فى رثاء أبى واخوتي عبدالرزاق ومحمد عبدالله ناصر الماوري

الجمعه 17 سبتمبر 2021 - الساعة 03:45 صباحاً

 

الإنسان عندما يودِع مسافراً فإنه يعيش على أمل اللقاء به ولو بعد حين .. أما عندما يودع إنساناً تحت أطباق الثرى .. فإنه لا أمل له في لقائه بهذه الدنيا .. فكأس الفراق مر المذاق ..

 

فى أقل من أسبوعين .. لم يتحمل أخي محمد عبد الله الماورى وفاة شقيقه عبد الرزاق الذى توفى فى 29 أغسطس 2021 ، حتى لحق به فى العاشر من سبتمبر الحالى عند الرفيق الأعلى.

 

فى وطن غير وطنه .. وفى بلاد الغربة أمريكا التي كانت ملاذاً آمناً خير من بلدنا فارقنا  للقاء  ربه  .. بعد أن مزقتنا الحروب وشتتنا واقلقت سكينتنا.

 

وفى أقل من أسبوعين .. أفقد أخي عبد الرزاق فى اليمن الحبيب .. ومن بعده أخي محمد فى أمريكا.. ولا أخفي عليكم .. منذ فقدت أبى وامي و  اخي خالد وكان فقدانهم  مصيبة وفاجعة كبرى  

 

 النفوس الطاهرة لا تموت، تبقى اثارها في الدنيا ولا شيء يمكن ان يمحو افعالها ، أننا نؤمن بأن الموت حق، ولكن الفراق صعب.. ولكن الله صبرني لأفقد بعدها أثنين من أخوتي هم نجوم في قلبي .. ورغم شوقي إليهم وحنيني إلى لقاءهم ورغبتي في ضمهم ، لكن التراب يحول بيني وبينهم، والدعاء هو الشيء الوحيد الذي يصلهم منى.

 

أخواني  محمد وعبد الرزاق .. وإن رحلتما عن هذه الدنيا سأظل أحاوركما بالدعاء لأرسم ابتسامتكما في السماء.. لن أنساكما ما حييت، ستظل تواريخ وفاتكما الأصعب فى حياتي، فيها فقدت روحي، فقدت جزءًا من قلبي، فقدت أشخاص من المستحيل نسيانهم، رحلوا فكان رحيلهم أكثر الأشياء وجعاَ لي.

 

من الصعب أرثيكما بكلمات .. ولازالت أصداء أصواتكما ترن في أذني عندما سمعت نبأ وفاتكما .. تذكرت أيام لن تعود ، وتعلمت أن الأرواح الجميلة ترحل بهدوء وبسرعة.

 

منذ رحيل والدنا  وما زلت أتذكر كيف غرس فينا حب الاسرة والناس وحب الخير وحب الوطن ،، .. وما زلت أبكيه غياباً وفقداً وشوقاً وكأنما غيابه كان بالأمس.

 

الى جنة الخلد يااخواني بجوار والدي ووالدتي .

وتذكرنى الحكمة التى تقول : يموت الوالد قبل ولده

فيدعو له الإبن .. فترتفع درجة الأب في الجنة ، فيتعجب من ذلك

 

فيقول : من أين لي هذا ..؟!

 

فيُقال : باستغفار ولدك لك ... كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم- :" إنَّ اللهَ ليرفعُ الدرجةَ للعبدِ الصالحِ في الجنةِ، فيقولُ: يا ربِّ من أينَ لي هذا؟! .. فيقولُ: باستغفارِ ولدِكَ لكَ".

 

ثم يموت الأبن بعد ذلك وقد ارتفعت درجات أبيه ، فيلحق الولد بوالده في أعلى الدرجات ، مصداقًا لقوله تعالى : " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء..".. عندما تدبرت هذا علمت أنها رحمة..

 

اللهم ارحم  أبي وامي واخواني ، واغفر لهما، واجمعنا مع والدينا واخواننا  في جنات الفردوس الأعلى يا أرحم الراحمين. 

إنا لله وإنا إليه راجعون. 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس