تحويل الوهم الى انتصار ... الفشل المستمر للشرعية في المعركة "الدبلوماسية"
الاربعاء 21 أغسطس 2024 - الساعة 12:22 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
"الرئاسي نجاحات دبلوماسية" ، تحت هذه العبارة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة لعدد من الناشطين تعليقاً على صورة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي من داخل قصر المعاشيق بالعاصمة عدن الى جوار 8 سفراء تسلم اليوم أوراق اعتمادهم.
حيث تسلم العليمي اليوم الثلاثاء أوراق اعتماد سفراء كل من فيتنام واثيوبيا وايرلندا والنمسا والهند وانجولا والعراق ، والتقط معهم صورة جماعية ، أطلقت العنان لاحقاً لحملة تصف الحدث بأنه نجاح دبلوماسي حققه الرئاسي على حساب مليشيا الحوثي الإرهابية.
بل ان وزير الاعلام بالحكومة معمر الارياني ، علق بوصف الحدث بالإشارة الى توقيته وأنه "يؤكد من جديد على المركز القانوني للدولة، وأن الشرعية هي الممثل الوحيد للجمهورية اليمنية وتمثل مصالح اليمنيين كافة"، معتبراً الأمر تتويج "للجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس واعضاء المجلس، والحكومة، لتعزيز حضور اليمن في المحافل الدولية وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن".
الارياني ذهب بعيداً حتى تقديم الأمر وكأنه "انتصار" ساحق للرئاسي بوجه مليشيا الحوثي الإرهابية ، حيث تحدث بان "المجتمع الدولي بات على قناعة كاملة أن مليشيا الحوثي عصابة متمردة قتلت وشردت ملايين اليمنيين، وتمارس صنوف الجرائم والانتهاكات والإرهاب المنظم، ولم تسلم منها حتى السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية التي نهبت مقراتها، واختطفت موظفيها".
ويتجاهل الوزير ومن معه في الإشادة بالحدث ، الى ذكر الحقيقة المؤسفة بان السفراء الذين قدموا اليوم أوراق اعتمادهم للعليمي غادروا سريعاً العاصمة المؤقتة عدن نحو الرياض ، ليباشروا من هناك عملهم كحال باقي السفراء المعتمدين لدى اليمن ، منذ تفجر الحرب في اليمن مارس 2016م وسحب الدول لطاقم سفاراتها من صنعاء.
فعلى الرغم من مرور 9 سنوات على تحرير مدينة عدن واعتمادها عاصمة مؤقتة لليمن ، لم تشهد المدينة افتتاح أي سفارة او حتى قنصلية لأي دولة بما فيها دول التحالف ، ولا يزال نشاط وعمل سفارات الدول المعتمدة لليمن ، تمارس نشاطها من العاصمة السعودية الرياض.
وهنا يبرز العذر الأسهل على لسان انصار فشل الشرعية بالأمس والرئاسي اليوم ، بان السبب يعود الى حالة الصراع التي شهدتها مدينة عدن خلال السنوات الماضية ، والبعض منهم يلقي باللائمة كاملة على المجلس الانتقالي ، وان سيطرته على المدينة هي السبب في منع استئناف نشاط السفارات من عدن.
الا أن الحقيقة الواضحة ان السبب الرئيسي يعود الى الشرعية والى من يرأسها ويدير مهامها، الذين حولوها الى شرعية "منفى" تقيم في الخارج وموزعة بين قصور الرياض وشقق القاهرة وإسطنبول ، ولم يختلف الأمر حتى بعد الإطاحة بالرئيس هادي وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي بدلاً عنه.
فالعليمي ذاته عاد الى المدينة او العاصمة "المؤقتة" قبل 48 ساعة فقط من استقباله للسفراء الجدد ، حيث يقضي الرجل وأغلب نظرائه من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وقتهم خارج عدن والمناطق المحررة منذ تشكيل المجلس في إبريل 2022م ، وهو ذات الحال الذي سار عليه سلفهم هادي.
لقد مثل غياب قيادة الشرعية عن العاصمة المؤقتة والمناطق المحررة خلال السنوات التسع الماضية واحداً من أهم أسباب فشل الشرعية في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية وهزيمتها عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً، فكان من الطبيعي ان لا يشاهد اليمنيون (خصوم الحوثي) تواجد سفير او قنصل لدول ما في عاصمة لا يتواجد فيها قادة البلاد.
ان نجاح الشرعية في معاركها بوجه مليشيا الحوثي الإرهابية ومنها المعركة "الدبلوماسية" ، لم ولن يتحقق أبداً في ظل استمرار قيادة الشرعية في إدارة الأمور "افتراضياً" من خارج العاصمة والمناطق المحررة ، وهي السياسة التي صنعت الفشل لـ "هادي" وبالتأكيد لن تصنع اليوم او غداً النجاح للعليمي وزملاءه السبعة.