في ظل حالة العبث والفوضى والانفلات الأمني والفشل الإداري وتفشي الفساد وغياب  الخدمات وضياع الحقوق ، وفي ظل الحرب والحصار وانهيار العملة الوطنية أمام الدولار والارتفاع الكبير للأسعار و الأزمة الاقتصادية الخانقة والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الموظفين والعمال والمواطنين عموما في تعز بشكل خاص وفي مختلف المحافظات بشكل عام..

وفي ظل حالة الغضب والغليان التي تسود الشارع ومع انطلاق انتفاضة الجياع وتحرك التجار ونزول الناس إلى الشارع وخروج المظاهرات والمسيرات السلمية بشكل عفوي والتوجه نحو حالة من العصيان المدني ..

في ظل هذه الظروف وهذا الوضع وهذا الغضب والغليان وهذا التحرك والخروج الشعبي ومع غياب صوت ودور النقابات وعيالها عن الشارع وعن المشهد  فإن هناك سؤال يطرح ويفرض نفسه بإلحاح:

اين النقابات ؟! ولماذا خفت صوتها وغاب دورها ؟!

فالنقابات وبالذات التي تحولت اليوم الى مجرد حدائق خلفية لبعض الأحزاب واصبحت تدور في    فلك  اصحاب السلطة والقرار والتزمت وتوهمت أنها قد أصبحت جزء من سلطة اليوم  فألتزمت الصمت  والمداهنة والسكون..                               

هذه النقابات وفي ظل الوضع الحالي والظروف الراهنة مطالبة اليوم بمغادرة مربع الوهم والاستكانة واستعادة موقعها وصوتها ودورها المفترض ، وتحديد موقفها بوضوح والقيام بواجبها نحو منتسبيها ونحو الناس و المجتمع والانحياز إلى قضايا وهموم ومطالب  منتسبيها من المعلمين والأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين والصحفيين والكتاب و الموظفين والعمال والمهنيين والحرفيين ومختلف القطاعات بشكل خاص والى قضايا وهموم ومطالب الشارع والمواطنين والجياع والمجتمع بشكل عام  

فإن لم تفعل وإن لم تستفيق فستكون قد  تخلت عن منتسبيها وعن دورها واخلت بواجبها وبشرعيتها ووضعت نفسها في الموقع المناقض لتوجهات وحقوق ومصالح ومطالب منتسبيها بشكل خاص والمواطنين والمجتمع بشكل عام ، وفي مواجهة الحراك والغضب الشعبي ، وسيكون من الواحب علينا ان نعمل على إيجاد البديل والالتفاف حول البديل ...