لماذا ” الثورة “ ؟!
الاربعاء 15 سبتمبر 2021 - الساعة 07:38 مساءً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
الاعتداء الذي طال رئيس مجلس إدارة هيئة مستشفى الثورة يوم السبت 2021/9/11 من قبل بعض الأفراد التابعين لما يسمى برابطة الجرحى لم يكن الاعتداء الاول على الهيئة وإدارتها وكوادرها وموظفيها كما انه لم يكن مجرد حدثنا عرضيا أو ردة فعل يستهدف شخص الدكتورعبد الرحيم السامعي فقط كما يحول أن يصوره البعض ولا يمكن فصله عن الاعتداءات السابقة ، ولكنه يأتي ضمن سلسلة من الاقتحامات و الاعتداءات المتكررة والممنهجة ، فقد تعرضت الهيئة خلال الفترة الماضية بداية من العام 2016 لمحاولات التشليح و للعديد من عمليات الاقتحام والتهجم والتحريض والاعتداء على إدارة الهيئة وكوادرها وموظفيها ، ومع كل اقتحام من تلك الاقتحامات ومع كل اعتداء من تلك الاعتداءات كان هناك سؤال يفرض نفسه وما يزال يطرح حتى اليوم بإلحاح : لماذا الثورة ؟!, ولماذا تتعرض هيئة مستشفى الثورة بالذات ودون غيرها من المستشفيات لهذا الاستهداف الممنهج و لهذه الاعتداءات المتكررة ؟!.
وللتذكير وفي محاولة لتوضيح الصورة وبما قد يساعد في الإجابة على هذا السؤال وعلى غيره من الأسئلة المثارة ، فسوف احاول هنا استعراض أهم اوأبرز تلك الاقتحامات والاعتداءات التي تعرضت لها هيئة مستشفى الثورة خلال الفترة الماضية تاركا الباب مفتوحا امام كل من يرغب في الإضافة أو التعقيب و التوضيح أو التصويب والتصحيح :
في بداية العام 2016 و بينما إدارة الهيئة وكوادرها وطاقمها الطبي صامدين يؤدون واجبهم الوطني والإنساني تجاه الجرحى والمصابين من ابطال الجيش والمقاومة والمواطنيين والمدنيين رغم الخطر الذي يحيط بهم ويترصدهم ورغم قذائف الحوثيين التي تسقط على المستشفى ومحيطه من حين لآخر ، حينها وبينما هم على هذا الحال وفي هذا الوضع بدأت محاولات بعض الأطراف لتشليح المستشفى وكانت أبرز تلك المحاولات هي محاولة نقل قسم العظام من مستشفى الثورة إلى مستشفى التعاون تحت بعض المبررات والحجج الواهية ..
وفي شهر مايو 2016 أقدمت مجموعة مسلحة على اقتحام المستشفى ومحاولة الاستيلاء على بعض الأجهزة في قسم العظام لنقلها إلى مستشفى اخر ..
وفي مطلع فبراير 2019 تقدم رئيس مجلس إدارة الهيئة بشكوى إلى النيابة العامة حول قيام أحد موظفي الهيئة بتسهيل الاستيلاء على المال العام ( من ضمنها سيارة إسعاف تابعة للمستشفى )
وفي 26 فبراير2018 أقدمت مجموعة مسلحة على اقتحام بوابة المستشفى ومصادرة أسلحة بعض أفراد الحراسة من أفراد الشرطة العسكرية ونهب عدد من الاطقم التابعة للحراسة وإطلاق النار والتمركز في باحة قسم الطوارئ وفي أروقة وباحات المستشفى..
وفي 2 مايو 2019م قام مجموعة من الجنود باقتحام مكتب رئيس الهيئة والتهجم على رئيس الهيئة الدكتور أحمد انعم وتهديده ثم التهجم على نائب رئيس الهيئة الدكتور وليد الحميري وعلى بعض الموظفين..
وفي4 مايو 2019م تم اقتحام بوابة المستشفى من قبل مجموعة من الأفراد بعضهم مسلحين حتى وصلوا إلى مكتب رئيس الهيئة وقاموا بالاعتداء بالضرب على أمن المكتب ومحاولة فتح باب المكتب بالقوة وتكسير زجاج الباب وإصابة رئيس الهيئة بقطع وشضايا الزجاج المتطايرة..
وفي 7 مايو 2019م قام أفراد المجموعة المسلحة المتمركزة في سكن الاطباء بالعبث بوثائق ارشيف الهيئة و باقتحام سكن نائب رئيس الهيئة الدكتور وليد الحميري والعبث بمحتوياته وبتواطئ من قبل ضابط امن المستشفى وبمشاركة مندوبي بعض الالوية أو مندوبي الجرحى
وفي 10 مايو 2019م تم الاعتداء على رئيس الهيئة الدكتور أحمد انعم وإخراجه من مكتبه بالقوة وبصورة همجية من قبل عدد من الأفراد والمسلحين وبعض مندوبي الالوية أو مندوبي الجرحى ..
