الشرعية والأحزاب في ماراثون الفساد!
الجمعه 30 يوليو 2021 - الساعة 09:17 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
تمر المحافظات التي نطلق عليها زرورا بالمحافظات المحررة, تمر بظروف اقتصادية وامنية واجتماعية غاية في الخطورة, ولا يوجد مايشير الى ان هناك مايمكن الركون عليه في تجاوز هذه الاوضاع , التي لاأرى فيها سوى واحدة من مقدمات النتائج المرسومة والمرجوة من جل مايحدث في البلد منذ اكثر من ست سنوات , والتي ستذهب في النهاية كما اشير دائما الى " كروش " القوى الدولية ومصالحها.
تظل التساؤلات قائمة وكبيرة ويوم عن يوم تزداد اتساع , تلك المرتبطة بتواجد الرئاسة والحكومة وذلك الكم من المسؤلين خارج البلد طوال هذه السنوات, على الرغم من توفر مساحة جغرافية " محررة " تتجاوز 400 الف كم2 من اجمالي مساحة البلاد البالغة 550 كم2 .
تضم الشرغية في اوساطها عدد كبير من وجوه النظام السابق, المختبرين بصور وانواع واوجه الفساد ومزودين بفائض من الاستعداد لممارسة ماهو اسواء واقبح مما نعرفه عنهم, وبالتالي لانرى جديدا فيما يظهرون عليه من عدم الاحساس بالمسؤلية الرسمية والاخلاقية تجاه شعب لم يمر خلال تاريخه بمثل مايمر به الان, من خطورة للاوضاع العامة وعلى جميع اصعدة حياته.
لكن الغريب في الامر واللافت للنظر يتمثل في موقف احزاب اليسار ونقصد بها الاشتراكي والناصري بالدرجة الاولى, وموقفها السلبي والغائب تجاه كل مايجري في البلد ويطال الناس من ظروف غاية في الصعوبة والقلق من مآلاتها الكارثية.
تدهور اقتصادي مخيف وانفلات امني غير مسبوق وفساد مهول واوضاع عامة تنذر بماهو خارج تصوراتنا واحتمالاتنا , وقيادتا الحزبين الاشتراكي والناصري ولا حس لهما ولا خبر ولا كأن الموضوع يخصهما ويدخل في اطار مبررات وجودهما الوطني.
هذا السكوت ولا شك, لايضع قيادة الحزبان امام تساؤلات متعددة قدر تأكيده على ضلوعها في مسيرة الفساد وتحولها الى جزء من تجار الحرب الدائرة في البلاد, والتعاطي معها كفرصة لاتتكرر خاصة في ظل حضور واشراف دول المال الخليجي.
يمكن مشاهدة هذا الفساد في اوداجهم المنتفخة وكروشهم المتدلية وبشرة وجوههم الصافية ونعيم حياتهم في القاهرة وغيرها من العواصم العربية وما يمتلكون فيها من العقارات المتنوعة.
لانريد الخوص في تفاصيل المواقف السلبية لهذه القيادات فهي واضحة للعيان , فقط نسأل :
ماهي مبررات وجودها طالما كانت هذه القيادات اول الهاربين الئ خارج البلد, بدلا عن تقدمهم للصفوف هنا في الداخل ترجمة والتزاما بالبرامج السياسية لاحزابها والمهام الموكلة لمواقعهم القيادية !?..... مارأي قواعد الاشتراكي والناصري بهذا الموضوع, بعيدا عن مفاهيمنا التقليدية في التعاطي مع الاخطاء وتجاوز السلبيات وبما نظنه تأكيد للانتماء .
كونوا على ثقة بأن السكوت عن الاخطاء لايؤكد انتماء, ولا التجاوز عن السلبيات يعكس حرص , قدر مايؤدي ذلك الى تجذير لراهن الاوضاع وغياب للاحزاب واهدار لنضالاتنا وخيانة لدماء شهداء الحركة الوطنية .