بين دخان العسكر ودخان الجياع !!
الاربعاء 29 سبتمبر 2021 - الساعة 07:26 مساءً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
خلال الأشهر والسنوات الماضية شاهدنا ضباط وعسكر وجرحى المحور وبمبررات مختلفة ينزلون إلى الشوارع لمرات ومرات ويقطعون الشوارع ويحرقون الاطارات ويغطون سماء المدينة بالدخان ، ويغلقون البنوك وشركات الصرافة ويقتحون أو يغلقون المؤسسات والمكاتب الحكومية وحتى المستشفيات، ويحاصرون ويقتحمون المقر المؤقت لديوان محافظة تعز ويطلقون الرصاص ويعبثون بمكتب المحافظ ومكاتب بعض الوكلاء ويطردون الموظفين بالقوة ويغلقون مبنى المحافظة..
في آخر مرة وقبل أشهر تم اغلاق واقتحام مبنى المحافظة ومكتب المحافظ بوجود وحضور قائد الشرطة العسكرية الأسبق ومدير عام شرطة تعز ، وحتى مقر قيادة المحور المؤقت لم يسلم واصابه بعض ما أصاب بقية المؤسسات الحكومية ، ورغم كل ذلك لم تحرك اللجنة الأمنية وقيادة المحور وإدارة الأمن ساكنا ، ولم نسمع من كتائب التبرير والتطبيل صوتا أو استنكارا أواعتراضا أو حرصا على المرافق و الممتلكات العامة والخاصة أو تحليلا اوتأويلا أو تشكيكا وتحذيرا او اي تساؤلات عن الاطارات والبنزين والدخان والكبريت ..
ولكن اليوم وفي ظل العبث والفوضى والانفلات الأمني و الأزمة الاقتصادية الخانقة والظروف المعيشية الصعبة وبعد أن ضاق الحال بالناس وتكالب عليهم الحصار والفساد والعبث والغلاء والجشع والاستغلال والانتهازية ، وبعد ان بحت أصواتهم وخابت مناشداتهم ونفذ صبرهم وبمجرد أن ارتفعت أصوات الغضب وخرجت مظاهرات الجياع السلمية في تعز تحركت الدماء في عروق اللجنة الأمنية وقيادة المحور وخرجت من طور السكون وسارعت لمحاصرة مظاهرة الجياع والتضييق عليها ومحاولة خنقها ووؤدها في المهد ومواجهة طابور الجياع بالرصاص واطلقت سيلا من الوعيد والتهديد وعلى المرافق والممتلكات التي لم تمس أبدت حرصها الشديد.
ومن خلفها تحركت كتائب التبرير والتطبيل والتحري والتحقيق والرصد والتحليل ، والى جانب الإشادة والتبجيل والتعزيز والتبرير سارعوا إلى رصد وتوثيق كل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة وكل صوت وشعار و كلمة وحرف ، وأخذوا عينات من الاطارات والبنزين والدخان .
وباشروا عملية التحليل والتمحيص والتدقيق والتحقيق ، وعلى ضوء ما توصلوا إليه بدأوا إلى الاستنتاج والتلميح و التشكيك والتأويل والتحذير فإطارات اليوم عجيبة وورائها سر كبير ، ودخان اليوم غامض وخطير ، ومن البنزين تنبعث رائحة مؤامرة ومخطط محكم الدبير !.
وفي هذا الإطار اثاروا العديد من الأسئلة الخطيرة .. فمن أين جاء الجياع بكل هذه الاطارات العجيبة ؟!
ومن اين جاءوا بالبنزين المثير للريبة ؟!
ومن تكفل بتكاليف البنزين و الكبريت والولاعات العجيبة ؟!
ولماذا استيقض الجياع كالطيور فجرا وخرجوا إلى الشارع مبكرين قبل أن يستيقض القادة والمسؤلين ؟!
ولماذا بإنفعال وغضب كانوا يصرخون ؟!
ولماذا لا نشعر بهذا الجوع كما يشعرون ؟!
واين هذا الجوع الذي يدعون ؟!
احذروهم فإنهم قوما يغضبون وفي وجوه الفاسدين يصرخون و.. !