العودة إلى آدميتنا واستعادة كرمتنا المسلوبة..
الاربعاء 15 سبتمبر 2021 - الساعة 08:17 مساءً
أحمد طه المعبقي
مقالات للكاتب
حرب اليمن لم تخضع لقواعد الحرب ، ولا حتى للأعراف الإنسانية ، بعد ان علقت جميع القوانين الوطنية .. فالإنسان كان يذبح كالشاة ويرمي به في السائلة لتأكله الكلاب ، دون أن نجد أي تحرك مجتمعي أو حقوقي حتى أقارب الضحايا لم تجرؤ ان تصرخ كنوع من أنواع التعبير عن شدة الألم بفقدان أحد احبائها.
لذا وجد المواطن نفسه واقع وسط نيران متقاطعة مميتة وتعرض خلالها لكل أصناف التعذيب ، كما وجد نفسه غارق في الفقر ، والجهل بعدما تعطلت كل وسائل الحياة الطبيعية ، وماتت الضمائرالبشرية وتحول البشر إلى وحوش ينهشون بعضهم بعض.
بعد سبع سنوات حرب بدأ يظهر بصيص أمل في تشكيل حراك حقوقي ومجتمعي لمناهضة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ووضع حد من استمرارية انتهاكات حقوق الإنسان..
حيث بدأت الأصوات المجتمعية ترتفع من هنا وهناك بغية عودة الإنسان إلى آدميته ، و استعادة الكرامة المسلوبة ،واصلاح ماحدثته الحرب من حالة تشوه داخلي للإنسان ، كذلك إصلاح مادمرته الحرب للبنية التحتية والمنشاءات الحيوية .
على أية حال قال لي صديقي محمد قبل 4 سنوات عندما شاهد أحد جثث الحرب معلقة في أحد شوارع المدينة، لاتوجدأبشع من هذه الحرب.. مذكرا بان في تاريخ الصراع السياسي والحروب اليمنية عبر التاريخ ، كان المتحاربين يحتفظون بالأعراف الإنسانية الأصلية التي تحمي حق الاسير ، وحق المدنيين الذين لم يشاركوا في القتال..
بينما هذه الحرب القذرة تجاوزت كل اخلاقيات الحرب ، والصراع السياسي، ولم تلتزم بأبسط الأعراف الإنسانية حيث ارتكبت فيها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المتحاربين دون استثناء .
واضاف صديقي محمد قائلا : من الصعب جدا بأن نقبل هؤلاء للعودة للحكم مرة أخرى او مشاركتهم في سلطة قادمة .
رديت على صديقي محمد قائلا : يدرك قادة الحرب كلامك جيدا ؟! لذا يعملون على اطالة امد الحرب ويرفضون اي عملية سلام او تسوية سياسية تنهي الحرب للابد ، لانه انهاء الحرب للابد يتطلب ازاحتهم من رأس السلطة ومن مصدر القرار واخضاعهم للمساءلة وعدم الافلات من العقاب بما أقترفوه بحق اليمنيين .