تأجيل حكم الأعدام بقتلة الأغبري أحد شروط نجاتهم
الاحد 05 سبتمبر 2021 - الساعة 12:22 صباحاً
وليد البكس
مقالات للكاتب
ست ساعات مضت تحت التعذيب، عشرات المرات اعدت مشاهدة الفيديوهات وكل مرة اشعر بحبل يشتد ويضيق أكثر حول رقبتي ويخنقني
هل ما زلتم تتذكرون حفلة "العشاء الأخير" لجلسة تعذيب عبدالله الأغبري؟
فريق بشري يتفنن في قتل شاب اعزل خلية خلية ويطفئ نبض قلبه بهدوء واريحية..
كيف عاش عبد الله لحظاته الأخير يحدق في الموت وجها لوجه في غرفة الإعدام المجهزة بكاميرات وأسلاك كهربائية تعرض بها جسده للجلد ..
ساعات بقيت واجم أفكر واتنقل في شاشة تلفوني وكلما اطفأته اعدت أضاءته مجددا على نفس الموضوع هنا او هناك ومعظم ما يخطر في بالي الدمار الذي لحق بالقيم الأخلاقية لدى اليمني والخراب الذي ضرب مركز الاستشعار الإنساني داخل كل عنصر من فريق"عصابة السباعي" الاجرامية الذين توزعوا بين عدة محافظات ليتوزعوا الجريمة بالتساوي كأن حسهم الاجرامي مصدره واحد الجريمة ولا شيء سواها..
أتذكر أنني كنت قد استدعيت بعض الجرائم حدثت-حسب تداولها-لكن لم اتوصل الي جريمة مباشرة كهذه لأستقر على خيط العنف الذي طرأ على جماعات واشخاص في المجتمع خلال السنوات الأخيرة وعلى وجه التحديد منذ انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة وتدمير مؤسساتها وتسخيرها لصالح الجماعة بما فيها ما تبقى من أجهزة أمنية كما لم تكن عبارات مثل العدوى الإجرامية ومذاق الدم قد استقرت بعد في قاموس اليمني اليومي..
في رحلة التفتيش في تفاصيل قضية الاغبري-وقتذاك-استمعت الي شقيقة وهيب عبد الله قائد يتحدث بنبرة صوت مذهولة وضجرة عن جريمة المغدور شقيقه "اخي بريء "قال ومثل غيري لم أتصور للحظة ان عبد الله الضحية الأولى للقتلة الستة ..
عجزت عن تخيل أن تكون حالة وفاة واحدة نذيرا لسلسلة جرائم وهل سنشاهدها لاحقا الا عندما انظر في موقع الإعدام المجهز واسترخاء القتلة ما يدل على انهم متمرسون على الدم ..
كيف تستطيع ان تتناول وجبة العشاء مثلا باليد التي تعذب وتسلخ وتقتل شاب بريء اعزل وتواصل حياتك بشكل طبيعي شيئا ما لوث غريزة الإنسانية داخلك ..
من المستحيل أن يدوم الإنكار طويلا ان المتسبب بهذه الجرائم هي جماعة الحوثي التي شوهة المجتمع من اندفاعها للسلطة ليذهب البعض-حينذاك-الي امتداح الأجهزة الأمنية الخاضعة لسلطتها..
وكيف يطالب البعض العدالة من قاتل هذه لم افهمها حتى اللحظة؟
كنت افكر ان جماعة صنعاء قد تنفذ الحكم الذي سيأتي تحت ضغط الشارع والصدمة التي احدثتها تسريبات الفيديوهات لدى الناس وستحرز الجماعة علامات في مسيرتها الاجرامية بينما تاريخها-خلال سنوات قليلة-ملطخ بأفظع الجرائم وابشعها..
كانت تلك مجرد امنية ساذجة قليلة الحيلة لأنها ما لبثت ان صارت خدعة اتضح ان قيادات من المليشيات الحوثية ومعها توليفة-محاميين ومهرطقين- من الجوقة ذاتها تضغط على اسرة الاغبري للتنازل عن حقهم بالاقتصاص..
وتأجيل حكم الاعدام بقتلة عبدالله الاغبري شرط لنجاة المجرمين هذه خدعة، وهذه الجماعة لا أجهزة لها ولا مؤسسات ولا معامل جنائية هذه كائنات مجردة وبلا ضمير ولا أي حس أخلاقي او وازع ديني سنستغرق دهرا لتصحيح هذه المشكلة او القليل منها حتى يدرك الناس ان الحوثي مصدر الشرور مجتمعة كانت امام العدسات في النور او في الظلام.
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك