جميل نعمان.. جثة شاهدة على معتقلات إرهاب الحوثي
الاثنين 15 يناير 2024 - الساعة 11:07 مساءً
المصدر : الرصيف برس - تعز
يوم حزين، جميل نعمان يحيى عبدالله عرجال (18 عاما) من محافظة الحديدة، لفظ أنفاسه صباح اليوم في مستشفى الثورة في محافظة تعز بعد 7 أشهر من تعذيبه في سجن سري للحوثيين.
كنا قد أخذنا إفادته قبل وفاته بيوم واحدة، أخبرنا أنه كان يعمل في جمع العلب البلاستيكية في مدينة الحوبان وفي إحدى الأيام ظل يمشي ويجمع العلب حتى اخترق الخطوط الأمامية دون أن يعرف فوصل إلى مدرسة عمار بن ياسر في وادي صالة شرق تعز فتنبه له الحوثيون وقاموا باعتقاله ولفقوا له تهمه زرع عبوات ناسفة.
من يوم اعتقاله ظل جميل مخفي قسرا وأسرته لا تعلم عنه شئ، وذلك لقرابة 7 أشهر في سجن سري بالقرب من مقار يتخذه الحوثيون مركزا لمحافظة تعز، وهناك تم تعذيبه بشكل وحشي منها صعقا بالكهرباء وضربه بكيبل حديدي وتم إعدامه وهميا عشرات المرات بضرب الرصاص بجانبه وشنقه.
تعرض جميل نعمان لجروح في يده وقدمه إثر التعذيب الوحشي حتى تعفنت هذه الجروح وأصيب ببكتيريا Nicrotizing fashitis أو ما تسمى أكلة اللحوم.
بعد تدهور صحته في المعتقل قام الحوثيون بنقله بطقم عسكري من السجن السري في الحوبان إلى قرب خطوط النار في منطقة حذران بالربيعي غربي تعز وهناك تم رميه ليشق سيره بصعوبة باتجاه المناطق المحررة بتعز قبل أن يغمى عليه ويسقط أرضا.
بعد قرابة يوم عثر عليه أفراد في اللواء 145 في محور تعز (شرعية) مغمى عليه وتم نقله على الفور إلى مستشفى الثورة الحكومي وهناك أدخله الأطباء للعناية المركزة على أن يخضع اليوم الاثنين لعمليات جراحية لتعقيم وتطهير الجراح وإزالة السموم والأنسجة التالفة من يده وقدمه.
أخبرني الطبيب أن قدمه ويده كانت سيئة للغاية بسبب تعفن جراحه وكان من الضروري أن يخضع لعملية جراحية لكنه بعد ادخله للعمليات لفظ أنفاسه وصعدت روحه للسماء لتبقى شاهدة على توحش الإرهاب الحوثي.
أدرك لن يهتم أحد بقصة جميل، فالعالم مشغول بغزوات الحوثي في البحر الأحمر وهجماته ضد السفن في الممر الملاحي، أما الضحايا أمثال جميل وهم بالآلاف لن يشكلوا سواء أرقام في عداد الموتى.
ملاحظة: جثة جميل تنام الأن في ثلاجة مستشفى الثورة لأنه لم يتم الوصول إلى أسرته و التي تسكن محافظة الحديدة ولا تعرف عن مصير ذويها شئ.
قال جميل عندما وثقنا إفادته وهي موجوده لدينا بالصوت والصورة "الله لا سامح الحوثة، عذبونا، ضربونا، اختطفونا،لعنة الله عليهم".. وهذه الكلمات لازالت ترن في أذني وأتمنى من الكل تداول هذا المنشور للوصول إلى أسرته.