نكاح الجهاد !!
الجمعه 27 أغسطس 2021 - الساعة 07:11 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
ماجرى في افغانستان , اعاد الى ذهني مرحلة الحرب السوفيتية الأفغانية , وذلك النشاط الذي بذلته الجماعة الدينية في اليمن , من حشد للشباب وارسالهم للجهاد في افغانستان.
استعيد الان تلك الخطب الدينية في الجوامع وخاصة أيام الجمع، وفرش الشيلان ودعوة الناس للتبرع ... نشاط محموم طغى على جميع مظاهر حياتنا اليومية, لدرجة كنت تحس معها وكأن افغانستان محافظة يمنية, او ان مستقبل الاسلام وزوالة يبداء وينتهي هناك.
تمكنت الجماعات الدينية من حشد آلاف الشباب اليمني وارسالهم الى هناك بالتنسيق مع اجهزة الاستخبارات الامريكية, التي كانت ترى في هذه الحرب واحدة من اهم المواجهات مع النظام السوفيتي.
تتسم المراءة الأفغانية بالجمال اللافت , يمكن التأكد من ذلك من خلال اللقطات التي ترافق الاخبار او البرامج التلفزيونية من كابول واماكنها العامة .. اما انا ومن درس في الاتحاد السوفيتي فقد شاهدنا جمالهن على ارض الواقع من خلال الطالبات الافغانيات المبتعثات للدراسة هناك.
هذا الجمال عزز ثقافة " السرة ومنزل " لدى قيادات الجماعات الدينية التي اهتمت بالفتاوى المتعلقة بهذا الشأن في استغلال واضح وفاضح لجمال الفتاة الأفغانية.
كان لكل " مجاهد " اربع نساء ، ويمكن له ان يطلق واحدة منهن ويتزوج بأخرى , على ان يحتفظ في النهاية بأربع نساء إستكمالا للدين وعملا بتعاليمه - فيما يتعلق بالمكالف فقط اما الجوانب الاخرى فسهل امرها !
هذا الموضوع شجع كثير من الشباب اليمني للسفر الى افغانستان عبر الجماعات الدينية التي كانت تقوم بحشد وتنظيم وسفر هؤلاء الشباب.
اذا فإن مااطلق عليه بالجهاد في افغانستان في تلك الفترة لم يكن سوى جهاد من اجل " المكالف الملاح " لااكثر .. وقد عرفنا ان كثير من شباب اليمن المغرر بهم ومن وجدوا ظالتهم هناك, قد استقروا في افغانستان برغم انتهاء الحرب والى اليوم.
تكررت هذه التجربة في حشد الجماعات الدينية للشباب اليمني للقتال في البوسنة والهرسك ومن ثم الشيشان , وجميعنا يعرف منسوب جمال المراءة في هدين البلدين , وبما شكل دافعا ل " الجهاد " هناك.
بالمقابل شاهدنا على شاشات التلفزيونات ونشرات الاخبار ماكان يطال مسلموا بورما من الجرائم وبشاعة صور القتل , بما في ذلك الاطفال اللذين كانوا ينتهوا بالدوس على رقابهم وصدورهم حتى الموت وبما قاد الى تهجير ماتبقى منهم الى دول الجوار , لكننا وامام بشاعة هذه الجرائم لم نسمع عن اي حشد للجماعات الدينية للقتال في بورما .. تعرفوا ليش ؟ ببساطة لان المكالف هناك مش ملاح ..هذا كل مافي الأمر .