في 17سبتمبر2019م تم التعدي على القائم بأعمال رئيس الهيئة الدكتورة ايلان عبدالحق من قبل أفراد تابعين لأحد الالوية العسكرية وقيامهم بإخراجها وطردها من مكتبها بالقوة والتلفظ عليها بألفاظ غير أخلاقية وطرد الموظفين وإغلاق الإدارة والتهجم على ريس قسم المختبر وطاقم القسم و وتهديدهم وطردهم وإغلاق القسم ...
وفي 19 يناير 2020 م الاعتداء والتهجم على وكيلة المحافظة للشؤون الصحيه و القائم بأعمال رئيس الهيئة الدكتورة ايلان عبدالحق أثناء تواجدها في مركز الأطراف الصناعية من قبل مسلحين بقيادة بعض مندوبي الجرحى أو مندوبي الالوية وقيامهم بتهديدها والتلفظ عليها بألفاظ جارحة ومطاردتعا داخل أقسام وأروقة المستشفى ..
وفي 17 ابريل2021 م تعرض مسؤل المولدات الكهربائيه في المستشفى للاعتداء من قبل مسلحين تابعين لضابط امن المستشفى..
ومع تكرار الاعتداءات على المولدات الكهربائيه الخاصة بالمستشفى من قبل بعض المسلحين والافراد التابعين لبعض الالوية وقيامهم بتوصيل التيار الكهربائي من المولدات إلى بعض المنازل خارج المستشفى ..
أقدام مسلحين تابعين لبعض الالوية باقتحام المستشفى بشكل متكرر والقيام بتصفية واعدام بعض المصابين الذين تم اسعافهم إلى المستشفى كما حدث مثلا مع نجيب حنش و محمد سعيد الشرعبي "رحمهما الله" وغيرهم.
كما شنوا حملات التحريض على الهيئة وإدارتها وكوادرها بشكل متكرر والعمل على إثارة الفوضى والتدخل في شؤون وعمل الهيئة وإدارتها من قبل أفراد تابعين للمحور ومندوبي جرحى الالوية وافراد تابعين لما يسمى برابطة الجرحى وبما تسبب في إعاقة عمل الهيئة وإغلاق المستشفى وتوقفه عن العمل لعدة مرات ، والعمل بشكل مباشر أو غير مباشر على مضايقة المنظمات الداعمة للمستشفى وعرقلة عملها مما يؤدي إلى توقف دعمها للهيئة ورحيلها وتوجهها نحو مشافي أخرى .
وفي 11سبتمبر 2021م وضمن هذه السلسلة من الاعتداءات الممنهجة والمتكررة على الهيئة وعلى إدارتها وكوادرها جاء الاعتداء على رئيس مجلس إدارة هيئة مستشفى الثورة العام بتعز الدكتور عبد الرحيم السامعي ، وفي اعتقادي أن هذا الاعتداء لن يكون الأخير في ظل الوضع الحالي و الظروف الحالية وفي ظل عدم اكتراث السلطة المحلية والأجهزة الأمنية وقيادة المحور بما تتعرض له الهيئة وإدارتها وكوادرها وعدم التفاتها إلى شكاوي ومذكرات وبلاغات الهيئة طوال الفترة الماضية و عدم الالتفات الى العديد من الوقفات والفاعليات الاحتجاجية التي نفذها أطباء وكوادر وموظفي الهيئة والمتضامنيبن معهم من المواطنين والناشطين والحقوقيين وعدم الاستجابة إلى ما رفع فيها من مطالب مشروعة وعدم القيام بضبط المقتحمين للهيئة و المعتدين على إدارتها وكوادرها وممتلكاتها وإحالتهم إلى القضاء وعدم تنفيذ التوجيهات القاضية بذلك..
وفي ظل استمرار معاناة الجرحى واستمرار العبث والاستغلال والتوظيف لقضية ومعاناة الجرحى وعدم ايجاد حل جذري لقضية الجرحى وحل جذري ومتكامل لقضية الهيئة وعدم وجود آلية واضحة ومؤسسية لتنظيم عملية تقديم المستشفى للخدمات الطبية اللازمة للجرحى بشكل طبيعي ومستقر ووفق قاعدة بيانات صحيحة ومتكاملة..
واخيرا وبعد هذا الاستعراض المختصر لبعض او أهم ما تعرضت له الهيئة من اقتحامات واعتداءات خلال الفترة الماضية ومع صعوبة حصر واستعراض كافة الاقتحامات والاعتداءات والممارسات والعبث الذي طال الهيئة خلال سنوات وحتى اليوم ، هل اتضحت الصورة ؟!.
وهل أصبح من الممكن الإجابة على السؤال أو الأسئلة المطروحة:
لماذا الثورة ؟!
ولماذا هيئة مستشفى الثورة بالذات يتعرض ودون غيره من المستشفيات لهذا الاستهداف الممنهج ولهذه الاقتحامات والاعتداءات المتكررة طوال السنوات الماضية وحتى اليوم ؟!