علينا مغادرة ثقافة المقارنة .. وترك ثقافة سلام الله.. !
الاثنين 13 سبتمبر 2021 - الساعة 06:15 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
سأظل على موقفى ومقتفيا خطى قناعاتي , من ان المجتمع المتخلف لايمكن له ان ينتج سوى ماهو متخلف من الثقافات والمفاهيم والرؤى, ولهذا نشاهد كيف تتدحرج المجتمعات المتخلفة في مساقط مشاريع ماقبل الدولة وبشكل متسارع, على عكسها فإن المجتمعات الاخرى اذا اعترضها مايجبرها من الاسباب على التوقف , نجدها تعمل مااستطاعت من اجل توفير مايساعدها من الظروف الايجابية على استمرار الحركة للامام.
ثقافة المقارنة هي واحدة من الثقافات المتخلفة في مجتمع هو رمز للتخلف مثل اليمن , ابرزها ثقافة سلام الله .... !
الخطاء يظل خطاء, والسلبية تظل سلبية , وان مقارنة الأخطاء بغيرها من الاخطاء الاكثر تأثيرا على الانسان او المجتمع , لايبرر لمن ارتكبها سوء تصرفه او يقلل من مترتبات خطأه حد التغني به , كما يحاول البعض بكل ماأتوا من سطحية المفاهيم ومحدودية المعرفة على تأصيل ثقافة " سلام الله على عفاش "، والمشكلة الأكبر والأكثر الم وحسرة , ان ينساق خلف هكذا ثقافة وموال كثير من المثقفين والكتاب اللذين يفترض بهم قيادة المجتمع وموكل لهم تشكيل وعيه وآفاقه الوطنية والانسانية .
ما يحدث اليوم من جرائم الحرب والاقتتال والجوع والفقر ومحاولات تكريس المذهبية وشق المجتمع وتجذير للثقافات والملشنة المناطقية , اوضاع عامة لم يسبق للبلد والمجتمع اليمني ان مرا به من قبل، كل هذا لايلغي الاسباب والمقدمات التي ارساها نظام عفاش , موفرا بذلك الارضية الواسعة والاسس المناسبة لكل مايطالنا وبلدنا من سؤ الاوضاع وسواد الحاضر ومستقبل اكثر سواد وقتامة .
لقد شكل نظام عفاش المقدمات الحقيقية لما نحن عليه , فقد اعتاش الرجل والبقاء طوال سنوات حكمه على تعطيل وظائف الدولة وممارسة الفساد والافساد وشراء الذمم , وإذكاء الصراعات المناطقية والمذهبية، على صراعات مطلع ومنزل وزيدي وشافعي وحاشدي وبكيلي وشمالي وجنوبي ووحدوي وانفصالي وشرعبي وحجري .
شارك في اغتيال الحمدي واخيه والقضاء على مشرعه الوطني, والذي كانت قد بدأت تباشيره ونتائجه تلوح في افق حياتنا العامة.
ضرب التعليم وجذر ثقافات "المحدوش" والعدل والتحكيم وذبح الاثوار ... دعم قطاع الطرق وشجع على الاختطاف والثأرات، وسياسات كثيرة مشابهة وخطيرة وبما شكل في النهاية ارضية لاوضاع اليوم , بكل ماتعنيه من الخطورة وتشكله من القسوة والخوف.
بناء جيشا لاوطنيا تجاوز تعداده ال 500 الف فرد ,معظمه لايتواجد سوى في كشوفات المرتبات كأسماء وهمية تمنح للمشائخ ومراكز النفوذ, ولهذا رأينا كيف اختفى بين ليلة وضحاها , لنشاهد عفاش مقتولا بطريقة مهينة ويغادر على محسن متخفيا كحرم للسفير السعودي، ولم نعد ندري اين ذهبت الوية الحرس الجمهوري ال 36 و 26 لواء تحت اسم الفرقة الاولى مدرع.
اذا ونتيجة لهذه الاوضاع والسياسات والتذاكي الاهبل, كان من الطبيعي ان نصل الى مانحن عليه من الاحوال المدمرة على جميع اصعدة حياتنا.
فلو ان هذا الرجل الذي اتيحت له فرصة الحكم طوال 33 , شكل امتداد لمشروع الحمدي هل كنا بلغنا هذا الحال المؤسف والمزري. بالتأكيد لا ...فما تزرعه تحصد نتائجه خيراً او شراُ !