مأساة يمني.. حاول رفع «ظلم الإخوان» فأنهى حياته و5 من أقاربه
الجمعه 14 يونيو 2024 - الساعة 06:04 مساءً
المصدر : الرصيف برس - العين الإخبارية
قبل 10 أشهر، أصيب بنار عناصر إخوانية بقدميه ولاحقته إلى المستشفى لتعتقله لأسبوع كامل وجروحه تنزف قبل أن تقتحم وتنهب متجره، مصدر رزق أطفاله، وتعتقل شقيقه.
هذا ما تعرض له اليمني "محمد طه محمد طارش" على يد قوات عسكرية تابعة للإخوان في مديرية المقاطرة التابعة إداريا لمحافظة لحج، حيث طرق كل الأبواب بحثا عن العدالة فأوصدت في وجهه، خذله القضاء، وتظاهر ونظم الاحتجاجات، بح صوته ولم يجد من ينتصر لآلامه.
وعندما ضاق الحال ورأى نفسه عاجزا حتى عن توفير كسوة العيد لـ3 من أطفاله وزوجته، قرر تجريب الخيار المر دون النظر لعاقبة فعله، بمحاولة إيقاف حركة السير للضغط على الإخوان لمنحه حقوقه، إلا أن أقاربه منعوه من ذلك، قبل انفجار قنبلة يدوية كانت بحوزته أنهت حياته على الفور وحياة من حوله وخلفت العديد آخرين مصابين.
ووقعت الحادثة، مساء الخميس، بالقرب من هيجة العبد، الشريان الرئيسي الرابط بين محافظتي تعز ولحج، جنوبي البلاد، وتناقلتها عدة وسائل إعلام إخوانية يمنية بشكل مظلل، حيث زعمت أن طارش هاجم حافلة ركاب بقنبلة يدوية.
فما القصة؟
محمد طارش، أب لـ3 أطفال، وجندي سابق في اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده القيادي الإخواني البارز أبوبكر الجبولي، وكان يعاني من مشكلة في عيونه وقصر في النظر منذ إصابته قبل أعوام في المعارك ضد الحوثيين في بلدة "الأحكوم" التابعة لمديرية حيفان، جنوبي تعز.
ومنذ إصابته، عمل طارش في متجره الصغير (بقالة) لإعالة أطفاله، في مسقط رأسه في مديرية المقاطرة، شمالي لحج.
في ليلة 15 أغسطس/آب 2023, استيقظ طارش على أصوات رصاص روعته مع أطفاله وزوجته وعند خروجه وجد عناصر ملثمة ومسلحة يطوقون منزله بقيادة شقيق قائد اللواء الرابع مشاة جبلي الإخواني علوي الجبولي وهو أيضا قائد القوات الخاصة في محور طور الباحة الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح.
في بلاغ قدمه للنائب العام في اليمن، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، يؤكد طارش أنه عند خروجه لمعرفة مصدر إطلاق النار باشره المسلحون الملثمون بقيادة الجبولي الصغير، على الفور بمحاولة سحبه بالقوة وبعد عراك معهم ورفضه صعود الدورية ومطالبته بمعرفة سبب اعتقاله، أطلقوا الرصاص الحي عليه ليسقط مضرجا بالدماء.
كما "حاول المسلحون منع أسرة طارش من إسعافه إلى المستشفى، ليعود لاحقا لاختطافه من غرفة العناية وزجه بالمعتقل رغم إصابته بـ3 جروح نازفة في الفخذ الأيسر والساق الأيمن، بحسب ما أكده تقرير طبي جنائي، طالعته "العين الإخبارية".
وبعد يوم من اختطافه، أرسل الجبولي عددا من عناصره للهجوم على محله (بقالة) وتحطيم الأبواب ونهب كل ممتلكاته دون مسوغ قانوني، قبل أن يطلق سراحه بعد أكثر من أسبوع دون أن تعاد له حتى ممتلكاته المنهوبة أو يتم إنصافه من جريمة الشروع بالقتل.
ويظهر البلاغ، توجيه المحامي العام الأول في اليمن، رئيس نيابة الاستئناف في محافظة لحج للتحقيق بهذه الجرائم والتثبت من الأدلة، وبدوره وجه وكيل نيابة مديرية المقاطرة للقيام بالمهمة لكن هذا الأخير رفض الشكوى وطرد طارش من مكتبه ولم ينصفه حتى بإعادة فتح متجره، الذي يعول منه أطفاله، وفق مصدر مقرب من الأسرة، تحدث لـ"العين الإخبارية".
وأشار إلى أن طارش لجأ مع عشرات آخرين من ضحايا وذوي معتقلين موجودين لدى سجن يتبع اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده الإخواني الجبولي لتنظيم سلسلة من الوقفات الاحتجاجية في مديرية المقاطرة للمطالبة بإنصافهم ومناشدة القضاء لتحقيق العدالة.
كما تحدث لقناة محلية بقصته والجرائم التي تعرض لها لكن لم يستجيب إليه أحد، لافتا إلى أن الجبولي الصغير عاد وقام باختطاف شقيق طارش وزجه في المعتقل وهو ما دفعه لحمل سلاحه والتهديد بوقف حركة السير في الخط الرابط بين لحج وتعز إذ لم يتم فتح مصدر رزق أطفاله وإعادة ما تم نهبه وإخراج شقيقه.
وأكد أن الجبولي رد بإرسال دورية عليها عناصر مدججة بالأسلحة وقامت بمصادرة السلاح الشخصي الخاص بطارش واعتدت عليه بالضرب المبرح وهو ما دفعه لفتح قنبلة يدوية كانت بحوزته دفاعا عن نفسه ما فض العناصر الإخوانية من حوله وهرعوا عائدين على متن دوريتهم.
ولفت إلى أن طارش عاد مجددا إلى ذات الخط بالقرب من هيجة العبد وكان يصرخ في وجه المارة والمواطنين لإنصافه من القيادي الإخواني علوي الجبولي أو أنه سيقوم بعرقلة حركة السير ليتدخل عدد من أقاربه في مسعى للسيطرة على غضبه ومنعه من معالجة "الجريمة" بـ"الخطأ".
وأشار إلى أنه وأثناء مشادته مع أقاربه ومواطنين تجمعوا في المكان، انفجرت القنبلة اليدوية التي كانت بيده مما أدى إلى مقتله على الفور مع 5 آخرين، جلهم من أقاربه، 3 منهم من أسرة واحدة، فيما سقط 7 مصابين بجروح متفاوتة.
ومن بين الضحايا القتلى شاب من أقارب طارش يدعى "عبدالله عبده طارش"، كان يستعد لإقامة زفافة ثاني أيام العيد، في مأساة ما كانت لتحدث لولا انتهاكات قوات الجبولي ضد المدنيين وحتى الجرحى ممن ضحوا بدمائهم رفضا للإرهاب الحوثي، ولم يسلموا من "بلطجة" الإخوان.