الرئيس اللغم ..

السبت 15 يوليو 2017 - الساعة 02:55 صباحاً

 

 

رئيس تحت الإقامة الجبرية بلا طاقم، بلا حكومة، بلا جيش، بلا أصدقاء..
شيطنوه وساهم في هزيمة نفسه بسوء اختياراته لرجاله..
فضل التحالف مع الماضي، مع ان من جاء به هو خيار المستقبل..
يعمل وسط حقل من الالغام وخصوم متيقضين.. يباغتهم مرة ويوجعهم.. وفي المرة التالية يحاصرونه؛ فيفلت من الحصار، وفي حالة انهاك يعيد خلط الاوراق ويرفس الجميع للاعلى..

يعود كل مرة من فم الغياب، فيعيدونه من جديد لمرقده، يتخلص من حراسه ومحاصرية فلا يجد يدا تمتد إليه، وحين يلتفت يُطعن في ظهره من جديد ..

يريدونه في حالة موت سريري، يريدون منه خَتمَه وإسمه، يريدونه ميتا، متكئا على عصاه..

تلك خيانة اخرى جديدة تتعلق باختيار الأصدقاء والحلفاء، ولسان حاله هو من يركب البحر لا يخشى من البلل..

أراده المخلوع محللا وطوق عبور عمرها عامين بالكمال والتمام، فكان سمً وعلقماً وبوابة لطلاق بائن مع السلطة، وهو مالم يستوعبه صالح وجعله يشن عليه حربا ضروسا ويهدم المعبد على رؤوس جميع سكانه، حاول التخلص منه عدة مرات غير أن الموت لا يحبه أيضا..

هربا من عفاش لجأ لكل القوى التي ايضا تعاملت معه كجدار قصير يريد الجميع ان يركبه..

حاول أن يتحالف مع الجميع، فلم يكسب حتى حراساته؛ لانه لا يثق في احد.. فبقاءه قريبا من قصر عفاش لما يقارب ربع قرن جعله يشك في الجميع، وكان محقا في جزء كبير من شكوكه ومخاوفه، فحتى نديمه وجليسه وكاتم اسراره وسكرتيره الصحفي كان مخبرا لدى عفاش وغيره كثيرون ممن كانوا حوله وجميعهم من مخلوقات عفاش وحاشيته..

لجأ للشقيقة الكبرى لمساعدته في استعادة الدولة التي تسربت من بين أصابعه وإنهاء الانقلاب، فعملت كل شيء إلا إنهاء الانقلاب، وبدلا من تسليمه البلاد ، تم نقل عهده البلاد من المملكة، لدولة الامارات التي لم يرق لها ولم يوافق على منحها تفويضا مفتوحا، وتعاملت معه بعقلية البدوي الذي لا يرى العالم ابعد من ذيل ناقته، والبداية كانت عندما منعته حتى من العودة لبلاده، وجعلت ضابطا صغيرا يمنع طائرته من الهبوط في عاصمة البلاد المؤقتة، وتلك قصة أخرى في رواية معاناته..


وحتى الرجال الذين عينهم في مناصب قيادية في المحافظات الجنوبية تمردوا عليه ويمموا جميعا وجوههم شطر ابو ظبي وإعلنوا ولاءهم لما وراء الخليج وبحر العرب ..

تلك قصة يطول شرحها، غير أن صاحبها قضية ما تحملها ملف..
الجميع يحتاجونه كما يريدونه هم، ولم يسأله احد يوما ما عن ما يريده هو..

بقاءه مهم للتحالف والشرعية والأمم المتحدة، وغيابه مطلب لكل اعداءه، غير انه يوحدهم جميعا أكثر مما يقرفهم .
بقاءه حيا اشبه بالمعجزة وهو المصاب باعتلالات في القلب، وروحه مصابة بالخذلان، ورجاله جميعا يرتدون وجه بروتوس ولا يدري اي منهم سيوجه إليه طعنته المقبلة ..

يريد التخلص من تركة ثقيلة لا يمكن إزاحتها بسهولة ولا يمكن استعادة ضبط المصنع؛ لأن كل قطعة مختلفة في بلاد المنشأ ولكل جماعة قبلتها التي تيمم وجهها نحوها ...
هو مخلص لفكرة يمن اتحادي ينهي سيطرة القوى التقليدية المهيمنة والتي أعلنت منذ وقت مبكر الحرب عليه في الشمال وفي الجنوب ..

يعرف انه مهم، لكن لا يدري لأي حد يمكنه الاستمرار في لعب دور الممتنع والرافض للتسويات القاتلة!! سيستمر في الرفض، وتستمر الأطراف الإقليمية والدولية بمحاولة اقصاءه من المشهد، لإدخال لاعب أكثر مرونة، وقابل للسحب والطرق والتشكيل.. وتلك لعبة دخلت في حيز التنفيذ، وتم رسم أطراف اللعبة الجديدة بأدوات قديمة، وان حاولت ارتداء الحداثة او ارتدت العقال او عمامة المرشد.

احمد الزرقه

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس