رد هزيل لحزب الله على إسرائيل يوقع الحوثي في مأزق

الاحد 25 أغسطس 2024 - الساعة 10:30 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


عاودت مليشيات الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن لإطلاق تهديداتها بالرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف ميناء الحديدة أواخر الشهر الماضي ، في اعقاب الرد الهزيل الذي شنته مليشيات حزب الله الذراع الإيراني في لبنان.

 

وأعلن حزب الله، صباح الأحد، شنّ هجوم واسع تخلله إطلاق عدد كبير من المسيّرات وأكثر من "320 صاروخ" كاتيوشا على مواقع وثكنات في شمال إسرائيل، في إطار رده على مقتل الرجل الثاني في الحزب فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية من بيروت في 30 يوليو.

 

وعقب انتهاء هجوم حزب الله الذي استمر لساعة ونصف ، أعلن الجيش الإسرائيلي تمكنه من التصدي لأغلب المسيرات والصواريخ الذي أطلقها الحزب ، وأعلن مقتل أحد جنود البحرية وإصابة اثنين آخرين بسقوط أحد الصواريخ ، في حين اقتصرت الاضرار عن إصابة منزل في عكا، ومزرعة للدجاج أيضاً.

 

هجوم الحزب جاء بعد نصف ساعة من شن الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات على قرى حدودية في الجنوب اللبناني، معلناً أنه دمر نحو 1000 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في أكثر من 40 موقعاً ، في حين اشارت تقارير إعلامية بان الغارات جاء بناء على معلومات استخبارية تمكنت من الكشف عن توقيت الهجوم.

 

وهو ما اقر به زعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله في خطاب له القاه عقب الهجوم ، حيث قال بأن "إسرائيل أحست بحركة عناصر الحزب قبل نصف ساعة من العملية فبدأت شن غاراتها" ، الا أنه زعم بأنه "لم يكن لديها معلومات استخبارية" وقال بأن القصف الإسرائيلي اليوم استهدف "وديانا خالية".

 

وبيّن نصر الله أن الرد -الذي أطلق عليه اسم "عملية يوم الأربعين" استهدف قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية وتضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود مدينة تل أبيب 1500 متر، مؤكداً بانه "هو الهدف النوعي الرئيس، إلى جانب عدد من المواقع العسكرية والثكنات في الجليل والجولان".

 

وزعم إن الحزب أطلق مئات صواريخ الكاتيوشا لإشغال القبة الحديدية الإسرائيلية لعدة دقائق حتى تعبر المسيّرات، مشيرا إلى أن معلومات الحزب تفيد بأن عددا من المسيرات أصابت أهدافها، "لكن العدو يتكتم".

 

والى جوار كون الرد من قبل مليشيا حزب الله ظهر هزيلاً واثار السخرية ، الا أنه مثل مفاجئة وعلى عكس التوقعات بحدوث رد جماعي من قبل إيران واذرعها بالمنطقة ومنها مليشيا الحزب ومليشيا الحوثي في اليمن.

 

وهو ما أشار اليه زعيم مليشيا حزب الله في خطابه ، حيث تحدث عن أسباب التأخر في الرد على اغتيال فؤاد شكر، مؤكدا أن الحزب تريث حتى يعطي فرصة للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، من دون أن يبلغ أحدا بهذا الموقف.

 

وأشار إلى أن الأمر تطلب بعض الوقت للدراسة والتشاور لبحث ما إذا كان "محور المقاومة" بأكمله سيرد في وقت واحد، أم ترد أطرافه بشكل منفرد ، لافتاً الى أن القرار كان بالرد بشكل منفرد "لاعتبارات ستظهر مع الوقت"، حسب قوله.

 

حديث زعيم مليشيا حزب الله يعزز ضمنياً صحة ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأسبوع الماضي عن خلافات تضرب ما يسمى بـ"محور المقاومة" التابع لإيران ما تسبب بتأخر الرد على هجمات إسرائيل واغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية.

 

وقالت الصحيفة في تقرير لها أنّ تأخّر ردّ محور المقاومة على إسرائيل يعود بجزء منه إلى خلافات داخله نتيجة تنوّع المصالح، إذ يريد الحوثيون هجوماً واسعاً مع الميليشيات العراقية، ولا تريد سوريا المشاركة.

 

الا أن استباق حزب الله بالرد على إسرائيل وظهور الرد بهذا الشكل الهزيل ، يعد احراجاً كبيراً لإيران واذرعها بالمنطقة وعلى رأسها مليشيات الحوثي في اليمن ، التي تتوعد منذ أكثر من شهر بالرد على القصف الإسرائيلي على موانئ الحديدة.

 

وبرز هذا واضحاً في الاجتماع الذي عقدته قيادات مليشيا الحوثي اليوم الأحد، برئاسة وزير الدفاع بحكومة المليشيا المدعو محمد العاطفي، الذي قال بأن المليشيا "في أعلى درجات الجهوزية القتالية والمعنوية واللوجستية وتنتظر التوجيهات لتوجيه ضربات موجعة في عمق الكيان الصهيوني الغاصب وإلى مواقع حساسة وخطيرة لا يتوقعها ابدأ".

 

وأضاف العاطفي بحسب ما نشره اعلام المليشيا بانهم "تسلموا التوجيهات الشديدة والصارمة من أجل تحديد الأساليب الملائمة والفعالة مع التحديات التي فرضها العدو الصهيوني على المنطقة واليمن".

 

متحدثاً عن رصد "أهم نقاط بنك الأهداف الصهيونية وتحديدها بعناية وبدقة متناهية وخضعت لعملية تحليل معلوماتي واستخباراتي عميق" ، وزعم بأن القوة الصاروخية وسلاح الطيران المسير والقوات البحرية، التابعة للمليشيا "تمتلك من القدرات والامكانات ما يوفر لها التنفيذ الدقيق والمحكم في التصويب وبما يضمن لهذه المنظومة قوة التأثير وإحداث أكبر ضرر في المواقع والأهداف الحساسة التي تم تحديدها".

 

وكرر وزير دفاع المليشيا التهديدات التي تطلقها المليشيا وزعيمها منذ أكثر من شهر بأن الرد على إسرائيل "آت وحتمي ولا مفر منه، وأنه سيكون رداً استراتيجيا رادعاً وحاسماً" ، حسب زعمه.

 

ويشكك الخبراء والمحللون العسكريون من قدرة مليشيا الحوثي في اليمن على شن هجوم مؤثر نحو إسرائيل التي تبعد عن مناطق سيطرتهم في اليمن اكثر من 1800كم ، في حين فشل رد مليشيا حزب الله التي تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والمسيرات وتتملك حدوداً مباشرة مع إسرائيل.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس