مأرب بطولات مطوقة بالدولة العميقة..!!
السبت 16 أكتوبر 2021 - الساعة 02:51 صباحاً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
لعبت محافظة مأرب دوراً محورياً في احداث الربيع اليمني بالعام 2011 و رجحت الموازين لصالح القوى السياسية المتحالفة فيما عُرف بتكتل "المشترك" لتأتي مبادرة الخليج لتسوية الازمة بين القوى السياسية و غابت مأرب وتم تغييب قوى مهمة في الجنوب ايضاً.
ثم ذهب الفرقاء الى حوار سياسي عُرف بمؤتمر الحوار الوطني ليتعامل مع الحركة الحوثية كفاعل سياسي تم تمثيلة في ذلك الحوار بمقاعد توازي نسبة المقاعد المخصصة للحزب الاشتراكي اليمني..!
كان ذلك خطأ و بداية لضرب الحواضن الحقيقية لثورة اليمن في شرق اليمن والجنوب..!
و رغم ذلك الا ان مقررات الحوار كانت الى حد مقبول مناسبة لتلبية النداءات المطالبة بالتغيير وبناء الدولة.
لكن الدولة العميقة انقلبت على هذه المخرجات ونسفتها تحت مبررات واهية وبدأت في ايلول 2014 تتجلى المهمة الحقيقية للحركة الراديكالية القادمة من صعدة.
توالت الأحداث بشكل متسارع مما ادى لتدخل عسكري لدعم الشرعية اليمنية و كانت محافظة مأرب اليمنية مركزاً لمقاومة الانقلاب و الدولة العميقة فأنقسم النظام العميق واختطف الدور من مأرب للمواجهة.
رغم السعي لإختطاف الجهود الا ان مأرب كانت حاضرة بقوة وسارعت المنظومة السياسية لاحتوى هذا الدور وبدأت تلعب على الصراع القديم وتغذيه بقرارات سياسية تخدم مكونات وتهمش مكونات اجتماعية اخرى.
لكن قدرة القيادات في مأرب وتفهمها كان جيد ويدرك تلك المساع واهدافها لكنها ظلت تواجه معارك طيلة سبع سنوات ومأرب تستنزف وعسس النظام القديم يلعبوا على وتر الصراعات الإجتماعية و تأليب القيادات والمكونات الإجتماعية على بعضها وقد حققوا اختراق نوعا ما..!
و بما ان دور مأرب بارز واصبحت ضمن مراكز الثقل الوطني فأن المجتمع الإقليمي والأممي يؤكد على ضرورة حضور مأرب وتمثيلها في اي تسوية قادمة وهو ما دفع بعسس السلطة العتيقة للعمل من داخل الصف المأربي على خلق الوساوس في محاولة لتفكيك اللحمة وقد حقق ذلك ولازال حتى اللحظة يمضي على قدم وساق من اجل اضعاف مأرب لتذهب كملحق في اي مائدة تفاوض قادمة.
وما نلاحظة من بلبلة عن تواطؤ مكونات اجتماعية كانت ولا زالت طيلة سبعة أعوام جزء من جيش وطني يقاوم وقدم قوافل من الشهداء خير دليل على المساعي الرامية لتقليص درو مأرب مستقبلاً سوأ نحجت مساع التسويات او فشلت فأن الهدف تحجيم مأرب و الجنوب و ما وصول الحوثي الى مديرية الجوبة و بيحان ولودر ومناطق اخرى في شبوه سوف يتقدم فيها ومن المتوقع ان يهاجم الضالع بقوة ليحقق اختراق جزئي كل ذلك لكي تُعاد صياغة السلطة وعودتها لمركزها بما يحقق حضور بسيط للجوف ومأرب و البيضاء والجنوب..
وبما يتناسب مع تحالف النظام العميق لسلطة الجند وصنعاء التين ضلتا اللاعب في خلخلة مكونات المناطق الشرقية والجنوبية وتغذية الصراع واللعب على الماضي وقد حقق نظام الدولة العميقة مبتغاه وحان الذهاب الى مجلس رئاسي يعيد السلطة لصنعاء ويمنح الشرق والجنوب هامش الحضور كملحق تابع لا كشريك وند في اطار منظومة وطنية وليست مناطقية او ملحقه بسلطة تقليدية تجاهد لإعادة انتاج نفسها على حساب الجميع.
لكنه لا يمكن اغفال ان هناك مشروع خطر يتبناه الحوثيين وقد يلخبط تلك الحسابات برمتها ويعيد صياغة النظام السياسي بالطريقة التي عرفها اليمنيين بالشمال اثناء الدولة المتوكلية ولكن بنسخة جديدة متأثرة بالنظام السياسي في طهران ومتصله فكرياً به..!