بطرد اسرة البروفسور يوسف اكتملت اركان دولة الولاية!
الجمعه 06 أغسطس 2021 - الساعة 05:44 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
في خطوة لانجد لها اي مبرر قانوني ولا تستند لأي منطق , اقدمت جامعة صنعاء على توجيه رسالة لاسرة البروفسور وعالم الاثار الراحل يوسف محمد عبد اللة , تضمت اشعارها بضرورة إخلاء الشقة الممنوحة لهم بموجب اللوائح المنظمة للسكن الجامعي , وذلك خلال 15 يوم مالم ستقوم ادارة الجامعة بإتخاذ الاجراءت اللازمة, بحسب ماجاء في رسالة التحذير الممهورة بتوقيع نائب رئيسها للشئون الاكاديمية الدكتور ابراهيم احمد المطاع... مع العلم ان من يسكن في الشقة بعد وفاته نجله الدكتور قيس المدرس في كلية العلوم بذات الجامعة.
البروفسور يوسف محمد عبد الله شخصية معروفة كأكاديمي وعالم آثار تمتد شهرته الى خارج البلد , وله بصماته العلمية والتاريخة في كل مايتعلق بالاثار اليمنية والتاريخية ... وبكل ماعناه المذكور وعرف به على هذا الصعيد , فلا اظنه بحاجة لاستعراض مسيرة حياته العلمية والاكاديمية.
بحسب ماجاء في الرسالة فإن وجودهم في الشقة يمثل مخالفة لقانون رئاسة الوزراء المعدل للعام 2021... وقد كان من اللازم ان تتطرق رسالة الانذار الى ماهية هذه المخالفة التي اقتضت اشعارهم بإخلاء الشقة خلال الفترة المشار لها أنفا.
وكما اوردت فإن رسالة التنبية بضرورة إخلاء الشقة اشارت الى ان بقاءهم فيها يعد مخالفة لقانون رئاسة الوزاراء لسنة 2021 ... وبالنظر لتاريخ الاصدار وربطة بالسياسة العامة لسلطة صنعاء وما عودتنا عليه من اتخاذ لإجراءت لاعلاقة لها بالقانون , قدر علاقتها بسياسات الاحلال والتأسيس لواقع جديد بصبغته السلالية والمذهبية , فإن خطوتهم هذه لاأظنها تخرج عن هذا السياق الممنهج , والذي يقود البلاد نحو شرف هاوية يعلم الله وحده مآلاتها ونتائجها الكارثية على الشعب اليمني ومستقبل اجياله.
من هذا المنطلق , اظن بأن المخالفات المتعارضة مع قانون رئاسة الوزراء بحسب ماجاء في الرسالة, تنحصر في كون الدكتور يوسف لاينتمي لأي من اسر " جعانن الدين " وهو المعيار الاساسي للتعاطي مع الشأن العام , بما فيها الفصل في القضايا والتوظيف والتعيبن في مواقع المسؤلية .
لقد قامت سلطة صنعاء بإنجاز كل ماعليها من مسؤليات, من توفير للمستحقات وتثبيت للامن والقضاء على الفساد ومظاهره , وتوفير الخدمات والضمانات الصحية والاجتماعية وتحسين معيشة الناس وتثبيت القانون والقضاء العادل, ولم يتبقى سوى تصحيح الوضع القانوني لشقة عالم الاثار الراحل يوسف محمد عبد اللة وطرد اسرته, بدلا عن ابراز دوره واحترام مسيرته العلمية والاكاديمة كمدرس في جامعة صنعاء لعشرات السنين.