هجوم القاعدة الإرهابي في أبين.. بصمات حوثية على بوابة عدن
السبت 17 أغسطس 2024 - الساعة 09:22 مساءً
المصدر : الرصيف برس - العين الإخبارية
دلالات وبصمات خلفها الهجوم الجديد للقاعدة في أبين اليمنية، بعد أن كشف تحرك التنظيم في المحافظة الجنوبية أجندات سياسية ومشاريع عابرة.
وكان مقر للواء الثالث دعم وإسناد، المشارك ضمن القوات الجنوبية في عملية سهام الشرق لمواجهة التنظيمات الإرهابية بأبين، تعرض، أمس الجمعة، لهجوم انتحاري بمنطقة الفريض في مديرية مودية.
ونفذ الهجوم انتحاري متطرف بعد أن قاد سيارة مفخخة بمواد شديدة الانفجار، واقتحم المقر العسكري ما تسبب باحتراق صهاريج وقود للإمداد العسكري وانهيار جزء من السور ومقتل 16 جنديا، وفقا لآخر إحصائية رسمية.
تحالفات مشبوهة
ويرى محللون وخبراء سياسيون أن التنظيمات الإرهابية -على رأسها القاعدة- باتت اليوم مجرد أداة سياسية لمشاريع عابرة لجهات مشبوهة تتحالف للإضرار باستقرار المناطق المحررة خاصة محافظة أبين الجنوبية.
وبحسب الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة صالح باراس فإن "التفجير الانتحاري الإرهابي في أبين هو عنوان دموي من عناوين التحالفات الجديدة مع القاعدة ضد المشروع الذي يؤمن ويحمي قضية الجنوب".
وأضاف الخبير اليمني أن هذه التحالفات للتنظيمات الإرهابية برزت من تحول القاعدة الإرهابي إلى تنظيم موجه وفقا لرغبة مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان وبعض الجماعات الانتهازية، كما تجلى في أبعاد الهجوم الدموي الأخير في مودية.
وأشار إلى أن "فشل أجندات تلك التحالفات دفعها لتحويل محافظة أبين إلى ساحة رئيسية لحرب خفية وشرسة تلتقي فيها المصالح المشتركة للحوثي والإخوان والقاعدة، التي تتوحد في العداء واستهداف القوات الجنوبية".
وأوضح باراس أن "الهجوم الإرهابي الذي زعم تنظيم القاعدة أنه جاء في ذكرى انطلاق عملية سهام الشرق العسكرية، أظهر مجددا حقيقة تحركات الإرهاب في أبين، من أجل السيطرة على بوابة العبور الاستراتيجية نحو العاصمة عدن".
ولم يخف باراس وجود ثغرات في جهود القوات الجنوبية والمشتركة في محافظة أبين، وأرجع ذلك إلى "المسؤولية غير السهلة لهذه القوات التي أثبتت جديتها وقدرتها في محاربة الإرهاب وستُحارب رعاته ومن يقومون بتصديره وإدارته".
تبادل نفعي حوثي إرهابي
من جهته، يرى المسؤول الإعلامي في قوات الحزام الأمني في عدن رشدي العمري أن "توقيت التفجير الإرهابي جاء في ظل تحشيد إعلامي وعسكري على أكثر من محور من قبل الحوثيين، في كثير من الجبهات التي تحاول التقدم باتجاه المحافظات الجنوبية".
ويعتقد العمري -وفق حديثه مع "العين الإخبارية"- أن دلالة الهجوم تشير مجددا إلى "التخادم المشترك، والدعم اللوجستي الذي تقدمه مليشيات الحوثي للعناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة لاستهداف القوات الجنوبية والأمن في محاولة لإرباك هذه القوات داخليا مما يسهل لها التقدم على مستوى الجبهات".
وربط العمري بين التفجيرات والإنجازات الأمنية المحققة مؤخرا، التي تأتي في ظل اكتشاف العديد من الخلايا الحوثية التي تم تجنيدها في مناطق بالضالع وردفان وأبين وحتى حضرموت، ما يؤكد "التكالب والتعاون ضد القوات الجنوبية" التي تتصدر المعركة وتشكل العمود الرئيسي في تكوين وتمثيل المناطق المحررة.
رسائل التفجير الانتحاري
وعن أسباب اختيار تنظيم القاعدة الهجوم الانتحاري بدلا من الأساليب المعتادة التي يستخدمها عادة، أكد العمر أن الهدف من ذلك بعث "رسالة للداخل والخارج أن التنظيم الإرهابي ما زال حاضرا وباستطاعته تنفيذ الهجمات".
لكن في الواقع هناك رسالة أخرى تدل على أن التنظيم يعاني عجزا وانتكاسة داخلية أوصلته لمرحلة الفشل حتى في القدرة على اختراق المواقع المتقدمة للقوات الجنوبية، خاصة على محور وادي عومران شرقي مودية أو غيرها، ولهذا لجأ للعمليات الغادرة بعيدا عن المسرح الأمامي.
ووفقا للعمري فإن تنظيم القاعدة سعى من الهجوم الانتحاري رفع معنويات العناصر الإرهابية بصفوفه، بعد تلقيه ضربات موجعة من قبل القوات الجنوبية والأمن في محاور أبين وشبوة.
وأكد أن هذه العمليات الإرهابية تعزز من تماسك عقيدة القوات المسلحة والأمن لمواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية بأنواعها وأشكالها وعلى كافة الأصعدة، وهي تدرك أن التضحيات ضرورة حتى تطهير البلاد.
بصمة الحوثي
وكانت الداخلية اليمنية اتهمت ضمنيا الحوثيين بالوقوف خلف العمل الإرهابي في مودية من خلال دعم وتمويل أنشطة تنظيم القاعدة لضرب المناطق المحررة.
وقال وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان، في بيان، إن الهجوم الإرهابي في مودية "يحمل بصمات مليشيات الحوثي بالتعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي"، مشيرا إلى أن "جماعة الحوثي هي رأس الإرهاب والممول المادي والفني لهجمات القاعدة".
وأضاف أن "الهجوم الإرهابي الآثم والمدان لن يزيد الأجهزة الأمنية والقوات الجنوبية والحكومية وجميع الوطنين الشرفاء إلا لُحمةً وتماسكاً وإصراراً على استئصال شأفة الإرهاب وتنظيماته بمختلف مسمياتها الحوثية والقاعدية والداعشية وعناصره المارقة".
وشدد المسؤول اليمني على "أهمية تماسك المجتمع اليمني إزاء الإرهاب المصدر له من راعية الشر بالمنطقة إيران"، مطالبا "المجتمع الإقليمي والدولي باتخاذ موقف من كافة أشكال الإرهاب ضد اليمن، ودعم الشرعية للتخلص من هذه الآفة التي تستهدف البر والبحر".