اثارت التشكيلة التي أعلنتها جماعة الحوثي الإرهابية لحكومتها غير المعترف بها ، سخرية وتندر اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ، حول أعضاءها وطريقة اختيارهم.

فإلى جانب اقصاء الجماعة الحوثية لشركائها من حزب المؤتمر الموالي لها ، برز واضح ان اختيار وزراء الحكومة تم بناء على الولاء للجماعة ومن قياداتها العقائدية بالنسبة للوزارات الهامة والايرادات في حين تم منح الوزارات "الهامشية" لعناصر مثيرة للجدل.

ومن ابرز هذه الأسماء منح وزارة الخارجية بحكومة  الحوثي للصحفي / جمال عامر الذي ارتبط بجماعة الحوثي بشكل مبكر من خلال صحيفة "الوسط" التي كان يرأسها وتصدر من صنعاء ، قبل ان تتوقف مع دخول المليشيا صنعاء عام 2014م.

مصادر إعلامية كشفت مؤخراً إن جمال عامر عمل خلال حروب صعدة الذي فجرتها المليشيات خلال 2004 و2009 كـ"مستشار إعلامي لعبد الملك الحوثي" ، وانتقل بعد انقلاب المليشيا وسيطرتها على صنعاء ، للعمل كعنصر امني لمراقبة الوسط الصحفي.

الا أن اختيار الرجل لمنصب وزير الخارجية بحكومة الحوثي ، يأتي بعد عام فقط من الكشف عن محاولته تقديم طلب لجوء في هولندا مستغلاً مشاركته كممثل عن جماعة الحوثي في منتدى اليمن الدولي الذي عقد في لاهاي العام الماضي ونظمه مركز صنعاء للدراسات.

الصحفي / فارس الحميري ، الذي كشف هذا الأمر ، أعاد التذكير به في تغريدة له على منصة "أكس" ، بقيام عامر تقديم طلب اللجوء في أواخر يونيو 2023، ونزل في الغرفة رقم (٦٢٨) في الكمب الرئيسي لاستقبال اللاجئين في "تير آبيل" بهولندا.

لافتاً الى أن عامر قام بها بأيام بسحب طلب تقديم اللجوء وتمت إعادة وثائق سفره، ليغادر بعدها إلى القاهرة ، التي اصدر منها  بيان ركيك ينفي من خلاله تواجده في مركز استقبال اللاجئين بهولندا ، وبالرغم من تواجد صحفيين يمنيين معه في نفس الكمب، إلا أنهم قرروا حينها عدم تفنيد بيانه وتكذيبه احتراما لقراره.

وفي حين أشار الصحفي الحميري الى قيام الحوثيين يومها بالتنكر أن عامر قيادي في الجماعة وذهب بعضهم إلى أنه لا ينتمي للجماعة الحوثية ، أشار الى عودة التشكيك بهذه الرواية بعد منح الرجل منصب وزير الخارجية ، معلقاً بالقول : لكن عامر اعتقد انه لم ينسى أيامه في الكمب ورقم الغرفة التي احتوته وحجم البطانية التي منحت له ووقوفه في طابور استلام الوجبات الباردة وتفاصيل أخرى.