هل هو انقلاب؟
الاربعاء 28 يوليو 2021 - الساعة 06:10 مساءً
سامي غالب
مقالات للكاتب
تاريخ النظم النيابية ليس إلأ تاريخ كفاح الشعوب لفرض إرادتها على تلك المؤسسة التي انتخبوا أعضاءها_ بذهب فقهاء القانون_ والإرادة العامة لا يمكن أن يحتكرها مجلس تشريعي منتخب لعدة سنوات، وإلا انتفت الحاجة إلى الانتخابات الدورية والانتخابات المبكرة _ السابقة لأوانها على ما يقول أشقاؤنا التوانسة.
السجال في تونس، راهنا، ليس حول كفاءة مجلس النواب (الذي يتحصن داخله الفاسدون) وإنما في استيفاء "الضرورة"_ الخطر الداهم_ الذي يخول لرئيس الدولة تفعيل المادة ٨٠ في الدستور، ثم في غموض برنامج الرئيس في ما يخص الفترة المقبلة.
يمكن تصنيف قيس سعيد في فئة القادة المثاليين _ مقابل واقعي_ وإلا هل كان ليقدم على هذه "المقامرة"؟ وهو، كرجل قانون جاء إلى السلطة من خارج المؤسسات السياسية، يلوح برما من الاعيب السياسيين ومناورات الأحزاب، آية ذلك أن رهانه الأول_ بعد قراراته الحاسمة_ وقع على المجتمع المدني الذي حرص على دعوة أقطابه ليقدم إليهم "تقرير موقف"، ثم على "شارع" يبحث عن منقذ بعد أن فقد خلال 10 سنوات كل رهان على النخبة السياسية (وفي الصدارة حركة النهضة).
هل هو انقلاب؟
لا!
هل يمكن ان تتدحرج تونس نحو انقلاب؟
ممكن إذا قرر أطراف الأزمة الصعود إلى "الحلبة" لخوض مباراة صفرية كما حدث في بلدان "ربيعية" أخرى.
هذا ما لا اتمناه لتونس الرائدة، بالثورة وبمجتمعها المدني وبدمقراطيتها.