ثورة يوليو.....رجال حول عبد الناصر
الخميس 22 يوليو 2021 - الساعة 08:23 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
ثورة يوليو ثورة لا تموت هي ثورة تتجدد في ضمير كل عربي حر حالم بالحرية والعدالة والوحدة كما يتجدد قائدها في ضمير ووجدان شعب عربي ممتد من المحيط الى الخليج، ففي كل منعطف وفي كل لحظة تاريخية فارقة يكون عبد الناصر حاضرا ، فقد كان ربيع العرب شاهدا على قيمة ومكانة عبد الناصر في الضمير العربي ، لقد كانت صوره تملأ الساحات في ربيع العرب، في تونس والسودان واليمن وسوريا وليبيا ومصر .
لن ادخل في تفاصيل ثورة يوليو وقائدها فالتاريخ قد قال كلمته الفصل، والواقع الذي نعيشه اليوم يقول كم كان عبد الناصر عبقريا وهو يحدد اهدافه في دوائره الثلاث ( العربية - الافريقية - الاسلامية ) ، لكن ما يهمني نقله هنا هو نقاء ونزاهة رجال كانوا حول عبد الناصر ، لن اتحدث عن بطولاتهم وانجازاتهم ولكن سوف اتحدث عن نزاهتهم المالية وهي كافية وكاشفة وشارحة .
في مايو من العام 1971م انقلب السادات على ثوابت ثورة يوليو وكان لابد له من التخلص من رجال هذه الثورة فيما عرف بقضية مراكز القوى ، فكان السجن ثم محاولة الصاق تهم الفساد والتربح من المنصب نصيب اكثر من مائة شخصية عملت مع جمال عبد الناصر، واليكم اهم اربع شخصيات كانت اكثر قربا من عبد الناصر وتحتل المراكز الاولى والاهم في الدولة.
1- في 24/5/1971 م قامت النيابة بتفتيش منزل الفريق محمد فوزي وزير الحربية وهو الباني الحقيقي للجيش الذي قاد حرب الاستنزاف و صنع نصر اكتوبر العظيم، وكل الذي وجدوه في منزله حساب بنكي بمبلغ 139 جينه واخر 74 جينه في البنك الاهلي المصري ، اما المفاجأة هو ما ادخره الفريق فوزي لابنائه وهو ثلاث شهادات استثمار قيمة الواحدة 500 جينه باسم ابنته سلوى وماجده وابنه اشرف ، اما ما يملكه الفريق من العملة الاجنبية فكان 140 دولار .
2- وزير الداخلية شعرواي جمعة لم يجدوا في منزله سوى شهادات استثمار بمبلغ 5000 الف جينة لتعليم ابنته .
3 - وزير شؤون رئاسة الجمهورية سامي شرف، اثناء تفتيش المنزل من قبل النيابة وجدوا كشف لحساب بنكي في البنك الاهلي المصري بمبلغ 344 جينه ، اضافة الى اشعار اخر يقول ان سامي شرف اقترض من البنك مبلغ 360 جينه تضاعف بسبب الفوائد عليه الى 723 جينه ، ومن التهم التي وجهت لسامي شرف ان لديه اربع عمارات في سويسرا ، وعند التحقيق معه اجاب بنعم لديّ اربع عمارات لكن في مصر واسمائها ( ليلى،وهالة ، وهشام ،ومحمد ) هم اولاده .
4 - ضياء الدين داؤود وزير الشؤون الاجتماعية كانت المفاجأة اثناء تفتيش النيابة منزله لم تجد شيء وكل ما لدية عبارة (7) قلل لشرب الماء.
ما سبق هو ملمح بسيط لرجال كانوا حول جمال عبد الناصر، وعند المقارنة بما حدث لاحقا سنجد ان ابناء الرؤوساء اليوم يُخلقون من بطون امهاتهم وفي حساباتهم البنكية المليارات وقد وصلت التفاهة والوقاحة والقبح في زعماء التوريث الى توريث الشعوب لابنائهم.
اختم بهذه الشهادة :
في عام ٢٠١٣ وفي برنامج شاهد على العصر قال القيادي الاخواني فريد عبد الخالق المؤسس مع حسن البنا لتنظيم الاخوان المسلمين والذي سجن في عهد عبد الناصر أنه بكى وهو في السجن عندما علم بخبر وفاة عبد الناصر وأضاف عبد الخالق انه يشهد ان لعبد الناصر فضائل لا تنسى وانه يذكر له انه وهو حاكما لمصر لم يسرق ولم تمتد يده للمال العام وان عبد الناصر كان على خلق فلم يعرف عنه انه كان يستبيح الفاحشة واضاف ان السيدة تحية زوجة عبدالناصر كانت سيدة صالحة تخاف الله وانها كانت تتحلى بالتقوى واختارت الاحتجاب عن الحياة العامة.