محاولة اعتقال من بوابة السياحة

الخميس 15 يوليو 2021 - الساعة 12:20 صباحاً

 

منذ أول استجواب لي من قبل مجرمي اردوغان وأدواته الاستخباراتية، عرفتُ أن هناك من أوصاهم بجدوى تقديمي خدمة لهم للإيقاع بزملاء المهنة من خارج تركيا.

 

في البداية كانت اساليبهم ناعمة كنعومة الثعابين السامة، وحدث ذلك بفعل رغبتهم الكبيرة أن أكون واحدا من أدواتهم ( ا ل ق ذ ر ة)، وجعلي مصيدة للإيقاع بصحفيين وناشطين وسياسيين، لي علاقات طبيعية معهم كأي صحفي، وهذا ليس جرما.

 

اولئك المحققون الأوغاد طرحوا لي عدة مقترحات لاختيار افضلها لاستدراج مجموعة صحفيين وناشطين يمنيين إلى تركيا لهم خلافات مع تنظيم الإخوان المسلمين وقطر، ولهم مواقف معاكسة، اي مواقف مساندة للتحالف العربي، الذي أصبح فخ يستخدموه ضدنا كيمنيين وجدنا انفسنا وسط حرب، وأصبح حلقة ضعيفة للغاية.

 

المحققون طرحوا خيار السياحة للمستهدفين بغرض قضاء اجازة الصيف في تركيا، حيث يكون دوري على تقديم عرض لهم لزيارة تركيا، وقضاء اجازة الصيف هناك، وهم سيقدمون التسهيلات لهم عبري فيما يتعلق باجراءات الحصول على فيز الدخول.

 

هذا شيء مخيف ، وانا اسمع لتلك الخطة التي شرحوها لي، وكان احساس صعب للغاية الاشتراك بهكذا خطوة قد تتسبب بموت أشخاص تجمعني بهم تربة وطن، وأصبح متورطا بما قد يحدث لهم.

 

هل كانوا سيشعرون بغرابة العرض الذي كنتُ سأقدمه لهم؟ هذا من ضمن جملة اسئلة تزاحمت بذاكرتي، وجعلتني اشعر بخوف شديد، الأمر ليس بتلك السهولة، عواقبه كارثية، وانت تشترك مع نظام بوليسي للإيقاع بأبناء جلدتك، خاصة أن هذا النظام الذي يترأسه المجرم اردوغان، لا يكترث لما يقوم به، مهما كان، وتحت أي ظرف.

 

كانوا يشرحون تلك الخطة بثقة كاملة، وكأنني وافقت على الاشتراك معهم للإقدام على خطوة كهذه، هم لا يعلمون حينها أنه يستحال على الاطلاق ان اكون شريكا معهم في هذا الفخ.

 

لا يغرنكم هذا النظام بشكله المغلف بالديمقراطية الزائفة، باطنه أخطر  مما نتصور بكثير، ولا يعرف ذلك إلا من وجد نفسه دون مقدمات في دهاليز الحكم القمعي للنظام الذي يقوده اردوغان ، ويعمل على ترهيب الناس.

 

مع كل عرض وصلتُ لحقيقة مطلقة أن ثمة اشخاص من أبناء جلدتنا يقفون وراء هذا العمل، وهم من يزودون الاتراك بكل المعلومات عني، وعن الوسائل التي يعتقدون انه ذا جدوى لاستهداف من وضعوهم على رأس القائمة من خلالي.

 

من الغباء والسذاجة ألا يدرك شخصا ما وقف أمام محققين، وهم يتحدثون معه بتلك الطريقة وتلك التفاصيل المألوفة، وهو لا يعرف مصدرها، وطبيعتها، وهذا ما حدث معي.

 

ما زاد تأكيدي على ذلك، أن اشخاصا كانوا على وشك تنفيذ مهمة مماثلة، بحق أشخاص خارج تركيا ،وجرى بينهم اتصالات، وطرحوا تلك العروض لزيارة تركيا في فصل الصيف، واكتشفتُ ذلك عن طريق الصدفة بعد خروجي من السجن، وفشلت المهمة، بعدما حذرتهم من الفخ، وانا هنا اتحفظ على كشف هوياتهم، بحسب طلبهم، وفي حقيقة الأمر لست مخولا للقيام بذلك لأسباب كثيرة.

 

هذا مشهد من مشاهد النظام التركي، واعوانه الذين اصبحوا ينصبون أنفسهم للدفاع عنه، وهم يدركون تماما وحشية هذا النظام، ويعرفون ايضا ان يوما ما سيتخلى عنهم، ويرميهم إلى أقرب مزبلة.

 

كانت أقرب طريقة لمحاولة الانتقام مني وتشويه سمعتي، هو أنهم راحوا بتنسيق مشترك يبحثون عن علاقاتي مع أصدقاء وزملاء منذ خمس سنوات، وما حدث بيننا سواء اتصالات على المستوى الشخصي، او على المستوى المهني، بالأخير خرجوا بتهمة سخيفة وساذجة، وهي التخابر واستلام اموال من دول خارجية.

 

هذه بوليسية النظام الاردوغاني واعوانه من العرب بالدرجة الاولى ، وبكل تأكيد نحن اليمنيين جزءا من هذا التحالف الارعن من نظام الخليفة الآيل للسقوط لا محالة.

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس