العلاقة بين ثورة 26 سبتمبر وثورة 23 يوليو
الخميس 23 سبتمبر 2021 - الساعة 01:06 صباحاً
كانت ثورة 23 يوليو المصرية 1952م بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ضد النظام الملكي والاستعمار البريطاني، ثورة فارقه في حياة الشعب المصري والعربي، لأنها جاءت لتنهي تواجد وهيمنة الاستعمار في المنطقة العربية والذي ظل جاثما على أمتداد الوطن العربي بالحديد والنار، يحكمه وفق مصالحه وتسخير ثرواته لخدمة ونماء دول الاستعمار..
وعمل على تكريس ثقافته وفكره بهدف سلخ الشعوب عن هويتها الحضارية والدينية مع حرمانها من النماء والتطور الذي تشهده شعوب تلك الدول الإستعمارية وتعطيل أي تأثير وفعل للشعوب المستعمره من أن يكون لها وجود إقتصادي وتجاري وعسكري وسياسي ....الخ، يستطيع أن يلعب من خاله دورا في الحراك السياسي والأقتصادي بشكل مستقل ومؤثر دون إملاء وهيمنة.
هذا ما أدركته الثورة المصرية بقيادتها الشابه المتعلمة المثقفة والتي صاغت أهدافها لتأتي بمثابة الدواء المطلوب لعلاج الأمراض، وكان المرض يتمثل بالاستعمارالأجنبي والأستبداد من أنظمة الحكم الملكية التي نشأت في أحضان الرجعية لتظل جاثمة على الشعوب تحقق أهداف الأستعمار واجنداته.
كانت ثورة يوليو بمثابة الصاعقة والزلزال العاصف بالاستعمار وأنظمة الإستبداد والرجعية وجودا ومصالح وتأثيرا، لذلك كان لها صدى منذ أن تلقفته شعوب المنطقة العربية والعالم الثالث، المتطلعة للحرية والإنعتاق من نيران الاستعمار وانظمة الاستبداد.
ولما كان شعبنا اليمني يخضع لحكم سلالي كهنوتي مستبد حول اليمن من حاضرة للحضارة والتأريخ إلى بلد معزول عن محيطه الإقليمي والدولي،كأنه شعب بدائي لم يعرف الحضارة والثقافة والمدنية والنماء.
لعبت ثورة يوليو دورها الطليعي الحامل لقضايا التحرر والإنعتاق من تلك الأوضاع المأساوية، حيث عملت على إشعال ثورة الوعي من خلال أذاعة صوت العرب والبعثات التعليمية، وكان لها الدور الفاعل في إذكاء روح الثورة والتطلع للحرية والتخلص من الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي، خاصة وأن مصر أصبحت حاملة لتلك القضايا.
فتح الباب حينها واسعا لدعم الشعوب العربية لتحقيق تلك الأهداف وكانت اليمن محل إهتمام عبد الناصر كونها مهد العرب ورائدة في عالم الحضاره الأنسانية والإسلامية.
وحرص قائد الثورة السبتمبرية وعقلها المدبر على التواصل مع الزعيم جمال عبد الناصر عارضا عليه عزم تنظيم الضباط الأحرار القيام بثورة للتخلص من نظام أسرة بيت حميد الدين، فجاءت الإشارة بالتنفيذ والموافقة على الدعم الكامل للثورة وهو ماكان ونفذ بالإعتراف بقيام دولة "الجمهورية العربية اليمنية" ووصول الدعم العسكري والمادي على كافة المستويات من ذخائر واسلحة بكل انواعها بداية بالمسدس الى البندقية والمدفعية والعربات والصواريخ، وحتى الطيران هب مشاركا في المعارك دفاعا عن الجمهورية الوليدة إيمانا بواحدية الأمة وحق الشعب اليمني بالحرية وإنهاء حكم الأسرة.
تشابه وتطابق كبيرين لأهداف الثورتين ، لذا عمل عبد الناصر على دعم اليمن في كل مناحي الحياة عسكريا وتعليميا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، إلى درجة دفع رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين.
وفي التعليم تم إرسال البعثات التعليمية والمناهج وحتى توفير كراريس وأقلام الطلاب الملتحقين بالتعليم واستقبال الدارسين اليمنيين في المدارس والمعاهدوالجامعات والكليات المدنية والعسكرية للإسهام في رفع مستوى الشعب التعليمي والثقافي والصحي والإقتصادي للخروج بالشعب اليمني من حالة العزلة والتخلف والجهل والفقر والمرض، لتدور عجلة التحول والنماء والتطور وإزالة الفوارق الطبقية التي كرستها الأمامة، والمساواة في التعامل مع أبناء الشعب اليمني بشكل متساوي بعيدا عن الإنتماءات الأسرية والقبيلية والمناطقية، وتأسيس جيش وطني يعمل على حماية المكتسبات الوطنية ومؤسسات الدولة وسيادتها والتصدي للأمامة والتدخلات الخارجية وكل من يخرج عن النظام والقانون .
جبنا إلى جنب بسواعد الثوار ودمائهم وتضحياتهم مع أبناء مصر العروبة شاء الله لليمن وشعبها تحقيق ثورته والتخلص من الحكم السلالي البغيض لتدور عجلة الجمهورية والحرية وإنهاء عزلته بفتح العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع دول العالم التي تتابعة بأعترافها بالجمهورية الوليدة لتتسع بذلك أحداث التغييرات في كل مناحي الحياة نماء وتطورا عما كان عليه قبل الثورة.
يقرن الحديث عن ثورة 26 سبتمبر الخالدة 1962م بثورة 23 يوليو 1952م لأنه ولولاها وقأئدها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لما كانت الثورة ولما استمرت، حيث شنت عليها دول الآستعمار والصهيونية والرجعية العربية حرب ضروس دعما للملكيين، وبغية القضاء عليها بنية اسكات أصوات التحرر وثوراتها في عالمنا العربي اذا ما تسنى لهم القضاء على ثورة سبتمبر وكذلك القضاء على ارادة وحلم طرد الاستعمار الغربي من الأرض العربية وطعن عبد الناصر وثورة يوليو لأيقاف مشروع الوحدة العربية التي سعت مصر وقائدها الخالد جمال عبد الناصر لتحقيقها وإعادة الأعتبار للأمة العربية، لتصبح قوة فاعله في العالم على كافة الأصعدة دون وصاية وإملاء من أي قوة على الأرض.
بحرب شعواء قوبل كل ذلك، ولأن هذا المشروع يهدد وجود ومصالح دول الإستعمار والأنظمة العميلة لها من جانب ومن جانب أخر عملت على عرقلة تحقيق أهداف سبتمبر بكافة الوسائل والطرق وسخرت لذلك الميزانيات الضخمة واجهزتها الإستخبارتية لذات الأهداف.
كانت أدوات التنفيذ للأسف جماعات ومراكز وقوى يمنية إنتهازية طفيلية ذات مشاريع خاصه عملت على النيل من سبتمبر ومشروعه الوطني التحرري التقدمي الجامع ليصل الوطن الى ماوصل اليه .