نقل للهجمات إلى خليج عدن.. هل أغلقت بوارج الغرب البحر الأحمر بوجه ذراع إيران؟
الثلاثاء 30 يناير 2024 - الساعة 07:16 مساءً
المصدر : الرصيف برس - نيوزيمن
تُثير الهجمات الأخيرة لجماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، ضد الملاحة الدولية، التساؤلات حول سبب تركزها في خليج عدن وغياب الهجمات في البحر الأحمر منذ ما يزيد عن الأسبوعين.
وسجل آخر هجوم شنته مليشيا الحوثي ضد سفينة بالبحر الأحمر في الـ16 من الشهر الجاري، باستهداف سفينة تدعى Zografia وهي ناقلة بضائع تحمل العلم المالطي، بصاروخ بالستي مضاد للسفن، زعمت المليشيات بأنها كانت متجهة نحو إسرائيل.
وفي حين غابت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر من ذلك التاريخ، تحولت هذه الهجمات إلى خليج عدن، حيث تبنت الجماعة الحوثية 6 هجمات في هذه المنطقة ضد سفن تجارية وسفن عسكرية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
آخر هذه الهجمات، كان إعلان المليشيا الحوثي، الاثنين، "استهداف سفينة تابعة للبحرية الأمريكية " lewis B puller" بصاروخ بحري مناسب أثناء إبحارها في خليج عدن"، بحسب بيان نشره ناطق المليشيات المدعو يحيى سريع.
وسبق ذلك الهجوم البارز الذي شنته المليشيات يوم الجمعة الماضية واستهدفت فيه الناقلة البريطانية Marlin Luanda في خليج عدن بعدد من الصواريخ أصاب أحدها جسم السفينة ما أدى لاشتعال النيران فيها، في هجوم وصف بالأخطر منذ بدء المليشيات لهجماتها ضد الملاحة الدولية في نوفمبر الماضي.
وإلى جانب خطورة الاستهداف، إلا أن الحادثة أثارت التساؤلات حول استهداف المليشيات الحوثية للسفينة في خليج عدن بعد مرورها من البحر الأحمر وباب المندب بحسب خط سيرها وفق ما اظهرته مواقع الملاحة الدولية.
نقل مليشيات الحوثي لهجماتها إلى خليج عدن أثار التساؤلات والشكوك بأن ذلك جاء نتيجة صعوبة مواصلة هجماتها في البحر الأحمر الذي بات مزدحماً بالقطع العسكرية البحرية التابعة لأمريكا وبريطانيا وعدد من الدول الغربية.
ووفق خبراء فإن تزايد أعداد هذه القطع البحرية والتي تمتلك منظومات دفاع جوي متطورة يزيد من مساحة تأمين خطوط الملاحة الدولية من صواريخ ومُسيرات الحوثي في مساحة ضيقة نسبية كالبحر الأحمر، مقارنة بخليج عدن.
في حين يُرجع بعض الخبراء والمحللين العسكريين سبب غياب هجمات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، إلى انسحاب السفينة الاستخبارية الإيرانية "بهشاد" من البحر الأحمر قبل ساعات من شن أمريكا وبريطانيا للضربات ضد مواقع الحوثي في اليمن في الـ12 من الشهر الجاري.
وأشاروا إلى أن السفينة التي ظلت في البحر الأحمر لثلاث سنوات، منذ وصولها عام 2021م بديلاً عن السفينة "سافيز"، كانت تعمل على تقديم خدمات لوجستية لهجمات مليشيات الحوثي ومنها تحديد مواقع السفن بدقة لاستهدافها بالصواريخ أو الطائرات المُسيرة.
وما يعزز ذلك هو فشل الهجمات التي حاولت شنها المليشيات في البحر الأحمر عقب انسحاب السفينة الإيرانية، على عكس الأمر مع هجماتها في خليج عدن، بعد استقرار السفينة الإيرانية هناك في المياه الدولية.
ويظهر ذلك من الإصابة التي لحقت بالناقلة البريطانية Marlin Luanda واشتعال النيران بها، وسبق ذلك تضرر السفينة التجارية الأمريكية GENCO Picardy عقب استهدافها بطائرة مُسيرة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية في خليج عدن في الـ17 من الشهر الجاري.
في حين يرى مراقبون ومحللون سياسيون في تركيز مليشيا الحوثي لهجماتها في خليج عدن بدلاً من البحر الأحمر، محاولة من قبل ذراع إيران لتوسيع دائرة الصراع وإلحاق الضرر بالموانئ المحررة.