تحالف الحوثي - إخوان.. تسليم المواقع بلا حرب للاتجاه جنوباً!
الجمعه 17 سبتمبر 2021 - الساعة 09:03 مساءً
خالد سلمان
مقالات للكاتب
أخبار متسارعة عن سقوط مديرية بيحان بيد الحوثي، بعد أن أكمل سيطرته على محافظة البيضاء، وفي أحسن التبريرات أن عقبة قندع المطلة على بيحان سقطت، وبسقوطها تعتبر عاصمة المديرية في حكم الساقطة نيرانياً.
ما يجري في شبوة هو إعادة تكرار لما حدث في نِهم والجوف من تسليم واستلام بلا حرب حقيقية، وتبرير ذلك بانسحاب تكتيكي تحول إلى استراتيجي طويل الأمد.
ما يحدث في شبوة يعيد إلى الأذهان الاختلالات الجوهرية في توصيف الشرعية لمخاطر واولويات سلم المواجهات، وأيهما أولى بالعناية والحشد والتركيز، الحوثي أم الانتقالي؟.
ترى قوات الشرعية، المسيطر عليها من قبل الإصلاح، أن معركتها الحقيقية مع سلطة الانتقالي، بما يعنيه مشروعه الاستقلالي من خطر جدي، على وحدة مصالح رموزها القيادية، في استمرار البسط على مكامن الثروة، وبالتالي الحفاظ على مفاتيح السلطة بين يديها، أو حتى اقتسامها مع الحوثي إن استوجب ميزان القوى ذلك.
من هنا على الرغم من تطويق شبوة وسقوط بيحان فعلياً أو نارياً، لم يعد المستوى القيادي، بشقيه السياسي والعسكري، قراءة تسارع التطورات، بل أبقى على أولوياته كما هي، الجنوب أولاً، أياً كانت نتائج مواجهات شبوة، وبالتالي لا تغيير من جهته في خارطة التحديات، ولا سحب لقواته من شقرة باتجاه شبوة، وإبقاء عدن الهدف الأثير لدى صناع الحرب والسياسة في مؤسستي الجيش والرئاسة.
دخول الحرب مع الحوثي هذا المنعطف الجديد، والالتفات الحوثي إلى شبوة بكل هذه الجدية، لا يعني شيئاً لدى شرعية هادي، أو لا يثير لديها الإحساس بمخاطر تطويقها، مما يطرح أسئلة حول تفاهمات محتملة جرت بين الطرفين، خاصة بعد تسريب قيادات حوثية، لقاءات جرت وتجرى بين الحوثي والإصلاح، لإعادة رسم خارطة نفوذ في مأرب وتوزيع الثروات، وأن المشاورات بهذا الشأن كما وردت على لسان "العماد"، قد وصلت إلى مرحلة متقدمة تقترب من الإقرار، وهو ما يمكن أن ينسحب بالضرورة على سائر الجبهات ومنها شبوة، وتوحيد الجهد العملياتي بينهما، باتجاه اقتحام ما تبقى من محافظات الجنوب وصولاً إلى عدن.
صمت السعودية والتحالف عن هذا الطارئ الميداني، ربما يشيء بوجود سيناريو خفي بين الأطراف مجتمعة، هدفه حصر الطاولة بطرفين وشطب ثالثهما الانتقالي.
الآن بإعلان الانتقالي لحالة الطوارئ، بعد أن بلغت خطة ابتلاع الجنوب مرحلة متقدمة، يطرح السؤال الأكثر صعوبة:
هل نحن أمام حرب شاملة، ترمي بثقلها الحوثي الشرعي جنوباً؟ وهل بمقدور جيش الانتقالي أن يحارب في ذات الوقت على جبهات ثلاث، الحوثي وجيش الإخوان وتواطؤ التحالف؟.
وماذا لو تم اتخاذ قرار فرض حصار على مصادر التمويل بالعتاد، من أين للانتقالي بدل فاقد ذخيرة لاستمرار الحرب القادمة طويلة النفس؟.
إرادة القتال في أعلى مستوياتها وجاهزيتها لدى قوات الانتقالي، ومع ذلك تبقى المسائل اللوجستية والإمداد أكبر التحديات، إن لم تكن أخطرها، هذا ما لم يبحث الانتقالي عن تحالفات جديدة من خارج دول الجوار.
▪︎من صفحة الكاتب على الفيس_بوك