوري ومؤثر رئيسي في المنطقة".

هذه التهنئة مثلت احراجاً كبيراً لعناصر الإخوان في اليمن، بالنظر الى العداء الشديد للسيسي من قبل التنظيم الدولي للإخوان منذ 10 سنوات عقب الإطاحة بحكم الاخوان في مصر عام 2013م على يد الرجل.

هذا الاحراج الممزوج بالغضب من تهنئة اليدومي جسدته التغريدة التي نشرته الناشطة الاخوانية البارزة توكل كرمان ، تعليقاً على تهنئة اليدومي ، بهجوم حاد وبألفاظ لاذعة.

حيث قامت كرمان بإعادة نشر تغريدة اليدومي مصحوبة بتعليق مقتضب قالت فيه: "منافق... هذا هو الوصف الذي ينطبق عليه، يضاف إليه .. إفلاس أخلاقي وغباء سياسي مطلق".

تعبير فج وغير مسبوق من قبل كرمان ضد اليدومي يعكس مدى الإحراج الذي تمثله تهنئة الرجل للسيسي ، بشكل يناقض كل العداء والشتائم التي ساقها جماعة الاخوان ومنهم إخوان اليمن طلية العشر سنوات الماضية.

إحراج يصل في حقيقته الى ان يكون "فضيحة" اكثر منه احراج من خطوة سياسية قام بها اليدومي لاعتبارات اللحظة وظروف المرحلة، فالتهنئة ليست الا دليلاً اضافياً على الحقيقة الانتهازية لجماعة الاخوان عبر التاريخ وعدم وجود مبادئ تضبط سلوكها السياسي، يجعل منه نفاقاً لا علافة له بالعمل السياسي.

وما قام به اليدومي لم ولن يكون المرة الأولى في ان تظهر جماعة الإخوان خطاباً يناقض سلوكها على الواقع ، فالأحداث حافلة بالنفاق السياسي لمواقف الجماعة في اليمن وغيرها.

ولعل موقف الإخوان في اليمن  من الدور الاماراتي ، ابرز وأوضح مثال على ذلك ، في حين ظلت الجماعة منذ الأزمة الخليجية في 2017م تناصب العداء لهذا الدور ، كان الحزب يقدم خطاباً ومواقف مختلفة تناقض ذلك.

بل ان اليدومي ذاته غرد منتقداً بحدة "منتقدي" الدور السعودي والاماراتي في اليمن ووصفهم بانهم "مصابين بقصر النظر" ، وصرخ فيهم قائلاً : بان دول التحالف وعلى رأسهم السعودية والامارات "يسكبون على  ثرى ارضنا دماً وليس ماء .. افلا تعقلون".

كتب اليدومي تغريدة يومها في ذروة العداء الإخواني في اليمن لدور التحالف وتحديداً الدور الاماراتي ، ومثلت تغريدة وستمثل انصع مثال على النفاق والانتهازية التي تدمغ سلوك الاخوان عبر التاريخ.