آلة القمع في تعز تواجه مسيرات شعب جائع منهك هتف بصوت شاحب " لقمة العيش مطلبنا "
الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 - الساعة 02:33 صباحاً
عبدالله فرحان
مقالات للكاتب
عقب يوم واحد من احتفالاتنا بالذكرى ال59 لثورة 26 سبتمبر المجيدة وعظمة اهدافها وتاكيدا على تحرير الشعب اليمني من سلطة الظلم والقمع والاستبداد "وتحت شعار لقمة العيش مطلبنا" .
شهدت مدينة تعز مسيرات حاشدة جموعها شرائح مجتمعية مفقرة تتضور جوعا وتتوجع ألما من جور سياسة الافقار المتعمدة من قبل سلطات المهجر وحكومة الافقار الفاسدة .
هتفت جماهيرها بصوت شاحب لا للإفقار .. لا للتجويع .
وطالبت بلقمة العيش، وبصدق مطلبها ازداد غضبها حتى استحقت مسمى "ثورة الجياع "
وبالرغم مما شاب مسارها من اخطاء بسيطة بسبب عفويتها الارتجالية دون تنظيم الا انها هي الوحيدة المتفردة شكلا ومضموننا عن جميع المسيرات المؤدلجة السابق تكرار تسييرها بشكل شبه يومي في شوارع مدينة تعز طيلة سنوات ماضية خدمة لاجندة انتهازية محلية واقليمية ..
فلقد كانت مسيرة اليوم اكثر صدقا هدفها الابقاء على الحياة لذاتها واطفالها .
جاب المشاركون فيها باجسادهم المنهكه شوارع المدينة يحدوهم الامل استجابة لمطالبهم او بعضها ليقينهم بان السلطات الحاكمة المحلية والمركزية جميعها صعدت الى مواقعها القيادية وكراسي السلطة من وسط الشارع وعلى اكتاف هذه الجموع ذاتها وبفضل تضحياتها .... !!
ولكن وآه آه لمرارة ما بعد ولكن .. !!
فبكثير من اللعنات كانت القيادات المدججة بالسلاح العابث تنتشر حولها وخلفها مجاميع الجهل المتبلطج للهجوم على حشود بشرية تتضور جوعا فتطلق نحوها الرصاص الحي لترعبها وتصيب وتعتقل وتتعسف وتسحل عددا منها
وبكل وضوح وضعت تلك القيادات المحتجين امام خيار القبول بالموت جوعا او رميا بالرصاص وسحلا في الطرقات ..
ولم تكتفي بذلك وحسب بل ذهبت بعض القيادات العسكرية والامنية الى فرد عضلاتها بالتجول امام الكيمرات توجيها لعناصرها باطلاق الرصاص ضد الجموع الجائعة مما يؤكد اعتزام القيادات على التوثيق لتعسفاتها القمعية ضد المحتجين ارضاء لاسيادها ضد شعبها وباصرار فاضح على تعمد الاستهتار بادمية الفقراء ..
مع العلم بان اللجنة الأمنية كان بوسعها تأمين المسيرات وحماية الممتلكات التي لم تمس في احتجاجات اليوم كان عليها نشر عناصرها في سلسلة بشرية امام المحلات وتتعامل بلطف مع المحتجين .
ومن باب التذكير بان هذه القيادات ذاتها سبق لها تأمين وحماية ودعم مسيرات ومظاهرات تكرر خروجها وفق اجندة سياسية واخرى انتهازية انتهكت فيها المؤسسات بقصد وعمد وقطعت الشوارع وارعبت الناس وكسرت وخربت وعبثت ونشرت الفوضى ولم يطلق عليها طلقة رصاص واحده ولم توصيف بانها اخلال بالامن ولم تصدر ضدها بيانات التخويف والوعد والوعيد، خلافا للتعامل القمعي والمرعب اليوم مع مسيرة الفقراء الباحثين عن كسرة خبز يطعمون بها اطفالهم ..